أثار تسريب تقرير لموقع الجزيرة نت عن التشكيل الوزاري المرتقب لرئيس الوزراء المعيّن كامل إدريس ، حنق بعض إخواني في الله من الصحفيين والكتاب الإسلاميين وبعض الناشطين منهم في وسائل التواصل والمنصات الإعلامية .. وسبب غضبة إخواني وأصحابي المضرية أن بعض مفردات ونصوص التقرير والتسريب ألمحت إلي أن رئيس الوزراء المعيّن قرّب منه مجموعات ذات صلة بشباب الثورة المصنوعة الغاضبين علي كلاب صيد المليشيا من شتات الحرية والتغيير وفي ذات الوقت أبعد عدداً من الأسماء لأن بها ( شبهة علاقة وسيماء الإسلاميين) .. ■ لم أستغرب خيبة الأمل اللحظية لدي بعض الإعلاميين والناشطين من التيار الإسلامي والذين عوّلوا ولو بالرجاءات علي عهد كامل إدريس وبهم حسن ظن أنه سيكون قريباً منهم .. وهو ذات الحبل الذي يلعب عليه الرجل والذي وجد ويجد دعماً مباشراً من أصدقائه وزملائه في قيادة الإسلاميين الحالية بلافتتي الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني .. فما ليس سرّاً أن لكامل إدريس علاقات صداقة وتواصل لم ينقطع مع قيادة الإسلاميين الحالية .. لكن هذه الصلة تقف عند حدودها العليا ولا تتنزّل إلي المستوي الأدني ..فكامل إدريس ابن المنظمات الدولية لايريد أن تتلطخ أطراف بدلته الأنيقة بطين قواعد الإسلاميين وكتائبهم وكوادرهم .. وقيادة الإسلاميين تريد أن تبقي صلتها بإدريس في تلاجة بيانات التأييد الباردة دون أن تفصح لقواعدها المغلوبة علي أمرها عن طبيعة هذا التآلف الذي يُراد له أن يتحول إلي تحالف تلعب فيه أصلب العناصر دور التابع للقيادة الصامتة في كل المواقف !! ■ أخطر ما يواجهه التيار الإسلامي الوطني في الوقت الراهن أن قيادته الحاضرة تريد تحويل أقوي الحركات الوطنية والإسلامية في بلادنا من حركة سياسية فاعلة ومبادرة وديناميكية إلي حركة خاملة تتآكل من أطرافها مع صباح كل يومٍ جديد .. ■ الحقيقة المرّة أن شباب الإسلاميين يعايشون مرحلة غريبة من حاضرهم السياسي في السودان .. مرحلة يُراد فيها لحركتهم الفاعلة أم تتحول إلي منظمة سياسية باردة وجامدة .. وهنالك فرق سنوات ضوئية بين الحركة السياسية الفاعلة في مجتمعها .. والمنظمة السياسية المغلقة علي قيادة تقود وتقرر عبر الوسائط والتطبيقات !! ■ نلتقي بعد التشكيل الوزاري الجديد !!