احتفل آلاف المواطنين بولاية الخرطوم أمس، بتحرير مدينة الكرمك بولاية النيل الأزرق من دنس الخونة والمارقين، في الوقت الذي خرجت فيه جماهير ولاية النيل الأزرق بمدينتي الدمازين والروصيرص عقب صلاة الجمعة أمس ومساء أمس الأول في مسيرات عفوية هادرة عقب إعلان تحرير الكرمك، طافت خلالها شوارع المدينتين واتجهت الى قيادة الفرقة الرابعة مشاة وتبادلوا التهانئ مع القوات المسلحة، معبرين عن سعادتهم وابتهاجهم بهذا النصر المؤزر، مرددين شعارات «بالصوت والصورة عقار طلع ماسورة» «كل القوة الكرمك جوه». واصطف آلاف المصلين بالخرطوم أمس من كافة القطاعات عقب صلاة الجمعة، أمام مسجد القوات المسلحة في مسيرة تأييد ونصر للقوات المسلحة، ومباركين تحرير مدينة الكرمك من فلول تمرد الحركة الشعبية، وسط هتافات: «لا عقار ولا عرمان الدستور دستور قرآن.. وفشلت هجمة وغابت نجمة» وجددت قطاعات الشباب والطلاب وقفتها خلف القوات المسلحة للدفاع عن الوطن والدين. وأكد قائد القيادة المتقدمة بالنيل الأزرق الفريق ركن عبد المنعم سعد أنه بتحرير الكرمك ستكون كل حدود السودان سالمة من أي تمرد، وقال لبقايا الحركة الشعبية «الراجل يلاقينا في الميدان»، وأضاف: «ما سمعتم به أخيراً في النيل الأزرق ستسمعون به في جنوب كردفان أيضاً»، مشيراً إلى تدابير وإجراءات لم يكشف عنها. وكشف سعد أن تحرير الكرمك بدأ قبل شهرين، لافتاً إلى أن تحركات مالك عقار كانت مراقبة، وأوضح أن القيادة قامت بتشكيل لواء جديد حمل اسم لواء النيل الأزرق، مشيراً إلى أنه شارك في تحرير الكرمك، داعياً المواطنين للانخراط في صفوفه. إغلاق البارات وبدوره كشف وزير مجلس الوزراء بالإنابة أحمد كرمنو، عن إغلاق جميع البارات في مدينة الكرمك، وقال لمدة «14» عاماً غابت الكرمك، وفي هذا العيد سيتم إغلاق كافة البارات وأماكن بيع الخمور، منوهاً إلى أن العيد هذه المرة سيكون عيدين، عيد للأضحى وعيد للتحرير. فيما أعلن المنسق العام للخدمة الوطنية عبد القادر محمد زين، إرسالهم لإرساليات جديدة من المجاهدين من أجل التنمية والإعمار، مشيراً إلى أن المرحلة القادمة تتطلب جهاداً تنموياً ونصراًَ مدنياً. وطالب رئيس اتحاد الشباب الوطني بلة يوسف بعدم الحوار والتفاوض مع الحركة الشعبية، وقال: «لا حوار مع المرتزقة». وزاد: «لن نرضي إلا بشرع الله ولن نستسلم» معلناً عن جاهزية شباب السودان للتصدي لأي تمرد، مؤكداً أنهم ثوار مع الحق ومع القوات المسلحة. الشريعة ستقوى وفي الدمازين أكد اللواء الهادي بشرى والي الولاية خلال مخاطبته الجماهير، أن الشريعة ستبدأ وتقوى من النيل الأزرق، لأنه عندما انهارت الدولة الإسلامية قبل «300» عام بدأت من الولاية في إشارة لسلطنة الفونج، مؤكداً أن العدو في سالي هُزِمَ وقُصِمَ ظهره بعزم وقوة الرجال، مؤكداً أن العمليات باتت صغيرة لتنظيف الصفوف الداخلية. ودعا بشرى أبناء الولاية للتوحد وتناسي الخلافات للحاق بالولايات الأخرى في الإنتاج والتنمية. تحية للأبطال ومن ناحيته خاطب اللواء يحيى محمد خير قائد الفرقة