أثار الاجتماع الذي عقده تنظيم الصدارة الهلالي بكازينو الاسكلا بعد توقف قارب العشر سنوات, ردود فعل واسعة في الساحتين الهلالية والصحفية حيث تناولته الكثير من الأقلام بالتعليق والتحليل لأن عودة تنظيم بهذه المكانة والثقل بعد هذه المدة الطويلة وقبل شهرين من إجراء الانتخابات بنادي الهلال لا بد أن يثير الكثير من التساؤلات وعلامات الاستفهام عن أسباب هذه العودة ودوافعها ومراميها خاصة وان رئيس التنظيم طه علي البشير قد أعلن من داخل نادي الهلال وأمام عدد كبير من الأهلة انه لن يترشح لرئاسة الهلال مرة أخرى ولن يرأس تنظيماً يسعى لحكم الهلال مؤكداً انه قد أدى ضريبة النادي ولابد ان يفسح المجال لقيادات جديدة لأنه لا يمكن أن يأكل خريفه وخريف غيره..! وقد تعرض تنظيم الصدارة لهجوم عنيف وشرس من عدة جهات بسبب المعلومة التي تقول ان الاجتماع قد قرر دعم الصدارة ومساندتها لترشيح الحاج عطا المنان في الانتخابات القادمة وذهب البعض في تفسيره وتحليله لهذه المعلومة ان مساندة الصدارة لعطا المنان ليست حباً فيه بل كراهية في صلاح ادريس وهي اشارة الى ان الهدف من عودة التنظيم هي الوقوف ضد صلاح ادريس اذا ترشح في الانتخابات القادمة تصفية لحسابات قديمة. والحقيقة ان كل ما جاء بهذه المعلومة وما طرح حولها من آراء غير صحيح ولا علاقة له بما دار في الاجتماع الذي لم يرد فيه اسم صلاح على ألسنة المتحدثين لأن تنظيم الصدارة بكل تاريخه لا يمكن ان يعود لمحاربة فرد حتى لو كان السوبرمان الذي يحقق الانتصارات والانجازات الخارقة لوحده، كما ان تنظيماً في قامة الصدارة لو كان يريد محاربة صلاح ادريس الذي هاجم كل قياداته وكوادره لما تركه يهنأ برئاسة الهلال أو يمارس مسؤولياته لدقيقة واحدة لأنه من السهل جداً ان تعارض وتهدم وتدمر وتشخصن القضايا ومن الصعب جداً ان تكون موضوعياً في خلافاتك وتبتعد عن كل ما من شأنه ان يضر بالنادي الذي تدين له بالولاء وقد كان هذا هو موقف الصدارة التي مد رئيسها يده لصلاح ادريس منذ اليوم الأول لانتخابه بمخاطبة اللاعبين باستاد الهلال حيث اكد له انهم يقفون معه من اجل مصلحة الهلال وانه اذا سار نحوهم خطوة فسيسيرون نحوه امتار واذا سار نحوهم خطوات فسيسيرون نحوه عشرات الأميال..! ترأس اجتماع الاسكلا الذي أثار كل هذا الجدل الدكتور محمد ابراهيم عميد كلية الصيدلة جامعة الخرطوم وسكرتير الهلال الأسبق الذي أكد في بداية كلمته ان التنظيمات الكبيرة والعظيمة كالصدارة تمرض ولا تموت لأنها تستطيع ان تتعافى بمقاومة أبنائها وقدرتهم على معالجة المشاكل والتحديات وأوضح الدكتور انه قد مرت بالهلال أحداث وظروف صعبة تفرض على الصدارة ان يكون لها دور فيما يحدث بالنادي بدلاً من الوقوف موقف المتفرج وقال ان الصدارة هي التنظيم الذي نستطيع من خلاله ان نعبر عن وجهة نظرنا كمجموعة وليس كأفراد مشيراً الى انه لن يكون لرجال الصدارة رأي مسموع على المستوى الفردي اذا لم يكن لديهم التنظيم الذي يطرحون من خلاله آراءهم ومواقفهم وقال دكتور محمد ان الهلال يتغير والظروف تتغير والناس يتغيرون ولذلك لابد ان نغير رأينا في توقف التنظيم وإعادته للحياة من أجل أداء دوره نحو الهلال..! وبعد كلمة الدكتور محمد ابراهيم دار