ظل الهلال وبتاريخه المشرف في بطولة الأندية الافريقية هو جالب الفرح والسعد لجماهير الشعب السوداني ومصدر البهجة لأبناء الوطن في ظل حالة المعاناة والإحباط من الظروف الاقتصادية الصعبة,.. ومواصلة لهذا الدور نثر الأزرق الأنيق شلالات من الفرح في كل شبر من أرجاء الوطن بفوزه الغالي والمستحق على الملعب المالي بهدفين نظيفين جاءا من ضربتين رأسيتين رائعتين لكاريكا الذي استفاد من كرة مهند الطاهر المسقطة على بعد خطوات من مرمى الملعب ولبشة الذي استثمر عكسية بكري المدينة الذي استلم تمريرة كاريكا الدائرية وانطلق بها ليعكسها بالمقاس على رأس بشة الذي عاجلها بضربة محكمة لحظة خروج الحارس كهدف أمن الفوز وأراح الجماهير القلقة وضمن للهلال التأهل لدور الستة عشر لملاقاة ليوبارد الكنغولي في معركة الصعود لدور الثمانية الكبار والذي شارك فيه الأزرق أكثر من خمس مرات في العشر سنوات الأخيرة.. كان الهلال أمس الأول في قمة قوته وعنفوانه الذي جرفت سيوله الملعب الخطير الى مهاوي الهزيمة والإقصاء من البطولة بعد أن لعب مباراة كبيرة بسط فيها سيادته بالتحركات الجيدة للاعبين في كل أنحاء الملعب وسرعة التمرير والهجوم المتواصل الذي اعتمد على انطلاقات بكري المدينة وكاريكا الجانبية التي شكلت خطورة كبيرة بعكسهما للكثير من الكرات التي كان من الممكن ان ترتفع برصيد الهلال لو تم استغلالها من جانب كوليبالي الذي لم يفعل شيئاً وكان ينبغي تغييره منذ بداية الشوط الثاني لجعل الهجوم أكثر فعالية وقدرة للوصول للمرمى كما فعل بشة بعد دخوله مباشرة، وكان المتوقع بعد الهدف الثاني الذي أحرزه وأوصل الهلال منطقة الأمان ألا يجارى الأزرق الملعب في حماسه واندفاعه للتعويض والذي يستنزف جهد اللاعبين ولياقتهم ويعرضهم للاصابة خاصة وانه في حاجة ماسة لقدراتهم في مباراتي الرابطة وهلال الفاشر في الممتاز وليوبارد الكنغولي في دور الستة عشر خارج الوطن، ولذلك كان ينبغي التهدئة وقتل اللعب بالاستحواذ على الكرة لفترات طويلة لامتصاص الحماس بالتمريرات القصيرة التي تبدد الوقت وتمتع الجماهير وتخرجها من حالة الشد بلقطات فنية ولمسات ابداعية بعد ان حقق الهلال الآمال في مواصلة المشوار في رابطة الأبطال.. سعدت جداً بتألق بكري المدينة في مباراة الملعب ونيله لنجومية المباراة بعد ان راهنت عليه وطالبت أكثر من مرة بضرورة مشاركته منذ بداية المباراة للاستفادة من سرعته ومهاراته العالية وحركته المستمرة في خلق الفرص لزملائه وازعاج الدفاع ومنعه من التقدم لبداية الهجمة، وقد كان بكري عند حسن الظن بأدائه القوي وحماسه الدفاق ومشاركته الايجابية في تجهيز الهدفين واعتقد ان بكري الذي عانى من الاحباط لسوء المعاملة والتشكيك في قدراته وتعرضه لخطر الشطب اكثر من مرة يستطيع ان يكون واحداً من أخطر المهاجمين ومفتاح النصر الهلالي اذا أعدنا اليه ثقته في نفسه وعمل المدرب على معالجة سلبياته المتمثلة في التسرع وعدم التركيز والتهديف غير الدقيق.. كل لاعبي الهلال كانوا نجوماً وأبطالاً حيث لعبوا برجولة وفدائية خاصة خط الدفاع المكون من بويا واتير ومساوي وسيسيه وامامهم عمر بخيت والشغيل اللذان أوقفا كل تقدم للماليين على رأس المنطقة رغم بعض التسريبات التي شكلت خطورة حقيقية أما الوسط فقد كان أضعف خطوط الفريق وفرض فيه الماليون وجودهم بلياقتهم العالية وضغطهم المتواصل على حامل الكرة وتمركزهم الجيد الذي أتاح لهم قطع كل الكرات المرتدة من دفاع الهلال وتحويلها الى هجمات ورغم ان الوضع قد تحسن بدخول نزار وسيدي بيه إلا ان التفوق في هذه المنطقة كان للملعب وهو امر يحتاج للمعالجة السريعة بوجود لاعبين يملكون القدرة على قطع الكرات والضغط والمطاردة وصناعة اللعب وبدون هذا ستواجه الفريق مشكلة حقيقية في هذه المنطقة المهمة والحيوية..