الرابعة مشاة المسيرة، مشيداً بالروح الوطنية التي عبر بها المواطنون وبصورة عفوية عن سعادتهم وتقديرهم للقوات المسلحة، كما حيَّا أرواح الشهداء من المجاهدين والقوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى، وخصَّ بالتحية أبطال ملحمة شالية والبركة والكرمك . لبيك اللهم لبيك ودعا اللواء يحيى المواطنين لترديد التلبية تشبهاً بالحجاج الذين يقفون بمنى، محيياً الطرق الصوفية والمواطنين الذين ظلت تلهج ألسنتهم بالدعاء لانتصار القوات المسلحة، ومساندة الإدارة الأهلية لها ب «1500» رجل، وكذلك قوات الدفاع الشعبي، مترحماً على الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم فداءً للوطن. كابوس الحركة وقال عبد الرحمن أبو مدين رئيس المؤتمر الوطني بالنيل الأزرق خلال مخاطبته المسيرة، إن النصر جاء بدعوات المجاهدين والصالحين بأن يخلِّص الولاية من كابوس الحركة الشعبية، مشيداً بالنساء والشباب والرجال الذين أعدوا العدة لمواجهة الحركة الشعبية ولم يتركوا الجيش وحده، مؤكداً أنهم سيطبقون الشريعة وفاءً للشهداء. ومن جانبه قال د. آدم أبكر نائب الوالي إن هذا الانتصار حقق عدة مكاسب بكسره لشوكة العدو وتوقف مسيرته الضارة بالوطن، مبيناً أن هذا الجهد يحسب لأهل السودان قاطبةً لوقفتهم القوية ومساندتهم للقوات المسلحة حتى تحقق النصر. وفاء بالعهد وأشار إلى أن المرحلة القادمة ستكون مرحلة بناء وإعمار للكرمك ولكافة المناطق، مؤكداً أن القوات المسلحة دمرت العدو تماماً في الكرمك. وأضاف أن قيادة القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى أوفت كلها لحادي ركب مسيرة السودان المشير عمر البشير رئيس الجمهورية بأداء صلاة العيد في الكرمك، واسكتت صوت الحركة الشعبية إلى الأبد بالنيل الأزرق، وستسكتها كذلك في جنوب كردفان. من جانبه هنأ أبو مدين عبد الرحمن رئيس المؤتمر الوطني بالولاية القوات المسلحة بالانتصار، داعياً إلى تكاتف أهل الولاية لإعادة إعمار ما دمرته الحرب. انكسار العزيمة وقال المهندس محمد سليمان جودابي وزير التخطيط العمراني رئيس اللجنة العليا للتعبئة والاستنفار، إن الحركة الشعبية قد طاش سهمها وانكسر عزمها ولان عودها، بعد أن تجرعت أمرَّ الهزائم في النيل الأزرق التي ستنتقل لمعركة البناء والإعمار. ومن جانبه أكد عوض الرضي منسق الدفاع الشعبي بالولاية، أن هذا اليوم يستحق الشكر، مهدياً النصر الذي تحقق للمشير عمر البشير رئيس الجمهورية والشعب الذي وقف مع أهل النيل الأزرق مؤازراًَ، وكذلك إلى أهل الشهداء والجرحى، واعداً بتحقيق مزيد من الانتصارات. فرفرة مذبوح ومن ناحيته قال الأمين العام لما يُسمى الحركة الشعبية ياسر عرمان، إن دخول القوات المسلحة الكرمك نهاية معركة وليس نهاية الحرب. وزعم أن الجيش الشعبي له باع طويل في حرب العصابات، ولديه استراتيجية واضحة في التعامل مع مثل هذه الأوضاع وقد احتفظ برجاله ومعداته، وأضاف في بيان له أمس أن هذه حرب جبهة قتال تمتد من دارفور إلى النيل الأزرق، بما يقدر بألفي كيلومتر.