يشكل التعليم قبل المدرسي (رياض الأطفال) واحدة من أهم حلقات التعليم فالروضة معنية بشكل مباشر بإعداد شخصية الطفل واكتشاف مواهبه وغرس القيم الحميدة وتعزيز سلوكه القويم لتكون الخلاصة إيجاد إنسان متوازن اجتماعياً وسلوكياً، كما تعمل الرياض على توسيع مدارك الطفل من خلال الأشياء المحيطة به كالمنزل ومكوناته والأسرة والمهن الحرفية وغيرها وتحريك كوامن المعرفة من خلال الحواس الخمس فالمرحلة متعلقة بزيادة رفع القدرات والتثقيف بما يحقق مقاصد التربية والتعليم والأهم من ذلك هو أن يعد الطفل وينتقل من مرحلة التعليم التلقيني إلى التعليم النظري والعملي، فالتعليم قبل المدرسي بهذا المفهوم يعتبر حلقة مهمة فهذا الانتقال بطبيعة الحال لا يتم عبر امتحانات وإنما بتقويم علمي يأتي في مخرجات مؤتمر تقويمي تقيمه كل قطاعات الولاية وتناقش خلاله السلبيات والإيجابات ومراجعة المناهج، وما تغفل عنه هذه المؤتمرات المهمة هي مسألة ضوابط احتفالات تخاريج الرياض التي باتت تشكل هماً جديداً لأولياء الأمور، بل تشكل ما هو أخطر من ذلك لمصاحبة هذه الاحتفالات لمظاهر قد تتنافى مع الأسس التربوية، وانكفائها على الطابع المهرجاني البذخي، ولكم بعض من هذه المشاهد. ٭ إحدى مدارس رياض الاطفال جعلت رسوماً للتخريج (700) جنيه، والدعوة لشخصين فقط مع الطفل، أما الضيوف الآخرين فقط خصصت الروضة لهم تذكرة بقيمة (10) جنيهات، وهنا تحول المحفل إلى استثمار باهت لا علاقة له بالتخريج، مسألة أخرى وهي أن التخاريج باتت تقام في الصالات الفخيمة والأندية العريقة. ٭ فماذا لو ناقشت المؤتمرات القطاعية التي يشهدها مشرفو وقيادو التعليم قبل المدرسي لمسألة البعد التربوي لهذه التخاريج المبتذلة، والبحث عن إجابة للسؤال الجوهري ما هي القيمة التربوية التي يجنيها الأطفال من هذه الكرنفالات؟ وإن كانت هناك قيمة فما الذي يمنع من إقامتها على أسوار الرياض نفسها. ٭ هذه التخاريج تقدم فيها الكثير من إبداعات الأطفال في محاولة من هذه الرياض لقول(هذا هو جهدي) وقد شهدت الكثير من الاحتفالات، وللحق أعجبت بعدد من البرامج المقدمة في تلك التخاريج وتحفظت على بعضها خاصة التي تجسد رقيص العروس بالبلدي والافرنجي وبعض الرقصات الماجنة التي يؤديها الأطفال (sloo) وبعض الرقصات الافرنجية (البالي)، كما اختفت كثير من العروض الرائعة كالجنمباز والتاكندو، وفقرات الدراما التي يقوم المسرح عليها. أفق قبل الأخير لسنا ضد أن يفرح أولياء الأمور بأطفالهم وهم على عتبة تعليمية جديدة، فقط نوصي بوضع لوائح تراعي البعد الاقتصادي للآباء والبعد التربوي للأطفال، وأن تتخذ إدارة التعليم قبل المدرسي قراراً يوازي قرار تخاريج طلاب الجامعات. أفق أخير طفلات رياض تمت زفتهن من الكوافير.