لم تنحصر فوائد نخيل البلح في ثماره فحسب بل تعددت فوائده لتشمل طقوساً أخرى مرتبطة بالعادات والتقاليد والمعتقدات التي تتوارثها الأجيال عن بركته التي تعم حتى الموتى عند وضع جريد النخل على قبر الميت، وعن أهمية النخيل وسبيطة البلح وفوائدها وردت أقوال كثيرة وأحاديث نبوية عدة منها قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة، فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليغرسها» أما الوجه الآخر من جماليات شجرة النخيل فهي تعد زينة للبيوت والشوارع والمنتزهات حيث تؤكد بعض البحوث أن شجرة النخيل بها (350) فائدة مستفاد للإنسان والبيئة فليس هناك جزء غير متسفاد منه في هذه الشجرة «المباركة» حيث يستخدم السعف في سقف المنازل والجريد الأخضر في الأفراح عند «كوشة العرسان» وكذلك الأواني كالقفة والطاقية الواقية من حرارة الشمس كما يستخدم الليف في المكيفات وقد استطاعت ولاية الخرطوم زراعة (600) ألف نخلة بالولاية حسب إفادة المهندس إدريس عثمان عن مركز النخيل وسبق أن أقدم الراحل الشيخ بشير النفيدي على زراعة ألف نخلة من الصنف العالمي «البرحي» الذي يعرف بأكل الملوك والأمراء لجودته وعن ذلك تبحث (آخر لحظة) عن تطورات تجارة البلح من «المكيال البلدي» إلى تقليعة السبيطة المغلفة بالبلاستيك على كامل هيئتها الطبيعية وذلك في حوار مع بائع البلح عبد المنعم محمد عووضة الذي يعمل بهذه الحرفة منذ زمن طويل وتزدهر تجارته في رمضان ويصبح البلح سيد المائدة الرمضانية. قيلي عبد الحفيظ والنوش أبرز تجار البلح بالشمالية وأم درمان الصدفة وحدها جعلت البائع عبد المنعم محمد عووضة يتردد على مقر صحيفة (آخر لحظة) دون أن ينتبه أحد إلى مبادرته الايجابية في تغليف «سبيطة» البلح في غشاء بلاستيكي كامل حفاظاً على جمالياتها ولونها البديع وتجنيبها الغبار والأتربة في نقلة كبيرة من عهد البيع بالمكيال البلدي الربع والملوة والبيع بالجملة أحياناً يقول عووضة إن أشهر التجار الذين مارسوا تجارة البلح بالمنطقة هم الراحل عبد الله أزرق بسوق أم درمان عبد الحفيظ محمد علي بمنطقة الغابة بالشمالية والقبطي إبراهيم مصطفى النوش بسوق المحاصيل بأم درمان ومن التجار الحاليين عبد الله محي الدين قيلي من الغابة عبد الله عبد الحفيظ وبابكر عبد الكريم وقد توفرت لديهم كافة أنواع البلح المتمثلة في بلح التمودة، القنديلة والعجوة بجانب بلح الجاو والبركاوي أما عملية التغليف يؤكد عووضة أنها فكرة جديدة تحافظ على نظافة البلح «الرطب» من الغبار وطالب وزارة الرعاية الاجتماعية وحماية المستهلك بتبني هذه الفكرة ودعمه شخصياً بماكينة تغليف وصحون بلاستيك حتى تعتمد الفكرة لدى الباعة والمشترين خاصة أن البلح الرطب لا يتحمل وضع جوالات الخيش مؤكداً أنه يحضر الخرطوم خلال موسم رمضان ويجد تجاوباً من الزبائن والأهل منهم أسرة أحمد أحيمر بأم درمان المحطة الوسطى وطالب عووضة الأستاذ فتحي خليل والي الشمالية بصفة خاصة بدعم هذه الفكرة باعتبار أن تجارة البلح تمثل مصدر دخل رئيسي لأغلب الأسر بالولاية الشمالية.