يزخر السودان بكثير من المقومات والثروات الطبيعية مما يجعله قبلة للاستثمارات الأجنبية، وتتميز كل ولاية بجواذب ومزايا تستقطب الراغبين في الاستثمار فيها، وتتبارى الولايات بالترويج لمشروعاتها وتعرضها في أبهى الصور، فيما تسعى الحكومة الاتحادية بتهيئة البنى التحتية وإعداد الخرط الاستثمارية القائمة على أسس علمية وبصورة واضحة. وتتمثل المقومات والثروات التي يتمتع بها السودان في الأراضي الشاسعة والمياه الوفيرة ومقومات طبيعية ظاهرة للعيان واخرى كامنة فى الأرض، وتتباين أمزجة وأهواء أصحاب رؤوس الأموال، فمنهم من اتجه للزراعة وفضل بعضهم التعدين فيما عشق كثير منهم الاستثمار في مجال الخدمات. وتؤكد الرؤى والمواقف السياسية والدراسات الاقتصادية أن اقتصاد أي بلد لن يمضي إلى الأمام إلا من خلال زيادة الإنتاج والاستثمار الذي يوفر عملات أجنبية ويستوعب عمالة. وفي بدايات هذا القرن وبالتحديد عام 2004 قرر الشيخ أحمد الحصيني أن يستثمر أمواله في جزيرة مكوار بالبحر الأحمر وجاء الاختيار من مجموعة جزر طرحت عليه من وزارة السياحة الاتحادية وهو اختيار موفق وسيكون اضافة حقيقية للولاية المذكورة لما للموقع من مزايا مطلوبة وجاذبة للاستثمار. ففي بورتسودان عاصمة ولاية البحر الأحمر سعت حكومة محمد طاهر إيلا لإزاحة العراقيل عن المستثمرين بل شجعتهم بالبنيات الأساسية والأسعار التفضيلية للأرض والخدمات بمساعدة مؤسسات الولاية. كما أن ثقافة الاستثمار هي الأحسن في ولاية البحر الأحمر لأن المواطن فيها أدرك وتعامل مع الأجانب منذ أقدم العصور وتلمس فائدة وجودهم بحكم الثقافة البحرية، كما أن حكومة إيلا ربطت الاستثمار بمصلحة المواطن العادي المباشرة، فالمسألة لم تعد مجرد توعية وترفيه بل فائدة ملموسة حيث استفاد المواطن من الاستثمار في مأكله ومشربه ومسكنه. كل ذلك دفع رئيس الجمهورية المشير عمر البشير خلال ختام مهرجان السياحة السابع بالبحر الأحمر بتوجيه ولاة الولايات في بادرة غير مسبوقة بدراسة تجربة إيلا في التنمية والسياحة، مشيرا في هذا الخصوص الى الميزات السياحية لكل ولاية، مما جعل البعض يعتبر توجيه الرئيس البشير بمثابة توجه للدولة السودانية نحو السياحة التي أصبحت موردا اقتصاديا مهما في ظل معاناة السودان الاقتصادية عقب فقدانه موارد البترول بسبب انفصال جنوب السودان. ويتمثل اختلاف ولاية البحر الأحمر عن غيرها من الولايات فى أنها حكومة وشعبا قد اتجهت للتنمية واستطاعت أن تقيم لها بعض البنيات الأساسية وأحاطتها بنوايا حقيقية أنها أكملت مدرج الانطلاق وهذا الانطلاق يحتاج الى رأس مال حقيقى يتوافر فقط لدى المستثمرين سواء أكانوا أجانب أو سودانيين، وكلنا يدرك إمكانيات الولايات والحكومة الاتحادية خاصة فى الظروف الاقتصادية التى يمر بها ليس السودان فقط وإنما كل الدول خاصة النامية بل وبعض المتقدمة. ويرى معظم من زاروا بور تسودان إلى أن إيلا تمكن في فترة قصيرة أن يحدث ثورة عمرانية وحضارية هائلة، وتكمن عبقرية هذه النهضة التي اضطلع بها إيلا في أنها صنعت هذه الثورة العمرانية بقليل من المال وكثير من الخيال، ويصف البعض سر نجاحه في أنه يشرف على العمل بنفسة مباشرة. ولكن عندما يتكامل المال مع الخيال والعزيمة فمن الممكن صنع المعجزات. ويمثل مشروع ضخم مثل قلب العالم الاقتصادي الحر المفتوح إضافة حقيقية للبلاد وبصفة أخص للمناطق المحيطة بالبحر الأحمر، ويجعل المنطقة قبلة لأنظار المستثمرين، كما أنه سيحول السودان وبالتحديد البحر الأحمر إلى ملتقى للاستثمارات الأجنبية ويدر عملات وفيرة ويحقق نهضة تنموية وعمرانية.