د.أحمد بابكر نهار وزير النقل والطرق والجسور حينما بهرته البصمات الأنيقة الواضحة والساحرة التي وضعها قائد النهضة والمسيرة التنموية بمدينة بورتسودان، وجه دعوة صريحة لكافة الولاة ليتلقوا دورات وجرعات تدريبية من محمد طاهر إيلا والي البحر الأحمر للاستفادة من الطاقات التنموية والقدرات العلمية التي يتمتع بها إيلا، ويقفوا من خلالها غلى مهارات الرجل وانجازاته وابداعاته الهائلة في التنمية.. وللأمانة والشهادة فقد استطاع إيلا أن يبعث برسالة فحواها أن التمويل في حد ذاته لم يعد عقبة كبرى تعوق إقامة مشروعات تنموية، فقد توفرت لايلا الإرادة والفكرة الخلاقة وشحذ الهمم أن يحيل مدينة بورتسودان الى عروس في كامل زينتها وبهائها وجمالها، يريد الكل الالتفاف حولها ليرى عظمة هذا الجمال والجلال، حتى أصبحت النموذج والمكان الأمثل للاستثمار. فقد استطاع الرجل بفضل إرادته وقوة عزيمته وبتمويل ذاتي أن يجعل بورتسودان خارطة للتنمية الصناعية بالولاية، واستطاع أن يحقق فرص استثمار واسعة وواعدة، وينشر تنمية مستدامة ينعم بها أهل الولاية بالكفاية والرخاء، لذلك قال السفير اللبناني المقيم بالسودان أحمد شماط حينما أخذته بورتسودان بسحرها وبهائها.. إن إيلا استطاع أن يسرق شغف الجميع ولهفتهم وحبهم لرؤية هذه المدينة الساحرة التي لا يضاهي سحرها وسرها أية ولاية! وقال تستحق أن يطلق عليها النموذج الأمثل للمستثمرين، وقال لا أستطيع إلا أن أقول لكل المستثمرين أركبوا الطيارة، وروحوا لبورتسودان لأن فيها والياً عظيماً استطاع أن يخلب العقول بفضل الامكانات، والمقدرات الهائلة التي يتمتع بها، وحقيقة ليس من سمع كمن رأى ! فقد رأينا بأم أعيننا كيف تحولت مدينة بورتسودان الى عاصمة حضارية تم إعدادها لتكون مدينة عصرية، تتوفر فيها كل البنيات التحتية، والسمات الحضرية، وهي قابلة للتطوير والتجديد كلما دعت الحاجة الى ذلك، كما أنها مدينة في غاية النظافة والأناقة، تتوفر فيها خدمات الصحة، والاتصالات، والمناطق السياحية حتى أن الجميع أمَّن على أن بورتسودان تستحق أن يطلق عليها عاصمة السودان الحضارية وبوابة السودان الاقتصادية، فقد شهدت المدينة تنمية شاملة مستدامة تنعم بالرخاء، وابتكار أساليب جديدة بالرغم من الظروف والتحديات التي مرت بها الولاية، إلا أنها استطاعت وضع خطط وبرامج جعلتها تتميز على ولايات السودان خاصةً أن الولاية وظفت امكاناتها وتجاربها، وخرجت بتجربة ناجحة يمكن أن تكون أنموذجاً تقتدي به بقية الولايات، وتهتدي به في خططها التنموية، ودرجت ولاية البحر الأحمر على إقامة ملتقيات استثمارية، وسياحة شتوية وصيفية نسبة للميزات المناخية التي تنعم بها الولاية بمختلف محلياتها، وفرص الاستثمار الواسعة الواعدة بالولاية في مختلف المجالات، وإدراكا لأهمية وضرورة تمكين القطاع الخاص الشريك الأصيل مع الدولة في تحقيق أهداف إستراتيجية قومية فقد بادرت حكومة الولاية في الدخول في شراكة مع اتحاد عام أصحاب العمل لإقامة ورش عمل ضمن فعاليات الملتقيات، فكان الملتقى الأول ثم الثاني، وها هو ملتقى الاستثمار الثالث الذي عقد ببورتسودان في الفترة من 20-21 ديسمبر 2012م تحت شعار (شراكة فاعلة لنهضة شاملة) الذي كان حافلاً بالخبراء والسفراء والدبلوماسيين وقادة الاقتصاد، مما أكسبه حفاوةً ونجاحاً زادت من اكتمال اللوحة الزاهية والباهرة التي اختطها إيلا حيث كان الملتقى حافلاً بالتوصيات التي تسهم في دعم مسيرة النهضة الاقتصادية بالمدينة. تحدث د. نافع مؤكدًا أن الملتقى ترياق مضاد لكل دعاوى المتربصين وواصل قوله: ملتقى الاستثمار الثالث ترياق مضاد لكل دعاوى الذين يستهدفون السودان الدكتور نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية أكد أن الاقتصاد السوداني ظل حبيس الامكانات الحكومية لفترات طويلة وعدّها غير كافية معولاً على القطاع الخاص لتحقيق النهضة الاقتصادية، وحصر مهمة الحكومة في توفير المناخ والبنى التحتية، ورهن نافع لدى مخاطبته الجلسة الافتتاحية للملتقى الاستثماري الثالث بحاضرة ولاية البحر الأحمرأمس.. وكسر الهيمنة على الاقتصاد العالمي بحدوث متغيرات إقتصادية، لافتاً الى أن التطور الكبير في انتقال القيادة الاقتصادية الى دول آسيا، مما يتيح الفرصة لتنمية العلاقات الاقتصادية والسياسية مع الدول