السادة/ صحيفة الإنتباهة صوت الأغلبية الصامتة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته في البدء نجزئ لكم الشكر أجزله نحن أحفاد الشيخ محمد مدني السني بما طالعتنا به صحيفتكم المهتمة دوماً بشؤون المواطنين وهمومهم ولا غرو في أن يكون شعارها المرفوع «الإنتباهة صوت الأغلبية الصامتة».. بعدد يوم الأحد الموافق 9/3/2014م بمقال سلط الضوء على أوقاف الشيخ محمد مدني السني وما وقع عليه من تسلط وتجبُّر، ونحن إذ نشيد بالصحيفة وبمواقفها البطولية بالوقوف مع الحق دوماً نريد أن نبيِّن بعض الحقائق وهي: أنه رغم الجهود المبذولة من الدولة ممثلة في الشخصية الاعتبارية للسيد رئيس الجمهورية وباهتمامه المتعاظم بأمر الوقف في الحملة التي دشنها بنفسه لإحياء سنة الوقف التي نظمها ديوان الأوقاف الإسلامية قبل عامين بقاعة الصداقة، والتي وجه فيها ولاة الولايات باسترداد المرافق الوقفية لمواقعها وإعلانه عن تكوين مجلس يقوم برعاية الأوقاف برئاسته الشخصية، وبرغم كل التوجيهات الصادرة بشأن الوقف وبرغم لما للوقف من حرمة نجد أن هناك من يضرب بكل ذلك عرض الحائط دون خوف ويتسلط على الأوقاف دون رقيب وذلك عين ما يحدث للوقف الذري للشيخ محمد مدني السني والذي نزعت حكومة ولاية الجزيرة أراضيه المتاخمة لقرية الكريبة «ألف وتسعمائة وخمسون فدان» وهجمت عليه هجوماً شرساً وفرضت عليه شروطاً قاسية دون وازع أخلاقي وبسطت عليه قانون يسمى قانون التعويض وليس البدل والاستبدال وذلك بأخذ الفدان مقابل تعويض قطعة سكنية «أي بأخذ الكل وإعطاء الجزء اليسير» ثم تقوم بالسيطرة على الباقي وتضرب عليه الجرس للبيع وبالسعر الذي يرضيها ويملأ خزائنها وذلك بداعي الخطط الإسكانية. وللعلم أن هذا الوقف سبق أن ضُمت أراضيه لمشروع الجزيرة وتم إيجار الفدان آنذاك «بعشرة قروش» للفدان ولم تقم إدارة مشروع الجزيرة بدفع إيجارات هذا الوقف منذ العام 1968م والآن تقوم بدفعه لإدارة الأراضي لتتصرف فيه كما تشاء. وكما سبق أن قامت حكومة الولاية بنزع «107.856» فداناً «ملك عين» تابعة لوقف خلوة الشيخ محمد مدني السني فيما يعرف الآن بحي الزمالك وعوضت الوقف بدلاً منه «5» خمسة قطع سكنية فقط وأن جميع الملاك الذين نزعت أراضيهم في تلك المنطقة عوضوا قطعة سكنية عن كل فدان إضافة إلى مبلغ مالي. كما قامت الإدارة القانونية لولاية الجزيرة عام 2005م بازاحة توصيات اللجنة المكلفة بإرجاع أراضي أوقاف المدنيين لسيرتها الأولى بتوجيهات من السيد رئيس الجمهورية للسيد والي الولاية السابق العوض محمد الحسن والتي جاءت توصياتها معقولة بعض الشيء رغم أنها لا تمت لقانون الأوقاف بصلة «البدل والاستبدال» إذ أنها لم تكن تساوي إلا نسبة «25%» برغم ذلك أزاحتها الإدارة القانونية لولاية الجزيرة جانباً من طريقها وتصرفت «بفلاحة» منقطعة النظير لتجنب الولاية شر حقوق الوقف التي بانت لهم فيها وكل ذلك بالتواطؤ مع هيئة الأوقاف والناظر ومستشاريهم الذين لا حوله لهم ولا قوة «دون استشارة أهله» وقاموا بإمضاء عقد تعويض وليس «بدل واستبدال».. فاحش الغبن.. بنزع «654» فداناً في أجمل المواقع بود مدني إضافة إلى حقوق «240.598» فداناً سابقة رفض استلامها نظار الوقف السابقين والتي جاءت أيضاً مجحفة نسبة لعدم مطابقتها للواقع والتي ما زالت في خزينة الدولة حتى الآن.. كل هذه نزعت مقابل أرض تبلغ مساحتها الكلية «2.252.5» متر مربع في شرق مدني وهذا قليل من كثير في أمر هذا الوقف المغلوب على أمره وقد سبق أن سلمنا السيد رئيس الجمهورية «يداً بيد» ملفاً كاملاً يخص هذه الأوقاف إبان زيارته الأخيرة قبل عامين إلى منطقة «الشبارقة»، كما رفعنا الأمر إلى السيد والي الولاية وقابلناه وأوضحنا له خطورة الأمر، كما خاطبنا وزارة الإرشاد والأوقاف الاتحادية، والأمين العام لإدارة الأوقاف، ووزارة الرعاية الاجتماعية بولاية الجزيرة المسؤولة عن الأوقاف بالولاية، ومدير ديوان الأوقاف بود مدني، وقد كتبنا كثيراً في الصحف وليس للوقف من بواكٍ إلا أهله الذين سيطر عليهم البؤس والفقر وحفيت أقدامهم من الجري وراء السادة المسؤولين عسى ولعل أن نجد من يصغي لقولنا. وإن كان ثم تخطيط إسكاني وتطوير أو ما تدعيه حكومة الولاية فنحن أصحاب الحق أولى به من غيرنا فذرية الشيخ محمد مدني موجودة بود مدني وممتدة وتعد بآلالاف وفينا الكثير من الفقراء والمساكين وأصحاب الحاجات وكثير من أسر المدنيين المكتظة في بيت العائلة وأخرى تقطن بالإيجار فمن العيب أن نكون غرباء في دارنا ويُباع حقنا لغيرنا فهذا ظلم شنيع وغبن فاحش. وخلاصة الأمر أن الوقف «لا يباع أصله ولا يوهب ولا يورث»، فكما يحرم بيعه ونزعه وتمليكه للغير، ولا يصح مناقلته، والاستيلاء على حق الغير بغير حق وغصب الأرض محرم بالكتاب والسنة لحديث «من ظلم شبراً في أرض طوقه الله يوم القيامة من سبع ارضين» ولحديث «لا يأخذ أحدكم متاع أخيه لا عباً أو جاداً، فإذا أخذ عصا أخيه فليردها أو يردها عليه» وأخيراً نذكر كل المسؤولين بقول الله تعالى: «يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون٭ كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون» سورة الصف الآيات «2 3»