خديجة صقر البرزن: ما أن يتجه الحديث في أي منبر من المنابر، عن الموضوعات التي تتعلق بالعلاقات الخارجية السودانية. إلا وتتداعى للأذهان كثافة تعقيدات العلاقات الخارجية السودانية حيث تذبذبها بين الفينة والأخرى، حتى من أقرب الدول العربية والشقيقة. وقد وجّه نواب البرلمان، هجوماً عنيفاً على وزارة الخارجية، واتهموها بممارسة سياسة التعتيم على القضايا المهمة عن البرلمان، وتتعامل معه مثل أجهزة الإعلام، فقد كان الجدل حول قضية حلايب التي وصفوا التعامل معها بشيء من البرود، و هذا ينطبق على السياسات الخارجية الأخرى التي ترتبط بدول العالم العربي والغربي معاً، ويرى مراقبون أن وزارة الخارجية تمارس أنشطة راتبة وكثيفة ومشاهدة، إلا أنها لا ترى نتائجها على أرض الواقع، إضافة إلى عدم وجود جسم واضح لتخطيط وتنسيق السياسة الخارجية، ظهرت أهميته في التخبط الذي ظهرت معالمه في إدارة شأنها وتضارب تصريحاتها مؤخراً ، وتدخل أكثر من جهة في اتخاذ قرارات تتعلق بالعلاقات الخارجية نيابة عن وزارة الخارجية أو دون علمها ، وأكد محللون اقتصاديون على أهمية تعزيز علاقات السودان الإفريقية والعربية وتشجيع الاستثمار العربي وتوطيد العلاقات مع دول الخليج العربي في إطار مبادرة الأمن الغذائي العربي، والتكامل الاقتصادي والتضامن السياسي والاستفادة من الإعلام الجديد لتعزيز وتحسين صورة السودان في الساحات الوطنية والدولية. وفي ذات السياق يرى الخبير العسكري عباس شاشوق في حديثه ل«الانتباهة »، أن علاقات السودان الخارجية أصبحت تسير، من سيئ إلى أسوأ، وذلك لوجود العديد من العوامل الداخلية والخارجية التي ستعمل على إفساد العلاقات بين الدول، وخصوصاً الاضطرابات في الشأن الداخلي نفسه، متهماً جهات لم يسمها، تعمل على زعزعة وتوتر تلك العلاقات، التي يستفيد منها الطرفان، وقال إنه يجب على وزارة الخارجية الاجتهاد أكثر لعودة تاريخ السودان المشرق مع دول الجوار، التي تربطنا معها علاقات إزلية وتاريخية، مشيراً إلى أن الحاجة باتت ماسة، لوقوف تلك الدول الشقيقة والصديقة إلى جانبنا، في ظل التكتلات العالمية ضد السودان، وعلّق أستاذ العلوم السياسية د. عبده مختار على أن وزارة الخارجية تتعامل مع المشكلات بشيء من تغييب الحقائق، فضلاً عن أن الإضراب الداخلي وعدم الاستقرار السياسي الداخلي، يلقي بظلالة على العلاقات الخارجية -فى إشارة منه إلى أن النظام الإسلامي يلاقي العزلة سياسياً ودولياً - خاصة عقب اتهامه من قبل الغرب بالإرهاب وبروز الإسلام المتشدد في الشرق الأوسط وما حدث للتيار الإسلامي في بلاد الربيع العربي، أثّر سليباً على الخرطوم، لدى الرأى العام والإقليمي والدولي، وكذلك جاء مقروناً بالضغوط الأمريكية ودول كثيرة ضد السودان، وأضاف: أن علاقة السودان بدول الخليج العربي خاصة المملكة العربية السعودية و الإمارات العربية المتحدة تشهد توتراً مكتوماً، وصل إلى حد إيقاف التعامل التجاري بين السعودية والحكومة السودانية، والأخيرة كمثال فقد أحجمت منذ وقت مبكر عن استثماراتها في السودان، الذي يحدث ويبدو للناس أنه استثمار ما هو إلا تبادل تجاري فقط، لأن مساندة الخرطوم لإيران، رمى بظلال سالبة على العلاقات الخليجية عموماً، ما عدا دولة قطر الشقيقة -التي تقف مع السودان في كافة مواقفه- وكانت زيارة أميرها خير دليل على حسن تعاملها. وبنظرة تشاؤمية أبدى عبده أسفه على توتر العلاقات السودانية مع دول الجوار، إضافة إلى العلاقات السيئة مع دولة الجنوب الوليدة، والاضطرابات الداخلية التي تضيّق الخناق بسببها عالمياً من المجتمع الدولي والإعلام الخارجي، لذلك يجب إعادة النظر في المنهج وسياسات السلك الدبلوماسي، وموفدي الخارجية، ويجب أن تنتهج سياسة متخصصة، تتعلق باختيار الشخصيات الدبلوماسية التي تمثل دولتنا، لتمتين العلاقات والتبادل التجاري والاستثماري .