الآسيوية، ووصفها بأنها أصبحت سياسية بحتة. وقال: إن السودان شاهد على ذلك، فحقوقنا في المؤسسات الاقتصادية حبيسة القرار السياسي للدول الكبرى.. مشيرًا الى أن النهضة الاقتصادية لن تحدث إلا بكسر أبواب المحاصرة التي تفجر الطاقات الذاتية، مؤكدًا أن الملتقى دليل على فك الحصار وإطلاق القيد للنهضة بالبلاد.. مبيناً مساهمات الولاية في تهيئة البيئة المناسبة للإستثمار، وأشار الى أهمية وجود اقتصاد قوي، ونهضة تجنب الدول النامية أن تكون تابعة للدول الغنية، وزاد «من لا يملك قوته لا يملك قراره» وبعث د. نافع رسالة شديدة اللهجة للمتربصين باستقلال السودان، معتبرًا أن الإستقلال الحقيقي هو تحرير الإرادة السياسية.. وقال: ما كان ليتم دون تحرير الروح والعقيدة. د. نافع: من يستهدفون السودان مرضى لا شفاء لهم من قيود التبعية والذل. ونوه الى أن السودان أصبح له منهج فكري واضح دون الشعور بالتبعية لدول أخرى، وأشار الى أن ذكرى الاستقلال تظل تحفيزًا وشحذًا للهمم للارتقاء بالسودان الى ما نصبو اليه من عزة وسؤدد، متعجباً من الذين يتحدثون عن الجوع والفقر والتهميش بشرق السودان !! وقضايا الهامش والمهمشين !! وقال لدى مخاطبته ختام فعاليات الملتقى الثالث للاستثمار بالبحر الأحمر في بورتسودان إن المتلقى ترياق مضاد لكل دعاوى الذين يستهدفون السودان، ووصفهم بالمرضى !! وأضاف مرضهم لا يرجى شفاؤه!! وما تم من انجازات يدحض افتراءاتهم.. وأوضح أن الملتقى فرصة للسياحة والإطلاع على ما يجري في بورتسودان من تنمية وتطوير للقدرات البشرية، لافتاً الى مناقشة قضايا مهمة، وعدد من الأوراق العلمية، مشيرًا الى تسلم توصياته على الرغم من أن الحكومة ليست طرفاً فيه، مُقِرًا بالتقاطعات بين المركز والولايات فيما يلى التشريعات والإختصاصات في الشأن الاستثماري، من جانبه أكد والي البحر الأحمر محمد طاهر إيلا على أهمية القطاع الخاص في المشروعات التنموية، مبيناً أن استراتيجية الدولة أولته تنفيذ 70% من العمل الاقتصادي.. وكشف إيلا عن جلب ودائع مصرفية بلغت 780 مليون جنيه. لافتاً الى الدور الكبير الذي لعبته المصارف في تنفيذ مشروعات البنية التحتية بولايته، مشيرًا الى تمويلها للكهرباء لأكثر من 38 ألف أسرة بمبلغ 40 مليار بجانب تشييد سكن اقتصادي وصل ل500 منزل بتكلفة 28 مليار جنيه.. وقال: إن اتحاد أصحاب العمل نفذ أكثر من 50 مشروعاً صناعياً بالمدينة الصناعية، وأعلن إيلا عن طرح مشروع لإشراك كافة مواطني الولاية بالنظام المصرفي للإستفادة من التمويل، بجانب التنسيق مع الوزارات الإتحادية لتجاوز عقبات الإستثمار. وكشف إيلا عن استعداد ولايته للتنازل عن الرسوم والجبايات الخاصة بالولاية للمشروعات الصناعية، وأقر إيلا بعدم تمكن الدولة من توظيف مواردها وتسخيرها من أجل السياحة، كاشفاً عن طرح مشروعات على أصحاب العمل لدعم الإستثمار بالولاية، متعهدًا بتمكين كل قطاعات الإنتاج والمستثمرين والالتزام بمعالجة كل القضايا، وشدد إيلا على أهمية حشد امكانات القطاع المصرفي والقطاع الخاص لتنفيذ الخطط والمشروعات. وكشف المؤتمر بأن أكثر من 60% من طاقة النقل غير مستغلة !! كما أن 90% من الناقلات الكبيرة متوقفة !! بجانب 9 آلاف موديل جديد من الشاحنات والبصات تقبع بالورش !! بسبب ارتفاع أسعار الإسبيرات . مشيرًا الى أن إمكانية قطاع النقل وصل الى 60 مليون طناً المستغل منها 8% فقط !! وأرجع ذلك الى الرسوم والجبايات التي أبعدت قطاع النقل عن دوره الأساسي، وأشارت غرفة أصحاب اللواري السفرية والدفارات الى حجز أكثر من 40 عربة بولايات دارفور، ولم يعرف حتى الآن مكانها !! بسبب الإنفلات الأمني بتلك الولايات. وقال د. بابكر محمد التوم في ورقته حول (التمويل والمؤسسات التمويلية المفهوم والأهداف) إن الاستثمار الأجنبي أحد أهم الموارد التي يمكن أن تسهم في إقامة مشروعات، نسبة لما يمكن أن يوفره الاستثمار من تمويل وتقانة.. داعياً الحكومة الاتحادية والولايات لتشجيع الاستثمارات الأجنبية، مؤكدًا أن رأس المال الأجنبي عنصر مهم خاصة في المراحل الأولى من تأسيس الأعمال.. وقال يجب تأسيس جو إستثماري مشجع في تقديم التسهيلات والحوافز للإستثمار الأجنبي.. وأكد أن التمويل في حد ذاته لم يعد عقبة كبرى تعوق إقامة المشروعات إذا توفرت الإرادة والفكر الخلاق.