بدأ ضيوف الرحمن النفرة إلى مزدلفة لجمع الجمرات وصلاة المغرب والعشاء، قصراً وجمعاً، والمبيت فيها ثم التوجه إلى منى اليوم الجمعة أول أيام عيد الأضحى لرمي جمرة العقبة الكبرى ثم الحلق أو التقصير فيتحللون من إحرامهم تحللاً أصغر، ثم ينزل الحجيج إلى أم القرى حيث بيت الله العتيق فيطوفون طواف الإفاضة ويسعون بين الصفا والمروة، وهنا يتحللون نهائياً من إحرامهم بما يسمى التحلل الأكبر. ثم يستمر الحجاج في رمي الجمرات خلال الأيام الثلاثة التالية والتي تسمى "أيام التشريق". وفي ختام المناسك، يعود الحجاج مرة أخرى إلى مكةالمكرمة لأداء طواف الوداع استعداداً لمغادرة المشاعر. وكان حجاج بيت الله الحرام وقفوا أمس على صعيد عرفات لأداء ركن الحج الأعظم، وقد صلوا الظهر والعصر، قصراً وجمع تقديم، واستمعوا إلى خطبة يوم عرفة. ومن مسجد نمِرة، حيث ألقى خطبة يوم عرفة، دعا مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ المسلمين حكاماً ومحكومين إلى تقوى الله. كما دعا من وصفهم بأرباب الثروات وصناع القرار إلى استثمار أموالهم المودعة في بنوك الخارج في بلدان المسلمين للقضاء على الفقر والبطالة. ورفض مفتي السعودية الدعوات الرامية إلى إقامة دولة مدنية وقال إنها تخالف الشرع وأصول العقيدة. وقد تجمع نحو أربعة ملايين حاج على صعيد عرفات في يوم التاسع من ذي الحجة في مشهد إيماني مهيب ليشهدوا الوقفة الكبرى عند جبل الرحمة ولأداء الركن الأعظم من الحج، اقتداء بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم الذي قال "الحج عرفة". وارتفعت أصوات الحشود التي غطى لون ملابس إحرامها الأبيض للرجال الشعاب والساحات في عرفات مرددة نداء التلبية، ووسط ازدحام غير عادي، وينتقل الحجاج فور وصولهم إلى مشعر عرفات إلى خيامهم التي أعطيت أرقاماً وعلامات مميزة لبعثة كل دولة. وكان ضيوف الرحمن قضوا يوم التروية في منى اقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم قبل الوقوف بعرفات، وذلك وسط إجراءات مكثفة تبذلها السلطات السعودية لتسهيل حركة الحجاج. وذكر مدير الإدارة العامة للمرور عبد الرحمن بن عبد الله أن المشروعات التطويرية التي تمت بالمشاعر ستساهم في تخفيف حركة الحجاج المشاة على بعض الطرقات، ونوه بالدور الذي لعبه قطار المشاعر في التخفيف من زحام الحافلات بالطرق وكذلك تلوث البيئة وانسياب الحركة المرورية، حيث نقل في حج العام الماضي 270 ألف حاج، وأضيف له هذا العام عدد من حجاج دول شرق آسيا من الهند وباكستان وبنغلاديش حيث سترتفع طاقته الاستيعابية هذا العام إلى أكثر من خمسمائة ألف حاج. وسبق أن أعلن وزير الداخلية السعودي، رئيس لجنة الحج العليا، الأمير أحمد بن عبد العزيز أول أمس الأول وصول أكثر من 1.7 مليون حاج من الخارج لأداء الفريضة هذا العام، مشيراً إلى أن عدد الحجاج القادمين لهذا العام نقص عن العام الماضي بنسبة 4% تقريباً. يأتي ذلك في حين شددت السلطات السعودية على أن الحج مناسبة دينية خالصة، وأنها مستعدة للتعامل مع أي إثارة للاضطرابات. وقال وزير الداخلية "لا أعتقد أن هناك مردوداً على أمن الحج بالنسبة لما يقع للأسف في أماكن أخرى سواء في سوريا أو غيرها". وذكر كثير من الحجاج أنهم يتضرعون إلى الله من أجل إنهاء القتال في سوريا. وقال عبد الله عبد الرحمن محمد (69 عاماً) من كردستان العراق لرويترز "أدعو الله أن يحمي المسلمين السوريين من الظلم الواقع عليهم". يُذكر أنه خلال السنوات العشر الماضية أنفقت المملكة السعودية مليارات الدولارات لتوسيع المسجد الحرام وإقامة بنية تحتية جديدة لتجنب التدافع وحرائق الخيام التي شابت مواسم حج سابقة راح ضحيتها مئات الأشخاص.