كثرت حوادث الغرق خلال فترة الصيف التي تتزامن مع العطلات المدرسية والتي تجمع الأهل مع بعضهم بحضور بعضهم من الولايات إلى العاصمة «الخرطوم» ويخلق ذاك التجمع تحالف الفئات العمرية من «11- 18» عاما وتبدأ البرامج الترفيهية وأجواء تسلية فمنهم من يقصد المشاركة في أحواض السباحة بالمسابح الكبرى التي تمارس بإشراف مدربين وذاك لا يخيف ولا يثير القلق، ولكن عندما تكون السباحة في النيل بطريقة عشوائية ودون رقابة من الأهالي أو حتى الجهات ذات الاختصاص فإن ذلك ينتج عنه كثير من الكوارث على الأسر السودانية الأمر الذي يتطلب الحذر والرقابة منهم إضافة إلى تشديد الرقابة من جهة السلطات المختصة ووضع ضوابط للسباحة تفادياً لحوادث الغرق التي تنتشر بصورة واسعة خلال هذه الفترة وراح ضحية هذه الحوادث عدد من الشباب نتيجة الإهمال المشترك بين الأسر والإدارات. السلطات تحذر أطلق اللواء شرطة هاشم عبد المجيد مدير الإدارة العامة للدفاع المدني تحذيرات من السباحة العشوائية كاشفاً عن المناطق الخطرة في النيل وضرورة ابتعاد المواطنين عنها وعدم ممارسة السباحة فيها، مشيرا إلى وجود علامات توضح المناطق الآمنة للسباحة والمناطق الخطرة، وناشد في تصريحات صحفية وزارات الشباب والرياضة على مستوى المركز والولايات إلى ضرورة إنشاء أحواض سباحة للتدريب للتقليل من حالات الغرق في النيل، منوها إلى أهمية مشاركة أولياء الأمور والمساجد والجامعات والمدارس ومنظمات المجتمع بتوجيه وتقديم النصح للأبناء والطلاب وكل الشباب لتفادي السباحة في النيل وفي المناطق الخطرة على وجه التحديد، موضحا أن معظم حوادث الغرق التي تحدث عادة ما تكون وسط الطلاب نتيجة لعدم الدراية بالسباحة، ودعا اللواء هاشم مديري الدفاع المدني بالولايات إلى تقديم أفضل خدمات السلامة العامة للمواطنين والموسسات العامة أو الخاصة وذلك بالتنسيق مع كل الجهات ذات الصلة وبمشاركات منظمات المجتمع المدني والمواطنين مشيراً الى ضرورة إنزال خطة العام 2014م على أرض الواقع واستعدادات المركز والولايات لفصل الخريف القادم لتقليل وتخفيف المخاطر التي قد تنتج عنه. عواقب وخيمة قال مصدر مأذون بالدفاع المدني ل«الإنتباهة» ان حوادث الغرق من الحوادث المؤلمة والمتكررة تكثر في فصل الصيف، الأمر الذي يدفع المواطنين إلى ممارسة رياضة السباحة أو محاولة ممارستها من قبل أشخاص لا علم لهم بأصول السباحة ودون مراعاة لأصول وقواعد السلامة في ذلك، ما يعرضهم للغرق، وأضاف ان المجتمع اليوم مليء بالمشاهد المحزنة نتيجة لحوادث الغرق التي من خلالها يمكن ان تفقد الأسرة الواحدة عددا من ابنائها في لحظة الأمر الذي يحتم علينا ضرورة اتخاذ التدابير والإرشادات العامة، مشيرا الى ان حوادث الغرق أصبحت ظاهرة تجعل الجهات المعنية تزيد من الاهتمام إلا أنها تكثر في فصل الصيف مع العطلة المدرسية والتي تكون الرحلات النيلية من قبل المواطنين بقصد الترفيه والأسباب الأساسية تكمُن في مشكلة شواطىء النيل لاستخدامها لعمل الطوب وأعمال أخرى أحدثت تغيرات مثل وجود حفر بالشواطىء، إضافة إلى الطين اللزج ووجود التيارات العالية وتوافر أسماك البرد في النيل التى كثيرًا ما تتسبب في حالات الغرق بالاضافة الى التحدي الذي يقوم به الشباب أثناء السباحة في النيل تكون عواقبه وخيمة. أسباب تؤدي للغرق حذرت نشرات توعوية رسمية من خطورة الغرق وعزت أسبابه لعدة عوامل، وقالت النشرات انه يتعرض الكبار والصغار لحوادث الغرق بالرغم من معرفتهم بالسباحة، لكن أغلب ما تكون الحوادث في الأماكن البعيدة عن المراقبة لذا تشكِل السباحة في النيل خطورة كبيرة على حياة المواطنين، ولذلك وضعت الجهات المختصة عدداً من اللوائح التي منعت السباحة أو الاستحمام أو الاغتسال حفاظاً على أرواح المواطنين، وعزت حوادث الغرق في مجملها لمجموعة من الأسباب التي لا تخرج عن إطار الاستهانة بمتطلبات السلامة العامة وعدم الإلمام بقواعد وأصول السباحة وعدم التقيد بالإشارات التحذيرية التي تحظر السباحة في أماكن التجمعات المائية، بالاضافة إلى السباحة في الأماكن غير المخصصة وترك الأطفال دون مراقبة. نماذج ضحايا الغرق من النماذج لكوارث الغرق تجمع شابين وفتاتين اثنين منهم أشقاء ذهبوا في نهار يوم مشمس إلى شاطئ النيل بالقرب من كوبري شمبات وذهبت الفتاة الى ضفة النيل لتغسل يديها فانهارت بها الضفة وحاول بقية أصدقائها وشقيقها إنقاذها إلا أنهم سقطوا في النيل وتجمهر حول مكان الحادث عدد من الحاضرين الذين أبلغوا فريق الإنقاذ النهري الذي تمكن من إنقاذ فتاة واحدة وانتشال جثامين البقية. وفي حادثة أخرى لقي شقيقان مصرعهما غرقاً بالنيل بمنطقة الحتانة بأم درمان نتيجة لهيجان مياه النيل بسبب السيول والأمطار التي شهدتها البلاد مؤخرا وبعد أن تم إخطار الشرطة بحادثة غرق الشقيقَين هبت صوب مكان الحادثة برفقة فريق الإنقاذ النهري، وفور وصولها بدأت عمليات البحث عن الجثث حتى عثر عليها وتم انتشالها واتخاذ الإجراءات القانونية، كما تم فتح بلاغ تحت المادة (51) إجراءات ليتم تسليم الجثامين لذويها. وفي حدث مشابهة شهدت منطقة «حيطة» شمال الخرطوم بحري شرق منطقة الكباشي وفاة شابَّين غرقًا بإحدى الحفريات التي تُقيمها الشركات بالمنطقة ليتم انتشال الجثث ومواراتها الثرى. كما لقي شاب يبلغ من العمر «27» عامًا مصرعه غرقًا بخور «الجروقة» جنوب منطقة الكباشي.