«أصحو..أصحوووو..الليلة يومكم أسود» دوت الصرخة الملتاعة صباحاً وصاحبها ضرب بسوط العنج ألهب ظهر صهيب وأخيه أحمد! فوجئ جدهما عند دخوله صباحاً بالملوة التي يوزن بها البلح ممتلئة بنوى جاف..فقد عقله وهرع إلى صوت العنج عله يطفئ الحريق الذي اندلع في أحشائه.. بالأمس عاقب صهيب وأحمد بالجلد والحبس في المخزن نكاية بهما لبيعهما الدحش الذي أهداه هو بكامل إرادته لأحمد! كان من عادة الجد الرجوع عن كلمته خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالهدايا القيمة لذا انخلع قلبه حين علم أن أحمد باع الدحش الهدية وزأر في وجهه بغضب وتدخل صهيب لحماية شقيقه الأصغر فكان نصيبه علقة ساخنة من الجد وأضاف عقوبة أخرى لهما..الحبس في مخزن الجد العتيق! بينما كان أحمد يبكي في حرقة وصهيب يجلس بجواره على جوال البلح في محاولات فاشلة لاسكاته ومضت الفكرة التخريبية في رأسه.. فتح الجوال وأكل منه وأعطى أحمد إلى أن شعر بالتخمة.. وجمع النوى داخل الملوة قبل أن يتسلق عبر جوالات البلح إلى الطاقه التي تطل على الشارع ونادى الصبية خلسة لأخذ بلح مجاني بشرط واحد إعادة النوى.. تابع تساقط النوى في الملوة بسعادة عارمة.. وضعها في وسط المخزن ونام نومة هنيئة قبل أن توقظه الصرخة الملتاعة. }{}