٭ كرة ضخمة من الشوك المدبب هو تاريخ السودان.. ٭ كرة يستحيل عليك أن تعرف من أين تمسك بها. ٭ ويستحيل عليك أن تفهم شيئاً مما يجري الآن.. دون أن تمسك بها. ٭ .. وأمبيكي يعود. ٭ والترابي يقول ٭ والحلو .. و.. (2) ٭.. والنميري يأتي = مخلصاً = لإنقاذ السودان.. من الفقر. ٭.. والنميري لا يجد لصوصاً لسبب صغير.. وهو أنه لم تكن هناك أموال لتسرق. ٭ لكن الجماهير لا بد من عرض يقدم لها. ٭ وتلفزيون أم درمان = وعلى الهواء مباشرة يقدم أولى قضايا الفساد. ٭ والمتهم يوناني عجوز اسمه مجليفيرس. ٭ وأبو القاسم محمد إبراهيم = القاضي = يظل ينظر إلى الكاميرا.. ثم يزأر في وجه المتهم : يا مجلفيرس ٭ وكان مجلفيرس .. موظف البريد .. متهماً باختلاس ألف جنيه!! ٭ وآخر اسمه بطرس ٭ وعند اعتقاله تصرخ موظفة هناك : أحييي يا عم بطرس ٭ والصرخة تصبح رسماً كاريكاتورياً له معانٍ ٭ ومايو تعتقل وتحاكم المرتزق اشتاينر صعلوك ألماني لا يساوي شيئاً. ٭ والقضايا كلها ما كانت تساوي حزمة من الجرجير. ٭ وكتاب شادية عربي عن أسرار النفط السودان .. يوم تقديمه يقول حمدي إن : زجاجة النفط التي عرضها النميري في شارع القصر كانت هى السبب في حصار السودان. ٭.. والمجاعة والحصار هذا أشياء يجد الناس آثارها.. ولا يعرفون الأصابع التي تديرها. ٭.. والمجاعة التي كانت شيئاً يمكن تداركه بمنظمة إغاثية واحدة، تصبح بوابة لمئات المنظمات. ٭ المنظمات ذاتها التي تدفقت هناك أيام الإنقاذ. ٭ ومخطط أنتوني ليك عن تقسيم السودان وابتلاع النفط والذي تعتمده المخابرات الأمريكية عام «4002م» كان يحمل اسماً شديد الإيحاء. ٭ اسمه «تحت غطاء العمل الإنساني.. مداخل أمريكا في إفريقيا».. ٭ ومحمد المكي إبراهيم الذي يحتفلون به الأسبوع الماضي، أشهر قصائده كانت عن هذه الأمة التي «تحك عجيزتها على خضر السهول». ٭ السودان وغيره كان «ممنوعاً» من إنتاج أي شيء.. زراعة أو بترول. ٭ والمجاعة يرسمها صلاح أحمد إبراهيم في حكاية مذهلة .. نكررها. ٭ قال ساخراً : في بريطانيا أقاموا مباراة دولية لصراع القطط. ٭ .. والمفاجأة أن القط السوداني الأشعث يخمش الأمريكي بعد دقيقة ويحطم البريطاني بعد نصف دقيقة ويجعل الفرنسي يصرخ بواحد رأسه. ٭.. وعند تكريمه وفي كلمة الجائزة وحين يسألونه كيف فعلها القط السوداني يقول : أحم .. احم.. نعم..الحقيقة أنا .. احم احم.. أنا لست قطاً.. .. أنا في الحقيقة.. أسد.. لكن قاتل الله المجاعة. ٭.. لكن الإنقاذ تستخرج البترول وبمعركة تصفها شادية عربي.. تستحق الدهشة بعد الدهشة. ٭ .. وعلى غلاف المخطط الأمريكي لهدم السودان/ الذي نستعيره من مثقف/ يسجل أحدهم ملاحظة أن ٭ المندوبين الذين تولوا هدم السودان = في المخطط الأمريكي = كانوا كلهم من السود. ٭ سود أمريكيون وسود أفارقة. ٭ .. كولن باول.. جينداي فريزر.. سمرز.. سوزان رايس.. كونداليزا رايس .. و..و.. ٭ ثم أمبيكي من النسخة الإفريقية .. لكن أمبيكي الذي يعود أمس إلى الخرطوم/ يحمل مطالب الحركة ذاتها.. دون أن يحمل.. ولا مرة واحدة مطالب الخرطوم/ أمبيكي هذا يعود أمس ويطلب العودة إلى : مرحلة تقرير المصير.. لجنوب كردفان وجنوب النيل.. وبأسلوب نيفاشا. = نقلتان ثم كش ملك = الذي يطور الأمر من فصل جهة واحدة «الجنوب» إلى فصل ثلاث جهات دفعة واحدة. ٭.. والرجل إن كان قد قرأ تقرير أنتوني ليك فهو ينقل ما قرأ حرفياً.. وإن تكن الأخرى فهو إذن ملهم يتلقى وحياً من السموات الأمريكية دون وسيط. ٭ والبشير يقول: لا. ٭ وأمبيكي في إخلاص مدهش يطلب الاطلاع على القانون الذي يصنع هذا. ٭.. والرجل يطلب العودة إلى أديس أبابا. ٭ و..و.. ٭ والخرطوم = من دهشتها ترسل عيونها الآن تنظر في «قفا» الرجل.. تبحث عما «يديره» من قفاه. ٭ والخرطوم التي تتفاوض الآن بأسلوب حافظ الأسد تنشغل بشيء آخر. «حافظ الأسد كان حين يستقبل مندوباً أمريكياً يحمل مطالب إسرائيل يظل يستمع إليه ويستمع.. ويستمع.. بالساعات.. دون أن ينطق بحرف.. وإلى أن ينهار المندوب .. ويخرج». ٭ الخرطوم تستمع إلى أمبيكي بالأسلوب هذا، لكن الخرطوم يحدث بعضها بعض عن شيء آخر. ٭ الخرطوم تجد أن ما يدير أسواقها هو ستة مليارات من الجنيهات السودانية. ٭ وأن الجنوب يضع يده على ربع هذا المبلغ. ٭ وأن الجنوب يعتزم التسلل بالكمية هذه لاستبدالها.. ٭ والخرطوم تنسج «غربالاً» محكماً جداً.. لا نستطيع الكشف عنه الآن. ٭ لكن كاشا في ولايته يطلق نداءً يحذِّر المواطنين من استبدال العملة إلا عبر نوافذ البنك. ٭.. فالحركة الشعبية هناك شرعت في جعل المواطنين يبتلعون العملة المزورة التي حدثنا عنها قبل شهر. ٭.. وحرب العملة والتجويع والبترول والحصار التي كانت تطلق في الستينيات تعود.. ٭ لكن الحركة هذه التي تجد السودان وهو يحاكم «مجلفيرس» الذي اختلس «ألف» جنيه.. تجد السودان الآن شيئاً آخر.