قال علي الحاج نائب الترابي في حزبهما الذي تكوّن بمجموعة انشقت عن المؤتمر الوطني في أجواء قرارات الرابع من رمضان، قال للإذاعة السودانية: «لدينا شكوك حول النتائج الإيجابية للحوار بالإضافة إلى أن الحركات لها توجس وتحفظ ومآخذ ولكن إذا طرح الأمر بطريقة جادة من القوى المحاورة سيثمر».. انتهى. هكذا يتحدث علي الحاج من منطلق أن الحكومة تواجه ضغوطاً أكثر مما يواجهها المتمردون من التطورات في المنطقة التي يطلقون منها أنشطتهم. لذلك يتحدث عن الشكوك. لم يتحدث الرجل الذي تعطيه الحوارات الإعلامية أهمية سياسية غير مستحقة لم يتحدث عن الفظائع التي ارتكبتها الحركات المتمردة في دارفور وكردفان ضد المواطنين وممتلكاتهم. وكأنما يتعامل من زاوية أن ما يؤذي المواطن يؤذي الحكومة ولا يؤذي المعارضين. «حسبو» في مواجهة المطامع نائب الرئيس السيّد حسبو محمد عبد الرحمن الذي يقود بعزيمة وإصرار جهود العمل على إعادة الأمن والاستقرار في مناطق النزاعات في البلاد طالب دول البحيرات ببذل جهود مماثلة لجهوده هناك لاستئصال الحركات المتمردة وذلك في مناخ اختيار السودان رئيساً للجنة التنسيق الإقليمية بدول منطقة البحيرات. وبالطبع مثل مطالبة نائب الرئيس هذي تحسبها القوى الأجنبية بما فيها إسرائيل طبعاً عملاً سودانياً عدوانياً ضد مطامعها في المنطقة يستحق الردع وهذا يصلح أن يكون مدخلاً للحركات المتمردة في المنطقة لكي تستجلب مزيداً من الدعم بدلاً من أن تعتمد على المنهوب والمسلوب من المواطنين. لا نقول بأن «حسبو» فتح شهية المتمردين للدعم الأجنبي لكن ليعلم الناس كيف يتحصل المتمردون على الدعم. إما أن يكون أجنبياً ومقابله تحقيق مطامع أجنبية على حساب شعوب القارة وإما منهوباً من أبناء شعوب القارة. لنكن واضحين. سلفا كير وسوق المرتزقة مثل زيارة سلفا كير إلى الخرطوم في وقت يهدده فيه الغرب بالعقوبات مثل زيارته إلى السودان ودولته تتعرض لمآسٍ أمنية واقتصادية ماشهدتها منذ أن كانت إقليم سوداني وكان هو متمرداً فيه، تكون ثمرتها تنويره بأن العدوان الذي ينطلق من أراضي بلاده نحو المواطن السوداني في الغالب تحسبه الخرطوم مثل صراع المريض مع المعافى. ما يعني مزيداً من المعاناة والمآسي. فقط المطلوب منه أن يلغي الفرقتين التاسعة والعاشرة من الجيش الشعبي باعتبارهما مكونتان من عناصر سودانية، أما بعض متمردي دارفور في بلاده، فليستفيد منهم كمرتزقة ضد قوات عدوه رياك مشار إلى حين، بعد ذلك سيكون مصيرهم مثل مصير المرتزقة الذين حاربت بهم الجبهة الوطنية عام 6791م حكومة نميري. الفرق هنا هو أن المتمردين بدلاً من أن يستفيد منهم «مشار» بأن يستعين بإسرائيل لتدعمهم في مناطق النوير استفاد منهم سلفا كير. أي هم هذه المرة يحاربون تمرد وليس حكومة. صنيع «مصطفى» شكراً جزيلاً لمصطفى عثمان إسماعيل وزير الاستثمار وأمين العلاقات السياسية بالمؤتمر الوطني على صينعه الديبلوماسي المُحسن الذي أثمر رفع السعودية للحظر على استيراد الماشية السودانية. السودان بعد تأثير التطورات السلبي على إنتاج النفط بعد انفصال الجنوب وحتى نفط الجنوب المفترض الاستفادة من رسوم تمريره عبر البلاد تضرر إنتاجه بحرب الأرض المحروقة القذرة هناك. حتى الآن في جنوب السودان لم تنتهِ عروض سيناريو المؤامرة الغربية الصهيونية. السودان بعد كل هذا يبقى في أشد الحاجة لتصدير الماشية وغيرها مما يمكن تصديره وفي أشد الحاجة لجذب الاستثمار. وكل هذا يحتاج إلى إدارة علاقات دولية بذكاء خارق. د. مصطفى أهل لذلك. وإذا كانت سياسة السودان الخارجية الآن هي تحسين العلاقات مع دول الجوار حتى التي تحتل أراض سودانية، فالأولى إذن تحسين العلاقات مع الدول التي يأتي منها الاستقرار وتستقبل أسواقها البضائع السودانية. لتكتمل دائرة المصلحة الاقتصادية العليا.