قلق ونزاع وتوترات وحرب ودخان ..نزوح ولجوء ومحاولات اغتيال واتفاقيات ووثائق عهد تمزق ومشروعات تجهض ..تلك هي جزئيات ومكونات المشهد العام في فاشر السلطان بحضرها وريفها والأرض هناك تهتز وما بين كبر وهلال سجال جديد ولكن المحزن في أزمة كبر وهلال أن الحكومة مارست أقصى درجات الصمت والترقب لما يمكن أن تقود إليه مآلات هذه الأزمة وحتى المؤتمر الوطني فشل هو الآخر في أن يُلجم هذه الأزمة والتي هي تعتبر خصماً على الحزب خصوصاً أن هذا النزاع تجري فصوله داخل أسوار الوطني. حينما تشوّه «الواجهة» من هو ذلك العبقري الذي أنتج الإجراءات والتحولات الجديدة التي أحدثت كل ذلك الهرج والمرج بمطار الخرطوم صباح أمس الأول هل هي سلطة ومزاج الرجل الواحد ؟ أم هي الخطط والأسس والنظم الإدارية التي لا تبتغي سوى التطوير والتجويد؟ .. وعلى كل فإن الذي حدث يمكن توصيفه بأنه خلل إداري وجريمة مكتملة الأركان وقعت بلا مبالاة وبالتالي هي غير محسوبة العواقب . فما ذنب أولئك الذين تعطلت سفرياتهم إن لم تكن أُلغيت ؟ ومن هو الذي يحاول دوماً تشويه صورة واجهاتنا ومداخلنا للعالم الآخر بقرارات طابعها مزاجي ؟ كم خسرنا من هذا الإجراء ؟ ولماذا لا تخرج علينا الجهة التي يتبع لها المطار ببيان واعتذار وتبرير لهذه الحادثة ؟ .. لا تعشموا فالعشم هنا مكسور الخاطر فالجريمة تنتهي عند هذا الحد بهرجها ومرجها لا أحد يحاسب فالخاسر الأكبر هي بلادنا ومؤسساتنا الكبرى . سوار في قلب «المهاجر» من العبارات الجديرة بالتأمل والتي أطلقها الأستاذ حاج ماجد سوار خليفة الدكتور كرار التهامي في منصب الأمين العام لجهاز المغتربين والتي قال فيها إنه سيسلك ذات الطريق الذي سار فيه سلفه ولكنه سيحدّق كثيراً بنظره إلى ما وراء البحار وعبر الحدود بحثاً عن كل سوداني احتضنته المهاجر ..ليس المهم يا «سوار» أن تسلك ذات الطريق وذات النهج وإلا لما كان هناك تغيير لأن الطرق القديمة التي سلكها سلفك لم تحل القضية ولم تلب أشواق المهاجرين نتمنى أن ترسم لنفسك ولسياساتك طريقاً مغايراً عسى ولعل يوصلك إلى قلوب كل الضائعين في مهاجرهم ..كما ليس هناك قيمة لعملية التحديق إلى ما وراء البحار وعبر الحدود إن لم تكن لك عبقرية ورشد وإرادة تنهي معاناة كل أبناء السودان الذين أرهقتهم سياسات الحكومة السودانية في سبيل توسيع قاعدة إيراداتها وجباياتها فضاعت حقوقهم وتعطلت استثماراتهم وأرهقت الأسر في سبيل البحث عن تعليم .فيا أيها الأمين العام الجديد إن المغتربين في حاجة إلى حلول عاجلة تشعرهم بأن الدولة تبحث لهم عن معالجات . حزب المهمشين إن كان المؤتمر الوطني حزب يقع داخل دائر التهميش وتحت وطأة الفقر والحرمان طبقاً لتوصيفات الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل المسؤول السياسي بالمؤتمر الوطني رصدتها الزميلة «المجهر السياسي» فما الذي يقوله «الدكتور» ويصف به أولئك الحزانى والجوعى والمرضى في أطراف بلادنا فهناك من يبيتون يومهم بلا جرعة ماء أو قطعة خبز.. وهل امتطى الدكتور مصطفى يوماً فارهته وذهب لأطراف الخرطوم أو أحيائها القريبة ليقف على ذلك الفقر والبؤس لقطاع كبير من الأسر الجائعة والمحرومة لكن يبدو واضحاً أن كل هؤلاء الفقراء والمحتاجين لا علاقة لهم بحزب الدكتور مصطفى غير أن الحقيقة القاسية والتي يجب إدراكها أن مستويات الفقر اتسعت بشكل مخيف ومزعج والذين يحتشدون في صفوف أمام بوابات ونوافذ ديوان الزكاة يؤكدون ذات الحقيقة كما أن الذين ينتشرون في شوارع وأزقة ولاية الخرطوم من النازحين الجدد