بدأ ضيوف الرحمن الذين تقدر أعدادهم بحوالى ثلاثة ملايين حاج صباح أمس في التوافد إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية في جو إيماني روحاني مهيب. وأفادت التقارير الواردة من المملكة العربية السعودية بتواصل استعداداتها تحسباً لأي طارئ قد يحدث أثناء أداء مناسك الحج. وقضى حجاج بيت الله الحرام ليلتهم أمس في منى، ثم يتوجهون إلى عرفات اليوم «التاسع من ذي الحجة» لأداء ركن الحج الأعظم «الحج عرفة»، ولأول مرة ينطلق في هذا الموسم قطار المشاعر المقدسة ب «35%» من طاقته الإجمالية حيث سينقل حوالى «150» ألف حاج من منى إلى عرفات، وربع مليون آخرين في أيام التشريق.وقد عملت المملكة على تفكيك جسر الجمرات تلافياً للحوادث، وأقامت مكانه جسراً متعدد الطبقات، حيث ستفتتح طبقات الجسر الثلاث العليا، وعقب ذلك يتجه الحجيج إلى مكةالمكرمة لطواف الإفاضة والسعي بين الصفا والمروة، ومن ثم يتحللون التحلل الأكبر. وأوضح وزير الصحة السعودي أن الوزارة جندت عشرين ألف موظف تحت مظلتها من أطباء وفنيين وكوادر تمريضية وإداريين لخدمة حجاج بيت الله الحرام، مشيراً إلى أن وضع الحجيج آمن صحياً ولم تسجل أية أمراض وبائية أو محجرية. ومن جهة أخرى وضعت السلطات السعودية التحوطات اللازمة للتعامل مع الحوادث في حال حدوث أمطار أو سيول أو حريق، كما أنها عملت على زيادة عدد ضباط وأفراد قوات الطوارئ المشاركة في خطة الدفاع المدني لمواجهة الطوارئ خلال موسم الحج، كما تمت إضافة وحدة للتدخل في حوادث انهيارات المباني والزلازل، وزيادة عدد وحدات الإسناد إلى خمس وحدات، وقامت بتوفير احتياجات وحدة الطوارئ وتحديثها. ومن جهة أخرى وفي إطار توفير الخدمات الضرورية للحجيج، فقد تمت تقوية شبكات الاتصال وخدمات الانترنت لمقابلة احتياجات الحجيج. وأعلنت مؤسسة النقد العربي السعودي «البنك المركزي» أن «1632» فرعاً مصرفياً وأكثر من أحد عشر ألف جهاز صراف آلي تعمل على مدار الساعة لتأمين النقد الكافي يومياً لتلبية احتياجات الحجاج من ضيوف الرحمن القادمين للديار المقدسة، مشيرة إلى أن التغذية الدورية تتم لأجهزة الصراف الآلي المنتشرة في كافة المناطق والمدن.