أراد الله بي خيراً أن أكون هذه الأيام في البلاد وأشهد ليلة من ذات الليالي نظمها النادي العائلي بالخرطوم اتنين مع منظمة الامل الخيرية من أجل الوفاء لرجل يستحق الوفاء ومن أجل الوفاء لمدينة تستحق الوفاء.. ومن اجل عمل يستحق التخليد والوفاء.. والرجل هو رائد العمل الفني السينمائي في السودان المرحوم الرشيد مهدي، والمدينة هي أم المدائن معلمة الأجيال معنى النضال والوفاء مدينة عطبرة العظيمة .. والعمل هو الفيلم السينمائي الروائي الأول فيلم «آمال وأحلام» الذي قدمته عطبرة والرشيد مهدي للعالم بأن في السودان طموح وفي عطبرة رجال يتطلعون للمستقبل لبناء وطن شامخ كما هي المدينة المدرسة التي علمت الرجال معنى الوطنية ومعنى رفع الرأس في وجه أي طاغية. فيلم آمال وأحلام كان بداية لانطلاقة حقيقية لسينما سودانية وكان بداية أقوى من أية بدايات أخرى في عالم السينما.. ولكنه قدرنا كلنا أن نعمل من أجل الوطن ولا نجد من يقدرنا وتصوروا بداية سينمائية بذلك المستوى ولو حدث التطور الطبيعي لكانت البداية خطوة لتكون عطبرة هوليوود الشرق ومصنع أروع صناعة سينمائية في الشرق الاوسط ولكن كان قدرنا وقدر عطبرة وقدر الرائد المرحوم الرشيد مهدي أن نجد العراقل والكوابح لتموت الفكرة وتضيع علينا وعلى عطبرة وعلى السودان ان يسجل التاريخ لنا هذه الريادة ولكن الله كبير وهو فوق كل ناكر للجميل.. وعطبرة التي أنجبت العظماء من أمثال الرشيد مهدي والطيب حسن والحاج عبد الرحمن والشفيع أحمد الشيخ وقاسم أمين وسليمان موسى والعمدة سرور السافلاوي وحاج الريح ومحمد خير خوجلي وابراهيم الشوش وموسى متى وابراهيم المحلاوي رحمهم الله جميعاً.. لقادرة أن تنجب مثلهم ليعود التاريخ ويسير في مجراه الطبيعي وتظل عطبرة هي المدرسة الرائدة في كل المجالات إن شاءالله. تحية لكل من نظم ليلة الوفاء بالنادي العائلي وتحية لكل من حضر وتابع وذرف الدمعات الغاليات وهتف من أعماقه بان الرشيد مهدي لم يمت وعطبرة لم تمت والافكار والطموحات لم تمت.. فقد أحيت عطبرة للسودان المعاني الكبرى.. وآن وقت رد الجميل لأم المدائن والله معنا. نقطة.. نقطة أتت الفرصة للدولة لرد الجميل وكلمة نوجهها للوزير الشاب الطيب حسن بدوي وزير الثقافة للوفاء لأعظم بادرة وإنتاج أول فيلم سينمائي قبل ثمان وأربعين سنة للمدينة المدرسة وللرائد الرشيد مهدي وللمخرج ابراهيم ملاسي رحمهما الله بالصورة التي يراها وتراها وزارة الثقافة في عهده الجديد. جاء في مانشتات بعض صحف الأمس أن العاملين في التلفزيون ينظمون من جديد وقفة احتجاجية تطالب باقالة محمد حاتم سليمان وتعديل الحال المائل في الجهاز الاعلامي الكبير بعد أن نفذ صبرهم من الوعود الخائبة وهم يرون الشراكات العجيبة تسرح وتمرح وتنتهك حرمة المكتبة العظيمة والاصول الثابتة وتجمع مال الاعلانات والرعايات والى متى الاشاعات بان هذا الوضع يتمتع بحماية رئاسية كبيرة. كتبت أمس مشيراً للاهمال الذي يجده المراجعون في المحاكم وضربت مثلاً بقرار صدر من محكمة أمدرمان الكبرى بعد شهرين من وصوله اليها من محكمة العمل بالصناعات وظل القرار الصادر في العشرين من شهر فبراير الماضي في انتظار الطباعة والتوقيع حتى تاريخه.. وسأحاول لقاء شيخ العرب رئيس القضاء مولانا أبو سن.. للتدخل وحماية مصالح العباد وراحة طوابير المراجعين.