الساحة السياسية باتت تتقارب مكوناتها السياسية الآن أكثر من أي وقت مضى في فتح الحوار الوطني للوصول لتوافق وطني يفضي إلى إرساء دعائم السلام ويحقق الاستقرار للبلاد. فالسلام أوجب واجبات المرحلة ترتكز عليه بقية المشتملات السياسية والاقتصادية والاجتماعية لنهضة الدولة. خصه الرئيس في فاتحة خطابه للشعب. عقدت الدولة أكثر من اتفاقيات مع حملة السلاح في إخماد بؤر النزاعات وكانت وثيقة الدوحة آخر المحطات في إحلال السلام بدارفور مع حملة السلاح يجري الآن حوار مع قطاع الشمال في أديس أبابا لوقف العدائيات وتقديم المساعدات للنازحين الذين شردوا من ديارهم. وثيقة الدوحة حققت استقراراً نسبياً في الإقليم. نشوب القتال مجدداً من قبل الفصائل التي لم توقع على وثيقة الدوحة بترويع المواطنين الآمنين في بعض القرى والمدن من قتل ونهب وسلب وتدمير للبنية التحتية وهي (جرائم الحرب) التي يطولها القانون الدولي الإنساني. ما يجري حولنا في بعض البلدان العربية والإفريقية المجاورة من اقتتال بين مكونات المجتمع الواحد يغذى بالدعم المادي والسلاح لتأجيج الصراع من قبل الاستخبارات الأمريكية والصهيونية في مناطق النزاعات. والسودان ضمن المخطط لرسم خارطة جديدة للمنطقة بما يتوافق مع تلك الإستراتيجية في النيل والسيطرة على مقدرات الدول. شرق السودان ليس بمنأى عن هذا المخطط بعد أن حقق أبناؤه والحكومة استقرارًا في هذا الإقليم مع جبهة الشرق. أن لا يساق أبناء الشرق في أتون نشاط معادي تحت أي مسمى من الشعارات (عدم استكمال بنود الاتفاق انفصال تهميش حرية تنمية) على الدولة أن لا تغفل والانتباه إلى أي تحرك بالداخل من قبل المتسللين داخل كبينة الدولة والذين لديهم أحلام وتطلعات بإيجاد المعالجات للأمر قبل استفحال الأمر. ويجب على الحكومة الإسراع في الحوار في إصلاح الشأن السياسي والبناء الدستوري ومعالجة الاختلالات التي أصابت الدولة وأقعدتها وتوافق على وضع دستور يرتضيه المواطن والفرقاء السياسيين. الدستور هو روح الشعب والموحد له وكافل الحقوق والالتزامات. الحوار وحده يفضي إلى شكل الحكومة التي تدير شأن البلاد في المرحلة المقبلة، وبيدها معالم برنامج واضح. حسناً ما فعله السيد الرئيس في حواره مع الأحزاب السياسية بالداخل واستكماله في تشاد (أم جرس) وتعهده بإنفاذ التوصيات وعفوه عن كل من حمل السلاح وانضم لركب السلام، رغم تعقيد المسألة لكنها ليست مستحيلة والسلام وحده يحفظ الأنفس ويحقن الدماء بين أبناء الوطن الواحد ويفرض هيبة الدولة في تحقيق الأمن والسلم الاجتماعي بتفجير الطاقات في البناء والتعمير وإنفاذ مشروعات التنمية. السلام أساس القاعدة في بناء النهضة الاقتصادية. أ. مجدي عثمان علي جامعة الرباط الوطني كلية اللغات والترجمة أسكت ساكت «شلاتين» تشرب من النيل اتصل بي من يقول: لقد قسوت على أهلك (البشاريين) حين قلت إنهم يغضون الطرف عن التمصير الذي يجري في مثلث (حلايب) وهذا كلام غير صحيح بل الأمر الصحيح أن الحكومة الولائية (مقصرة) في إمداد خدمات القطاع الخدمي كالمياه والتعليم للمناطق الحدودية وهذا التقصير هو الذي منح الجانب المصري فرصة للتمدد والتوسع في الخدمات التي يقدمها مثل التعليم والمياه. لذلك كان الواجب عليكم هو إبراز تقصير الحكومة الولائية والإتحادية لأنه لا يعقل أن يتزن سلوك الإنسان البسيط إزاء ما يجده من اهتمام ورعاية من الجانب المصري وما يجده من إهمال من جانب الحكومة الولائية فهل تعلم أخي (حسن أدروب) أن (شلاتين) تشرب الآن من مياه النيل؟ أفزعتني هذه المعلومة فقلت له: لا لم أكن أعلم أن (شلاتين) تشرب من مياه النيل. قال الآن علمت من خلال هذه المحادثة إن (شلاتين) تشرب من مياه النيل ويدرس أبنائها في المدارس التي أنشأتها السلطات المحلية و... لم يكمل فقد قلت له: لقد فهمت ما ترمي إليه (شوف النيل وين وشلاتين وين) وررغم ذلك استطاعت المنظمات المصرية توصيل المياه لتلك المنطقة! بمنحة من الصندوق العربي للإنماء مشروعات للمياه بولايات الشرق أعلنت إدارة صندوق إعادة بناء وتنمية الشرق عن بدء العمل في مشروعات المياه المقدمة من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي وذلك بتمويل العمل في أربع محطات تحلية بولاية البحر الأحمر وثلاثة سدود حجرية وخمس محطات ترشيح وتعقيم بولاية القضارف بجانب تسع عشرة بئراً جوفية كاملة وخمس عشرة محطة ترشيح بولاية كسلا وسوق يكتمل العمل في كل هذه المشروعات قبل مقدم فصل الخريف وهطول الأمطار. وقالت إدارة الصندوق في تعميم صحفي إنه قد تم تحديد مجموعات عمل المقاولين لمحطات التحلية بولاية البحر الأحمر في كل من (سواكن) و(عندوبة) و(سنكات) و(جبيت المعادن).