كلما لدغت الحكومة من جحر أدخلت يدها في جحر آخر وقد يتكرر هذا المشهد في أي ولاية خاصة في البحر الأحمر ذلك لأن الأخ الوالي ومع احترامنا الشديد لشخصه إلاّ أننا نختلف معه في طريقة إدارته في شؤون الولاية لأنه يعمل بمفرده ويختار الضعفاء ولايؤمن بالرأي والرأي الآخر ولا يؤمن بالأولويات التي يحتاجها المواطن البسيط بل يبنى في مشروع من نوع آخر غير الذي نحتاجه في الوقت الحالي ويهتم بالرفاهية والكماليات بينما يهمل المشروعات الأساسية التي تأتي في إطار الحقوق والواجبات بين الراعي والرعية فأول ما يجب على الراعي أن يساوي بين رعيته ولا يفرق بينهم لأي سبب من الأسباب، ثانياً أن يؤمِّن لهم حياة كريمة أو يسعى لذلك ما استطاع وأن يعمل حسب الأولويات المطلوبة على عكس ما يفعله أيلا لأن الخدمات الضرورية من واجب الحكومة تجاه المواطن وهي مثلاً الماء والصحة والتعليم والكهرباء وكل ذلك منهار في ولايتنا وتأتي مسألة تعبيد الطرق ورصف جوانبه في مؤخرة الخدمات باستثناء طرق المواصلات ولكن وللأسف أن ما يقدمه والي البحر الأحمر من عمل لا يدخل ضمن الخدمات الأساسية بل هو مشروع مزاجي فلا يعقل أن نقدم مشروع السياحة على الماء الذي هو عصب الحياة وعلى الصحة، كما أن مشروع أيلا السياحي ينحصر فقط في مناطق محددة عبارة عن بضع كيلومترات بينما محليات بأكملها تعاني من الحرمان والتهميش الواضح كمحلية طوكر وجنوب طوكر والقنب والاوليب ذلك لأن أهلها طالبوه بحقهم وهذا يعتبر جرماً في نظر الوالي والأدهى والأمر أن قادة المركز يعلمون ذلك جديدًا بل يباركون ما يفعله أيلا بهذه المحليات ولا أدري إلى متى سيستمر هذا الظلم وهذا الضيم وإلى متى سيطول سكوت أهالي هذه المحليات وهل حقاً أيلا مدعوم من المركز أو موجه ليفعل هذ الفعل بأهل الولاية بوجه العموم وأهل المحليات المذكورة بوجه الخصوص وهل التميز والحرمان والتهميش هو الذي يحتاجه السودان خاصة في هذه المرحلة الحرجة وهل الوثبة ستنظر في مثل هذه الملفات أم أنها متروكة للولاة الذين يرون أنفسهم أنهم ملوك في ولاياتهم وأنهم مستقلون عن المركز كما يحلو لأنصارهم أن يقولوا إن الوالي هو رئيس جمهورية في ولايته، على كل نحن في البحر الأحمر نعاني من كثير من المشكلات التي تحتاح إلى وقفة صادقة من الحكومة المركزية ويكفي أن الوالي لايقدم شيئاً في موضوع المياه غير أنه يعمد إلى إغلاقه مع بداية الصيف ليغازل بنا المركز، أما موضوع الكهرباء في ولايتنا فيحتاج إلى صفحات، بينما السيد الوالي يبدد الملايين في الحفلات الترفيهية واللافتات التي تحمل صورة ويبخل على المساكين بقيمة 25% التي يجب أن تكون قد دفعت عبر صندوق إعمار الشرق وكأن الكهرباء ليست من حق أهل البحر الأحمر فهل رفاهية الوالي وصوره والصرف في استقبالاته ووداعه أهم وأولى من دعم الكهرباء يا سيادة الرئيس؟ وهل أمثال والينا الهمام من دعامات الوحدة والسلام أم تعتبرون الولاة وحاشيتهم هم صمام الأمان وبرضاهم يرضى الجميع؟ وهل لازلتم تعولون على مشروع تقوية الأفراد أو المجموعات لمحاربة أو محاصرة الآخرين وهل سيتم مراجعة مشروع الحكم المحلي الذي رسخ مفهوم القبلية وقتل الكفاءات وألا ترون أنه قد حان الوقت لتغيير نظام المحاصصات القبلية واستبداله بنظام المشاركات الحزبية ومراعاة من هو الاكفأ والأقرب إلى مصلحة الشعب أم يبقى الحال على ماهو عليه أفيدونا وانظرونا والله ناظرنا وناظركم. وبالله التوفيق