في صبيحة يوم الجمعة الذي وافق الثلاثين من يونيو من عام 1989م، تمكن حزب الجبهة الإسلامية وقتها من الاستيلاء على السلطة عبر انقلاب ابيض نفذه بنجاح وقتها العميد عمر حسن البشير، وقضي به على الديمقراطية الثالثة وهي تتخطى مرحلة الفطام للرضيع بعامين فقط.. وعلى مدى «خمسة وعشرين عاماً» يجلس الحزب الذي غير اسمه من «الجبهة الإسلامية إلى المؤتمر الوطني»، يجلس على سده الحكم.. ويرى مراقبون أن ربع قرن من الزمان لم تشفع للحزب في أن يخرج البلاد من كبوتها، بل وصل به الأمر ليساهم في فصل جزء عزيز من جسد الوطن الجريح الذي أدى بدوره لإشعال ثورة في قيمة الدولار الامريكي مقابل الجنيه السوداني ليقفز سعره إلى أكثر من ثمانية جنيهات ليصل إلى أعلي معدل له منذ أكثر «24» عاماً، بينما يرى أعضاء الحزب أن الثورة التي انتظمت السودان في مجال المنشآت العمرانية من كبارٍ وطرق وثورة في مجال الاتصالات والتعليم العالي بالاضافة إلى عمليه التحرير الاقتصادي التي أحدثت وفرة في السلع على كل المستويات، تشفع للحزب بأن يمدد فترته عبر انتخابات قادمة.. ويولي الحزب الانتخابات القادمة اهتماماً كبيراً على قرار أن المنافسة ستكون شرسة على عكس ما شهدته انتخابات عام «2010م»، وبالولاية الشمالية عقد حزب المؤتمر الوطني مؤتمراً صحفياً أعلن من خلاله تدشين حملته التي خصصها للبناء القاعدي للحزب الذي يضم أكثر من «585» شعبة أساس على مستوي الولاية، وأوضح نائب رئيس المؤتمر الوطني بالشمالية عبد الجليل فضل أن البناء يشمل كل هياكل الحزب على مستوى القطاع «السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي» لإكمال البناء على مستوى الولاية حسب الجدول الزمني المخصص لذلك الذي أعلنت انطلاقته منذ اليوم الأول من ابريل، وأوضح فضل أن الحزب بذل جهداً كبيراً في سبيل إنزال موجهات المركز على ارض الواقع عبر تنظيم الورش التدريبية لأعضاء الحزب، موضحاً انه تم تدريب كل قادة اللجان التحضيرية على مستوى المحليات والمناطق، كما شمل كذلك شرحاً مفصلاً للنظام الأساسي ولائحة البناء ليتمكن الحزب من إنفاذ البناء القاعدي وفق ما خطط له، مشيراً إلى أن الحزب الذي فاز في كل الدوائر الجغرافية ما عدا واحدة في الانتخابات الماضية بالشمالية قادر على تكرار فوزه لكونه يملك قاعدة عريضة وتنتظماً فيه كل البرامج التنظيمية، وفي رده علي أسئلة «الإنتباهة» حول ما يعانيه الحزب من وجود تيارات متصارعة داخله وبروز ظاهره «المستقلين» واثر ذلك على البناء القاعدي، أوضح فضل أن الحزب تجاوز ما يسمى ظاهرة المستقلين منذ عام «2012م»، مشيراً إلى أن الحزب عكف في الفترة الماضية على تسجيل العضوية التي فاقت «مائتي الف عضو» على مستوى الولاية وسوف تمكن الحزب من إكمال البناء القاعدي على أكمل وجه، والذي يستمر حتى الثلاثين من يونيو القادم، وأضاف نائب رئيس المؤتمر الوطني بالولاية انه حتى يتم تلافي تأجيل المؤتمرات ببعض المناطق تم الإعداد لذلك جيداً من حيث إيصال الدعوة للمؤتمرين قبل وقت كافٍ، بالاضافة للتحضير الجيد للمؤتمر، واستدرك عبد الجليل بقوله: «نعم الكمال لله لكننا نجتهد بقدر الإمكان بحيث لا يتم تأجيل أي مؤتمر بسبب عدم إكمال النصاب»، مضيفاً أن هذه المراحل ستمتد حتى يتم الوصول إلى المؤتمر العام بالولاية ثم المركز. وعموماً يبقى الحزب أمام تحدٍ كبير وهو يبدأ حمله البناء القاعدي، خاصة في ما يتعلق بالإيفاء بوعودات الانتخابات الماضية، بالاضافة إلى وضع «كمادات» مبردة لجراحات في جدار الحزب أحدثتها عملية الإحلال والإبدال في مناصب تنفيذية وسياسية لم ترق للكثير من أعضاء الحزب، وجعلت العديد منهم يتخذ من مواقع النصح والإرشاد منصات لما سموه تصحيح المسار.