حسن حامد: تعيش مدينة نيالا حاضرة جنوب دارفور أزمة حادة فى وقود الجازولين لأكثر من أسبوعين مما انعكس سلبا على الحياة العامة فى الولاية وحركة المواصلات الداخلية والخارجية نتيجة لتكدس المركبات فى الصفوف امام الطلبمة، الأمر الذي امتد لثلاثة ايام حسب افادة اصحاب المركبات. «الإنتباهة» اجرت استطلاعات واسعة وسط اصحاب المركبات بطلمبة الميثاق بنيالا، حيث شكوا مر الشكوى من الاضرار التى لحقت بهم جراء الازمة التى تشهدها نيالا فى الجاز التى انعكست على اوضاعهم المعيشية والاسرية، لجهة انهم يعولون اسرهم ويعلمون ابناءهم من خلال مركباتهم التى تستخدم فى المواصلات، وناشد اصحاب المركبات حكومة الولاية والمركز ضرورة الإسراع فى وصول الطوف الذى يحمل الوقود حتى لا تتفاقم مشكلاتهم. وفى هذا السياق شكا عدد من اصحاب المركبات من وجود نوع من المحاباة من قبل القائمين على أمر الطلمبات فى عملية توزيع الحصة اليومية التى تخصص للطلمبة، بمنح وقود لبعض اصحاب المركبات الصغيرة وخاصة الكروزرات، وقال مصطفى على سائق «روزا» إن عربته ظلت بالطلمبة ليومين ولم يتحصل على الوقود الذى يمنح ل «الروزا» جركانة وحيدة والهايس نصف جركانة، مما يدخلهم فى نفق معاناة اخرى بعد نفادها للوقوف فى الصفوف مجدداً، واضاف قائلاً: «لي يومين وفى ناس بجوا بعربات كروزر وآخرون بجركانات وياخذوا امامنا»، بينما قال الطفل آدم موسى وهو يعمل كمسارى، إنه ليومين ينام في الطلبمة، وعندما توجهت الصحيفة له بالسؤال لماذا؟ رد بأن سائق العربة ينام مع ابنائه ويتركه لحراسة المركبة بالطلمبة، بينما اشار الى اصحاب المركبات الذين استطلعتهم «الانتباهة» إلى ان ازمة الجازولين وتأخر وصوله زاد معاناتهم المعيشية، لجهة انهم يعولون اسرهم من خلال حركة مركباتهم التى اوقفها شح الوقود، وطالبوا والى الولاية ووزارة التخطيط بالاسراع فى حل الازمة وتوفير الوقود الكافى الذي يجنبهم شر الوقوف فى الصفوف، واشاد عدد منهم بالمعالجات التى تمت فى حل مشكلة البنزين التى فاقمت المشكلات التى شهدتها نيالا أخيراً بسبب عدم توفر المحروقات. وفى ذات السياق قدم عدد من مزارعى الخضر والفاكهة بالولاية مذكرة لحكومة الولاية طالبوا فيها بتوفير الوقود نسبة للضرر الذى لحق بمزارعهم الذى يفوق نسبته «60%» فى بعض المزارع مع تدنى اسعار الخضر والفاكهة هذه الايام، واضاف عدد منهم ل «الإنتباهة» انهم توجهوا بالمذكرة لمكتب الوالي، وتم توجيههم لمقابلة وزيري التخطيط العمراني والزراعة لمعالجة امرهم، وانهم تلقوا وعداً منهم بحل المشكلة قريباً بدخول الطوف واعطائهم الاولوية فى ذلك، وأشاروا الى انهم قابلوا وزير الزراعة ابراهيم واتصل بدوره بادارة البترول التى افادته بعدم وجود وقود الجازولين، لكنه اكد لهم انحيازه التام لقضايا المزارعين ومنحهم الوقود اولاً بأول عند وصوله للولاية، واضاف احد المزارعين ان جركانة الجاز وصل سعرها بالسوق الاسود إلى «240» جنيهاً ورغم ذلك لم يتحصلوا عليه، مما فاقم مشكلة المزارعين الذين فقدوا جزءاً من محصولاتهم، مبيناً أن اشكالية عدم توفر الوقود استمرت معهم عشرة ايام حتى الآن، وناشد الحكومة حل المشكلة عاجلاً حتى لا يفقدوا بقية انتاجهم. وفى المنحى قال وزير التخطيط العمرانى بالولاية اللواء أمن عيسى آدم ابكر إن الوقود تأخر وصوله لبعض الاسباب، لكنه اشار الى ان هناك تدابير أمنية محكمة تم وضعها لدخول الطوف الذى يحمل الوقود بأكثر من «300» تانكر فى طريقه لنيالا، وتوقع دخوله خلال اليومين القادمين، وأضاف عيسى ان الخطة موضوعة لتأمين انسياب الوقود بصورة منتظمة للولاية.