تطور طبيعي لمبادرات شبابية سابقة بدأت بمنظمة شباب الوطن وشباب البناء، وهذه المنظمات كانت تمثل افكار ومبادرات شبابية للمساهمة في العمل التطوعي من خلال دور الشباب وإسهاماتهم، ثم تطور هذا المكون الشبابي لقيام الاتحاد الوطني للشباب السوداني كمظلة شبابية تجمع بين كل منظمات الشباب، ومكونات الشباب تستوعب أهدافاً اخرى علاوة عن مساهماتهم ودورهم في صناعة وصياغة الدور العام تجاه القضايا الوطنية وقضايا البلد بشكل عام من خلال اقامة المؤتمرات القاعدية في المحليات والولايات والاحياء لتعبر عن دور الشباب في الشأن العام، خاصة ان هناك قضايا إصلاحية واسعة مطروحة على الساحة الحزبية والسياسية تحتاج لإرادة سياسية عليا من قبل مؤسسات الحزب المختلفة تتمثل في المتغيرات السياسية من شأنها الإصلاح الداخلي والانفتاح على القوى السياسية والأحزاب بصورة أفضل، هذا الامر واضح من خلال حملة البناء القاعدية في كل الولايات بمستويات القواعد الجماهيرية بالولايات المختلفة، بانطلاق «1890» مؤتمر أساس بهدف ترسيخ القيم والمفاهيم في إطار الممارسة السياسية لإصلاح الحياة العامة، وعبر برامجه تنفذ كل خدمات المجتمع الصحية والتعليمية وغيرها، لتحقيق انتفاضة حزبية لتنفيذ برنامجه بمخاطبة قواعده والمجتمع بالتركيز على الجوانب الفكرية وتحقيق أقصى فاعلية لعضوية الحزب في الخرطوموالولايات والمحليات، إضافة إلى توسيع الهياكل عبر المبادرات المجتمعية في مستوياتها الأساسية خلال المرحلة القادمة تحت ظل المناخ السياسي الإيجابي مع القوى السياسية، وارتكازه على قوة انتشاره السياسي وتفاعله مع قضايا الواقع الموجودة بمنهجه. وفي وقت سابق أعلن المؤتمر مباشرة بعد اجراء الانتخابات انه مقدم على مرحلة جديدة تستهدف البناء الوطني بصورة منهجية وجماهيرية ليكون تنظيماً سياسياً قوياً ومفتوحاً لكل المواطنين، وعلى أساس الاقتناع والقبول بالاهداف والمبادئ والمرجعية، وكذلك ليكون بمقدوره مواجهة متطلبات مرحلة التحول الديمقراطي والتعددية والتنافس الحزبي، وجاء هذا النشاط السياسي في ولاية الخرطوم وفي ولايات السودان الاخرى بقيام مؤتمرات القواعد في الأحياء وكل المناطق لتحقيق الوفاق الوطني، وبهذا السند والدعم فإن القواعد الجماهيرية اعطت بعداً آخر، لمبدأ الوفاق الوطني الذي اصبح استراتيجية ثابتة للمؤتمر الوطني وللحكومة على حد سواء، وعلى خلفية تلك المؤتمرات الشبابية نتساءل هل بدأ المؤتمر الوطني بالعودة إلى الجماهير؟ وما هي التحديات التي تواجهه في ظل وجود احزاب اخرى منافسة. الجدير بالذكر أن مؤتمرات شعب الأساس بالشمالية بدأت منذ الأول من ابريل الجاري وستستمر حتي يونيو المقبل، وتوجد بالولاية الشمالية حوالي «585» شعبة أساس، وأفاد مصدر مطلع «الإنتباهة» ان السلطات بمحلية القولد كانت بصدد عقد مؤتمر لشعبة الأساس لحزب المؤتمر الوطني بالقرية، حيث سمحت بدخول الأعضاء التابعين للحزب في المدرسة، وفيما تجمهرت أعداد كبيرة مناوئة لسياسة الحزب بالقرية أمام بوابة المدرسة وتم منعها من الدخول، فاستخدمت الحجارة لإفشال المؤتمر، فيما ردت الشرطة بالغاز المسيل للدموع بين الطرفين وأدى ذلك إلى وفاة أحد المواطنين، فيما اصيب شخصان بالحجارة التي انهمرت علي الموجودين بالمدرسة مما جعل الشرطة ترد بقوة. أي حزب دون أفكار خارج الساحة وفي ذات الاتجاة ذهب الخبير الاستراتيجي بروفيسور محمد حسين ابو صالح قائلاً إن المرحلة القادمة بها تحديات كثيرة منها سياسية وإقتصادية وأمنية بالاضافة الى الاجتماعية والثقافية، لجهة ان الوضع يتطلب خططاً جديدة واصلاحاً شاملاً، مبيناً أن الأحزاب السياسية تواجه تحدياً كبيراً بطرح فكر يلبي طموحات الجماهير. وأكد في حديثة ل «الإنتباهة» أمس أنه اذا لم تطرح الاحزاب فكراً جديداً ستخسر قواعدها، خاصة ان هنالك وعياً لجميع الشباب، وبالتالي يحتاج إلى فكر جديد غير تقليدي دون الالتحام حول أفكار وليس حول أحزاب، وبالتالي اي حزب دون فكر سيكون خارج الساحة. فيما وجه القيادي بالحزب الشيوعي يوسف حسين انتقادات حادة لمؤتمرات البناء الوطني، قائلاً إن المؤتمر الوطني حزب انتهازي واحتكاري، واصفاً اياه بالحزب الشمولي، واضاف ان وجودهم كان مفروضاً على الشعب بالقمع المفرط، داعيا الى ضرورة ازالة هذا الحزب، على حد قوله ل «الإنتباهة» وفتح حركة الديمقراطية . وفي غضون ذلك ذهب القيادي بالمؤتمر الوطني د. ربيع عبد العاطي إلى ان التحديات التي تواجه الحزب تتمثل في ضرورة استصحاب المتغيرات السياسية والأزمات وتحديات السلام والتداول السلمي، لافتا الى اهمية اشراك كل الفعاليات السياسية لتحمل المسؤولية مع المؤتمر الوطني من خلال المؤتمرات القاعدية التي تجرى الآن.