٭.. أنس المثقفين ينظر إلى الزيارة السرية .. وكبير مستشاري الأمن القومي الأمريكي يهبط الخرطوم الأسبوع الماضي ثم يعود تحت الليل. ٭ وينظر إلى زيارات البشير إلى إريتريا وإثيوبيا وإيران وغيرها. ٭.. وينظر إلى شيء «سوف» يحدث في الصومال. ٭ وينظر إلى زيارات ثم خطاب السيدة/ الآنسة - رايس.. ٭ وينظر إلى أحداث ليبيا وجنوب السودان و... و... و.. ٭ والأنس يجد خيطاً واحداً يجمع الحروف هذه في كلمة واحدة. ٭ والكلمة هى: «.. البترول». ٭ وتقرير يدير السياسة الأمريكية منذ عام 2006م يكتبه أنتوني ليك وكريستيان تود و.. ويتمان تشيرز.. يقول إن الأمر كله الآن هو. ٭ حزام من الانهيارات يضرب إفريقيا.. من الشاطئ الشرقي إلى الشاطئ الغربي هو الحل الوحيد الذي يجعل أمريكا تتنهد مستريحة.. مطمئنة على بترولها ٭ والحروب والفوضى في السنوات العشر الماضية «والصومال قبلها» كانت تنفيذاً أميناً للمخطط الواحد هذا. ٭ لكن السودان = الذي يحير الحسابات = يرفض أن يسقط ٭ وسياسة جديدة تبدأ الآن. (2) ٭ والمخابرات الشديدة الجوع تلتهم كل شيء لبناء جسدها.. العنصرية.. والحروب المحلية والطموح و.. ٭.. وما «يصنع خصيصاً للسودان» هو استخدام الزنوج من القادة الأمريكيين .. الذين يخلصون للمهمة إخلاصاً غريباً.. الإخلاص الذي يقوده الشعور بضرورة تقديم صك إخلاص. ٭ .. فالسيدة رايس آخر أمريكي في السودان هي شخصية سوداء. ٭ وكولن باول أول الناشطين في العداء الأمريكي ضد السودان.. أسود. ٭ وما بينهما تستطيع أن تحسب وتحسب وتجد أن المتحزمين ضد السودان كلهم من السود. ٭.. لكن تقرير انتوني ليك يقول ما هو أكثر إثارة. ٭ و(أكثر من مجرد عمل إنساني .. استراتيجية أمريكا في إفريقيا). ٭ هذا هو اسم التقرير. ٭ ولمحات التقرير الدقيقة تقول ٭ «بترول إفريقيا يصبح الآن سبباً يفوق في أهميته بترول الشرق الأوسط. ٭ والهند والصين وأوروبا وأمريكا كلها تصطرع الآن للفوز بالبترول هذا».. ٭.. والتقرير المكتوب عن إفريقيا كلها لا يخطو خطوتين إلا عاد في الثالثة إلى السودان.. ليقول ٭ مرة.. ومرة .. السودان يصبح محوراً للحرب.. مرة بسبب بن لادن الذي أقام هناك ومرة بسبب بتروله الجديد. ٭.. وحتى لا تعبر العين على الأمر يذهب التقرير ليقص كيف أن «ضربات الإرهاب كلها جاءت من إفريقيا.. وقبل سنوات من ظهوره في أفغانستان والعراق» ويحدث عن بن لادن والسودان. ٭ ليعود بعد سطرين للحديث عن : القتل الجماعي في دارفور.. ٭ ليذهب إلى «ضرورة ربط إفريقيا بالنظام الاقتصادي العالمي».. ليعود إلى البترول. ٭ .. ٭ وهوامش التقرير التي تبدأ بتفسير المصطلحات والرموز تبدأ الحديث عن أزمات إفريقيا متحدثةً عن الأيدز.. والكوندوم. ٭.. لكن التقرير يعود لاهثاً إلى أنابيب البترول. ٭ والمحيط الهندي والمحيط الأطلنطي تصل بينهما دول هي الصومال وإثيوبيا وتشاد والنيجر ومالي وموريتانيا.. وفي قلبها قلبها تماماً .. السودان. ٭ والمخطط يذهب إلى أن نقل البترول الإفريقي إلى أمريكا عبر موريتانيا ونقل البترول الآسيوي عبر السودان أشياء لا بد لها من شيء.. «إما انهيار كامل للدول هذه.. أو اتفاق له طبقات».. (3) .. خيار وخيار.. ٭ .. لكن السودان يُصنع له مخطط يجمع بين الجناحين هذين ٭.. والهدم يصل .. في المدة الأخيرة.. الأخيرة.. إلى صناعة الانقلابات في الخرطوم وصناعة ما يجري = وما سوف يجري = في كردفان والنيل الأزرق. ٭ والسعي للاتفاق يهبط تحت الليل الأسبوع الماضي في مطار الخرطوم يرتدي ربطة عنق حمراء.. ويتجه مباشرة إلى رئاسة المؤتمر الوطني وجهاز المخابرات. ٭ والسودان = كأنه يجيب بالأسلوب ذاته يجعل البشير يزور إريتريا وإيران في أسبوع واحد. ٭ ولا شيء يجمع بين الزيارات هذه غير التقرير هذا.. وخطاب مسز رايس في الكونجرس قبل أسبوعين.. وزيارة ربطة العنق الحمراء للخرطوم = سراً = قبل أسبوع. ٭ وتقرير عسكري يعلن أن السودان يملك ثالث جيوش إفريقيا بعد مصر والجزائر.. ٭ وحديث لم يكتب وكأنه يقرأ أحد الغصون الشوكية للشجرة هذه يقول إن ٭.. مخابرات سلفا كير سوف تقوم بمذبحة للشماليين في الجنوب.. في الأسبوعين القادمين.. ٭.. ومخابرات سلفا = التي لا تبالي بحياة أحد.. تفعل ما تفعل حتى ينطلق الغضب الشمالي ليذبح الجنوبيين في الشمال. ٭ عندها يصرخ الجنوب يدعو العالم ضد الشمال بدعوى أن الشماليين يذبحون مواطنيهم حتى لا يهاجروا إلى جيش الحركة في الجنوب. ٭.. لكن ما تقطع كتابته الآن بالفعل شوطاً بعيداً هو تقرير يتحدث عن ٭ الجنوبيين في الشمال.. بعد 9 يوليو.. من يهاجر ومن يبقى.. ولماذا وكيف؟ ٭ والتقرير الذي يصر على «تنفيذ» هجرة كاملة للجنوبيين يشرع في بحث الحالات الخاصة. ٭ وتقرير عن حركات دارفور التي تقرر في وادي هور أمس الأول تعديل تاريخ هجومها. ٭ وتقرير وحديث و.. و.. ٭ لكن قراءة كل شيء تعود بالعيون إلى تقرير أنتوني ليك وإلى اكتشاف شيء فريد. ٭.. ما تكتشفه العيون هو.. الأحداث على امتداد السنوات الخمس الماضية تشهد أن تقرير «ليك» يتخطى التقرير ليصبح خطة.. والخطة هذه يمضي تنفيذها حرفياً. ٭ والسودان في قلب العاصفة هذه..