اتجه السودان إلى تطوير زراعة الصمغ العربي لزيادة الانتاج والانتاجية باعتباره انه اكبر منتج له في العالم، بالاضافة لاهتمامه بزيادة الصادرات وفتح ابواب التعامل التجاري مع الدول بما فيها دولة الجنوب، الامر الذي جعل الدولة تتوسع في زراعته لتشمل كل الولايات بغرض معالجة الاقتصاد وتحصيل اكبر العوائد المالية للدولة، وسبق ان أعلن وزير التجارة عثمان عمر الشريف أن صادرات بلاده من الصمغ العربي بداية العام الحالي بلغت ثلاثة مليارات دولار، وقال إن الصمغ العربي جاء في المرتبة الأولى بقائمة الصادرات غير البترولية في السودان، كاشفاً عن خطط سيتم تنفيذها خلال الفترة المقبلة تهدف إلى أن تكون فوائد الصمغ العربي داعمة للاقتصاد السوداني بصورة كبيرة من خلال محاربة التهريب وتوظيف الاستفادة منه بالصورة المثلى، وأشار الوزير إلى أن الصمغ يعد السلعة الوحيدة التي لا يشملها الحظر الأمريكي، وأن له ميزات عالمية تساعد على التوسع في مجالاته وتطويرها بفوائد عالية، لافتاً الى اتجاه الوزارة لزيادة الإنتاج والإنتاجية وفق أحدث التكنولوجيات المتاحة، والعمل على تعزيز القيمة المضافة للصمغ بغرض التوصل لفوائد اقتصادية عالية، بينما كشف الأمين العام لمجلس الصمغ العربي عبد الماجد عبد القادر أن حجم صادرات البلاد من الصمغ العربي للولايات المتحدة الأميركية خلال عام 2013م بلغت «42» طناً بعائد قدِّر بنحو «103» ملايين دولار، متوقعاً أن يصل إجمالي الصادر من السلعة الاستراتيجية إلى «55» طناً بنهاية هذا العام. وأضاف أن الولاياتالمتحدة تستورد الصمغ العربي من السودان بطرق غير مباشرة، مبيناً أن بعض الشركات الأميركية تغلبت على الحظر الاقتصادي الأميركي المفروض على السودان باستصدار قرارات قضائية من ولايات أميركية تسمح بالاستثمار الزراعي بالسودان. وقال إن السودان تمكن من استخدام ورقة الصمغ العربي للضغط على أميركا لرفع العقوبات الاقتصادية التي فرضتها على البلاد منذ تسعينيات القرن الماضي، نسبة لأهمية السلعة التي يتزايد عليها الطلب في الأسواق الأميركية باستمرار. ومن جهة اخرى نجد أن فرنسا تستورد وحدها أكثر من نصف إنتاج السودان من الصمغ العربي، مشيراً إلى أن عائدات عملية الصادر من سلعة الصمغ لباريس، تتراوح بين «70» مليون دولار إلى «80» مليون دولار سنوياً. فيما اتفق عدد من الخبراء الاقتصاديين على ضرورة الاهتمام بسلعة الصمغ العربي خاصة بعد إعلان وكالة الأغذية والأدوية الأمريكية عن التوسع في استعمالات الصمغ العربي، وكشف بيان صحفي للمؤسسة الأمريكية تحصلت «الإنتباهة» على نسخة منه، زيادة استهلاك الصمغ العربي أكثر من ضعفين في الولاياتالمتحدة خلال عام 2014م، وأكثر من الضعف في دول الاتحاد الأروبي بعد ارتفاع الاستهلاك المحلي في السودان لأكثر من «10» آلاف طن بزيادة مقدرة بدول الشرق الأوسط ودول شرق آسيا، وطالبوا بتحديد رؤية عاجلة لمضاعفة صادرات الصمغ. وقال رئيس اللجنة الاقتصادية بالبرلمان د. بابكر محمد توم إن الصمغ العربي هو السلعة الوحيدة التي تحفظ «شعرة معاوية» مع الولاياتالمتحدةالأمريكية. ويقول الخبير في مجال الصمغ العربي د. الصادق عاجب خلال حديثه ل «الإنتباهة» ان اميركا تستورد اكثر من 30% من الصمغ العربي عن طرق مباشرة او غير مباشرة عبر فرنسا او اية دولة اخرى، واضاف ان الحصار الاقتصادي الذي فرضته اميركا على السودان كان باستثناء منتج الصمغ العربي لحاجتها الكبيرة له. وتوقع عاجب زيادة الطلب على الصمغ في الفترة القادمة، وفتح اسواق كبيرة باميركا وغيرها من الدول لما يحتويه الصمغ من اللياف ومادة غذائية يستفاد منها في صناعة الادوية والمشروبات الغازية والحلويات ومستحضرات التجميل.