والقدامى هم الذين جاءوا من أطراف الهامش ومن قلب الأزمة وزجت بهم الأقدار إلى دار غير دارهم وإلى حياة غير حياتهم وأقصى ما يتمنونه قطعة خبز وكوب حليب وجرعة دواء وحضن دافئ فهؤلاء هم المهمشون والمحرومون يا دكتور مصطفى. مذكرات مقلقة بالجزيرة وقف مدير المكتب التنفيذي بإحدى محليات ولاية الجزيرة أمام السيد المعتمد والمدير يحمل بيده ورقة تبدو مقلقة أو مثيرة للقلق خاصة أنها مدبجة بشعار وتوقيع قصر الرئاسة بمدني فكانت الكلمات التي نطق بها السيد المدير كالصاعقة في وجه المعتمد : سعادتك وصلتنا الآن إشارة عاجلة من مدني تحوي مذكرة تسليم وتسلم . فتسلمها المعتمد فحدق فيها فعرف الحقيقة القاسية ..انتهت الآجال وانتهى شهر العسل هكذا كان يهمهم الرجل بلا صوت لكن يتحدث بعقل باطني حينها انفض الذين كانوا يلتفون حول السيد المعتمد في حله وترحاله وذهبوا يبحثون عن تجارة أخرى يسوقونها لذات «الكرسي» فهذه الحكاية ليست سيناريو لقصة خيالية انتهت فصولها ولكنها الحقيقة التي تحدثت بها مجالس العامة والخاصة بولاية الجزيرة الأيام الفائتة ووثقتها المصادر وأبلغت بها «الإنتباهة» وقالت إن معظم المحليات ومؤسسات الجهاز التنفيذي تسلّمت مذكرات «تسليم وتسلم» صادرة من السيد «الوالي» وعادة ما تصدر مثل هذه المذكرات كخطوة استباقية لعملية تغيير مرتقب والآن لا حديث لأهل الجزيرة غير هذا التغيير المرتقب ينتظرونه بكل جراحاتهم ولا شيء سواه . البحث عن «هوية » لم تحسم هويتنا بعد رغم أن السودان مضى نصفه جنوباً عبر شرعية الانفصال وأصبح «غربي الهوى» ..لم تحسم هويتنا لأن بلادنا نصفها عربي وآخر أفريقي .. ومنذ عقود من الزمان تتجادل نخبنا السياسية في الشمال والجنوب حول هوية الدولة السودانية بكل تنوعها وثراءها الفكري والسياسي والاجتماعي ولكن يبدو أنها لم تصل بعد إلى توصيفات إزاء هذه الهوية ..ولأن القضية لها أبعادها ودلالاتها وتأثيراتها كان لا بد من الوصول بها إلى مرفأ وهذا هو المبدأ الذي ينطلق منه البرلمان السوداني لترتيب مؤتمر جامع يعيد طرح ومناقشة قضية الهوية السودانية بكل أبعادها .. وهذا التوجه يجب أن تسبقه أولاً عملية تهيئة واعتراف وإقرار بأن الحكومة لعبت دوراً كبيراً في تبديد الهوية السودانية فالقبيلة مثلاً شهدت في حقبة الإنقاذ صعوداً كبيراً في سلك الوظائف الدستورية وفي المشاركة السياسية ..ولو أن الحكومة أرادت إعادة بناء هويتنا مطلوب منها وبشكل جدي تحجيم القبيلة وإخراجها من مؤسسات الدولة حتى لا يكون الانتماء القبلي هو المعيار الأساسي للتوظيف السياسي . مستشفى ضد النساء من الغرائب ألا تحترم المرأة ولكن تنتهك حقوقها تزامناً مع أعيادها واحتفالاتها في شهر مارس الذي خصصته المجتمعات العالمية شهراً لتكريم المرأة وفاءً وإخلاصاً لإسهاماتها الفاعلة في صناعة الحياة ..ولكن المرأة السودانية هنا تلقّت ضربة موجعة حينما قررت إدارة مستشفى الخرطوم إغلاق قسم النساء والتوليد بحجة أن هذا القسم به تلوث بكتيري والإدارة هذه أقدمت على فعلتها دون أن تبحث عن معالجات فورية لأن الإغلاق ليس هو العلاج وإنما يعني مزيداً من المعاناة وسقوط الضحايا من النساء الحوامل ..وفي أول رد فعل لما قامت به إدارة المستشفى فإن العاملين أخذهم الغضب وقرروا التوقف والاحتجاج الجهير لدى الإدارة صباح اليوم حتى ترد للمرأة كرامتها وحقها فأين أنت يا وزارة الصحة ويا اتحاد المرأة ؟ وأين أنت يا حكومة نرجوكم جميعاً تحركوا واسعفوا هذا القسم فهناك امرأة حامل تبحث عمن يخفف عنها عثر الولادة .