يعتبر برنامج نزع السلاح والتسريح وإعادة الدمج بحسب وجهة نظرالمفوضية المختصة واحدًا من البرامج المشتركة بين المجتمع الدولي وطرفي اتفاقية السلام الشامل ويختص بنزع السلاح وجمعه بمختلف أنواعه المتمثلة في الأسلحة الصغيرة والذخائر والمتفجرات والأسلحة الثقيلة والخفيفة، وهو كذلك جزء من القضايا التي نصت عليها اتفاقية السلام الشامل حيث يعد السودان من أبرز الدول المتقدمة في إفريقيا في هذا المجال عبر البرنامج المعروف بال «دي دي آر» وذلك للجهود التي بذلتها وتبذلها الحكومة عبر المفوضية المختصة، ويساهم هذا المشروع في الأمن والتنمية والاستقرار في المناطق التي تأثرت بالحرب وفي ترسيخ مفاهيم وثقافة نزع السلاح والتسريح وإعادة الدمج، وله في ذلك أبعاد وآليات متعددة لتعزيز السلام وبناء الثقة بين أبناء الوطن الواحد الذين أنهكت الحرب أجسادهم وقطعت الأواصر الاجتماعية بينهم، وقد شهدت وكالات الأممالمتحدة وممثل الأمين العام السابق أشرف قاضي إبان مؤتمر المانحين بكادقلي بذلك، حيث أشار في بيانه أن حكومة السودان أوفت بتعهداتها مع المجتمع الدولي فيما يخص بعملية السلام في محور وبرنامج نزع السلاح، كما أن مشاركة رئيس الجمهورية المشير البشير في افتتاح معسكر للتسريح بكادقلي وإشرافه على بداية العمل فيه تؤكد إرادة الدولة وعزمها على العمل على محاربة انتشار السلاح والاهتمام بالمسرحين الذين استهدفتهم الاتفاقية، وأشار المفوض العام د. سلاف الدين صالح في تنوير بمقر المفوضية حول برنامج نزع السلاح والخطة الإستراتيجية أن عدد المسرحين بلغ «24.309 » مسرحين، وأكد أن هذا العدد قابل للزيادة إلى 32 إلف، وأعلن دعمهم لعدد من المبادرات الداعمة لهذا العمل بولاية جنوب كردفان أهمها مبادرة أمير القبائل بمدينة كادقلي الهادفة لحث أهل كادقلي للتسامح، ومبادرة أخرى تضم شركاء دوليين من بينهم فرنسا بإنشاء جامعة كادقلي وذلك في إطار الخطة الإستراتيجية لمشروعات بناء ودعم السلام بقطاع كردفان، وأوضح رئيس المجلس التشريعي لولاية جنوب كردفان إبراهيم بلندية أن الخارطة الأمنية للولاية تغيرت بعد الأحداث وتحتاج إلى إعادة النظر فيها من قبل الجهات ذات الصلة بعملية السلام من أجل تحقيق السلام، وقال مسؤول قطاع جنوب كردفان في المفوضية عبدالله بلال إن القطاع شهد أكبر عملية لنزع السلاح، مؤكدًا زيارة 19 بعثة أممية كانت آخرها بقيادة أشرف قاضي والأمين العام للأمم المتحدة والذي أشاد بحكومة السودان ودورها في عملية نزع السلاح، كاشفاً عن وجود 296 طفلاً في معسكرات الجيش الشعبي تم تسريحهم وإدخال 250 في المدارس والذين تجاوزت أعمارهم ما بين 17 18 تم استيعابهم في الجيش، وقال: «قللنا من حدة انتشار السلاح بجنوب كردفان وأصبح المواطن يأتي بسلاحه ليتم تسريحه، مؤكدًا عدم مشاركة الدفاع الشعبي في العمليات كما ورد في مسح إحدى منظمات الأممالمتحدة، معلناً عن قرار مجلس الوزراء بتمديد عمل المفوضية حتى نهاية 2013م، وثمن الشيخ عبد الحفيظ محمد المختص بإدارة السلم والمصالحات الجهود التي بذلها قطاع جنوب كردفان، وقال عبد الحفيظ إن شعار:« لا للحرب نعم للسلام» شعار مهم حيث وضح تأثيره في ست مناطق تحقق فيها سلام شامل ولم تؤثر فيها الحرب الأخيرة، وأكد أن البحث عن أسباب الصراع هو واحد من اهتمامات المفوضية.