نقاش صريح وواضح شارك فيه عدد كبير من الحاضرين انتقد فيه البعض بشدة عودة التنظيم بعد هذا الغياب الطويل دون أي توضيح لأسباب التوقف والعودة وقالوا ان هذا التنظيم في رأيهم في حكم الميت أو المحلول فيما أيد الكثيرون عودة التنظيم وأكدوا حرصهم واصرارهم على عودة الصدارة وان يكون لها دور واسهام واضح في كل ما يدور في النادي من احداث واشاروا الى ان ابتعاد الصدارة قد اتاح الفرصة لكثير من العناصر للسيطرة على مقاليد الأمور في النادي باساليب تسلطية وفردية تسببت في كل ما عاشه خلال السنوات الماضية من مشاكل وتدهور وتراجع وطالب البعض بدعم ومساندة الصدارة لمجلس الحاج عطا المنان مادياً وفكرياً لأنه نجح في لم الشمل وتحقيق الكثير من الانجازات التي فشلت المجالس السابقة في تحقيقها والتي تفرض على الجميع الوقوف معه حتى يخرج بالهلال من دوامة المشاكل الى شواطئ الاستقرار والبطولات كما اقترح البعض ان يكون هذا الاجتماع تمهيدياً لأن عدداً كبيراً من قيادات التنظيم لم تحضره ولابد من وجودها في الاجتماع القادم حتى تصبح قراراته شرعية وليس مجرد توصيات كما حدث في هذا الاجتماع.. وفي نهاية الاجتماع عقّب السيد ثابت فتح الرحمن مقرر المكتب التنفيذي للتنظيم على الذين تحدثوا حيث اكد ان الدعوة لهذا الاجتماع هدفها احياء التنظيم وعودته للساحة الهلالية خاصة وانه تنظيم قائد ورائد أسسه زعيم أمة الهلال الطيب عبدالله في فترته الأولى وواصل مسيرته في فترته الثانية تحت قيادة طه علي البشير ولعب أدواراً مهمة وكبيرة في مسيرة النادي ولابد ان يعود لأداء رسالته حتى يكون له رأي وموقف في الساحة الهلالية وأوضح ثابت ان الهدف الأساسي من عودة التنظيم هو المشاركة الايجابية في الحراك الذي يدور في النادي في عهد مجلس التسيير الذي يحتاج لمساندة الصدارة بعد أن نجح في تنفيذ الكثير من أفكارها وبرامجها.. وهكذا يتضح من خلال هذه الحقائق المجردة ما دار في الاجتماع وان كل ما قيل عن مساندة الصدارة للحاج عطا المنان في الانتخابات لا علاقة له بالحقيقة وان الهدف الأساسي من عودة التنظيم ان يكون لاعضائه القناة التي يعبرون من خلالها عن آرائهم ومواقفهم في معالجة المشاكل ودعم المجلس الحالي الذي كشف بانجازاته ونجاحاته ضعف وفشل المجالس السابقة..! وأخيراً فإن رأيي في عودة التنظيم قد سطرته قبل عدة أشهر عندما تحدث البعض عن عودة الصدارة للمشاركة في الانتخابات حيث اكدت رفضي لعودة الصدارة التي جمدت نشاطها قبل تسعة اعوام بعد ان وصلت لقناعة تامة ان الاساليب الفاسدة التي صاحبت تسجيل العضوية وانعقاد الجمعية لا تتفق مع قيمها وأخلاقياتها وان مشاركتها في عملية استجلاب العضوية كانت خطأ يجب ألا يتكرر اذا كنا نسعى لديمقراطية نظيفة يقول فيها الناس رأيهم بحرية تامة ويختارون قياداتهم بإرادة لا تخضع لأية ضغوط أو اغراءات, وبما ان الأسباب التي جمّد التنظيم بسببها نشاطه لم تتغير أو تتبدل بل أصبحت أسوأ مما كانت في عمليات شراء الأصوات والذمم ولذلك فإن عودة التنظيم للعمل في نفس الظروف التي أدت لتوقفه هي تأكيد على انه قد أصدر قرار الابتعاد دون قناعة أو انه قد تراجع عن الأسباب الأخلاقية والمبدئية التي دفعته للانسحاب من الساحة الهلالية..!