نظمت الجمعية السودانية للمعلومات والمكتبات بالتعاون مع مركز محمد عمر بشير للدراسات السودانية على شرف استضافة المؤتمر الثاني للاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات المنتدى الثاني بعنوان التصوير الفتوغرافي الدلالات والمعاني وقد صاحب هذا العمل عرض لفليم آمال وأحلام- وهو أول فيلم سوداني- ومعرض فتوغرافي لمجموعة كبيرة من الصور الوثائقية لحقب التاريخ السوداني المختلفة ... تحدث خلال المنتدى دكتور معتصم الحاج عن استديو الرشيد في عطبرة والذي كان المشرف على المعرض الفتوغرافي ابنه أمين الرشيد مهدي قائلاً من لم يلتقط صورة ?ي استديو الرشيد في زيارته لعطبرة فكأنه لم يزرها وذلك الرجل حباه الله بحس وثائقي نادر ، وفي جانب لا يستطيع أن يشاركه فيه أحد ، وهو الصورة التي تعبر عن حدث أو الشخصية التي كان لها دور في الحياة العامة أو في الحركة الوطنية أو النقابية ، الرشيد صاحب ذلك الأستديو وثق لمدينة عطبرة ولشخصياتها وللذين جاءوا أو عبروا هذه المدينة أيضاً وثق لهم ووثق لتاريخ الحركة الوطنية وهذا جانب من الجوانب المهمة ، الصورة ، دائماً عندما نتحدث عن الوثيقة نتحدث عنها كشئ مكتوب أو مخطوط ولكن الشئ المصور يمكن أن يتبعه كثير من الشئ المكتو? لأن الصورة تعبر عن حدث في لحظته ويمكن أن يكتب عنه الكثير حتى اذا ما حدث اختلاف في من شهد ذلك الحدث أو من شاركوا في ذلك الحدث ، الرجوع للصورة في هذه الحالة هي الوثيقة ، نحن في مركز محمد عمر بشير في غاية السعادة والاندهاش لذلك العمل التوثيقي الكبير ونشكر الأستاذ أمين لزيارته لهذا المكان وسيكون هذا مدخل للتعاون في فترات قادمة . ثم تحدث الأستاذ أمين الرشيد مهدي عن تلك الثروة الوثائقية التي عرضت خلال المعرض بعد أن عبر عن سعادته باستضافة الجامعة الأهلية لمعرضه قائلاً : نحن خطونا خطوة كبيرة بجهدنا الذي بدأناه في مدينة عطبرة ، جهد التوثيق في جانب الصور الفتوغرافية والتي نعاني كثيراً في حفظها ، وهي عبارة عن أربعة مليون صورة تقريباً ، نحن نحاول أن نحتفظ بتراث هذه الأمة العظيمة ، لأن لها رجال أفذاذ قدموا الكثير لها ، وفي رأي لابد من تضافر الجهود لعمل شئ يقدم للعالم أجمع ولنتحدث عن أنفسنا، وللعلم التصوير بدأ في السودان عام 1946م والسودا? من أوائل الدول في هذا المجال على مستوى أفريقيا ، والرشيد مهدي يعتبر أول مصور أفريقي وتحدث عن قصور الامكانيات بالنسبة لطريقة العرض والحفظ في شكل سيدهات وغير ذلك ، ثم أضاف أن مسألة التصوير الفتوغرافي في العالم أصبحت متطورة جدا ، وهذا يتطلب منا جهد أكبر واشار الى الاستديو وثق لكل فترات الحكم في السودان والحركة الوطنية والحركة العمالية ونشأة المدارس وغير ذلك ، الصورة لابد أن تحفظ بطريقة محكمة وحاولنا في تحويلها الى سيدهات .في ختام حديثه تدخل دكتور معتصم وطلب منه أن يقدم ميزانيته لمركز محمد عمر بشير ووعد بالت?اون معه في هذا المجال من أجل حفظ تلك الوثائق المهمة. ثم تحدثت الأستاذة منال حسن البدري عن ماهية التوثيق وأهميته في أنه يحفظ للأمة حاجاتها وكيانها ولثقافتها وأوضاعها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وفنونها التي تعكس وجودها ، وكذلك تتمثل أهميته في المحافظة والديمومة والتواصل ، الجانب التوثيقي يعمل على ربط الناس ببعض ، ويزيد من قوة الانتماء والترابط بهذا الوطن ، ودعت الى أهمية الاهتمام بحفظ التراث وعرضه بشكل جاذب وممتع ، وأضافت أنم أهل عطبرة أهل تاريخ وساهما بشكل كبير في حفظ التراث ، ثم تحدثت غن أشكال التوثيق المتمثلة في شكل الورق المكتوب وهي الأكثر في السو?ان ، ونوهت الى أن الفرد السوداني قليل الاهتمام بتسجيل حاجاته وتوثيقها ، والتوثيق في السودان محدد بحاجات معينة في معظمه يأخذ جانب الفلكلور ويتجاهل ثقافتنا المحلية وممارساتنا الحياتية ، ومعارضنا وفنوننا والتي لا يهتم بها الا أهل الفن فقط ينبغي أن نوثق لكل أنواع الفنون السودانية بأشكالها المختلفة .... الأستاذ صلاح محمد عبدالرحيم تحدث عن التوثيق السينمائي قائلاً:سأتحدث أولاً عن بعض همومنا السينمائية لأن معظم المثقفين السودانيين ينظرون الى السينما باحتقار ويعتبرونها وسيلة اعلامية من الدرحة الثالثة ، هؤلاء المثقفين في أوج الكارثة ساهموا وشاركوا وشاهدوا بأعينهم كيف يكون الانقضاض بالتمام والكمال على جهاز السينما الرائد ( وحدة أفلام السودان ) وعلى كل ما هو سينمائي وأعتبر هذا أكبر جريمة ثقافية في تاريخنا المعاصر ، ثم أضاف أن ذاكرة السينما هي ذاكرة وقد تبقى لنا منها الأرشيف ثم قدم صلاح بعض تعريفات للفيلم با?تبار أنه يحفظ ثقافة بصرية وسمعية للأمة المعينة ويشكل علاقة نوعية خاصة للانسان مع العالم ، في الستينات السينما كان يقال عنها أنها أفضل مدرسة مسائية ومفكر أفريقي قال أنها أفضل اختراع بعد اختراع جوتنبرج، ما يهمنا هنا الأرشيف أو المكتبة وهي وعاء ذاكرة السينما ، والسينما هي الفن الوحيد الذي يملك امكانية تسجيل شئ حقيقي 100% مع اضافة الحركة والصوت الانساني ، بمعنى أنها أداة ذات مصداقية وأداة كلية ، والسينما عملية ابداعية تتم من وجهة نظر محددة تحمل معطيات ثقافية .