يعول سكان الولاية الشمالية على الموسم الشتوي كثيرا في رفد اقتصاديات الأسر بالمؤن الغذائية والموارد النقدية, حيث تعتبر محاصيل الموسم الداعم الأول لخزينة رب الأسرة ,خاصة بعد الكساد الكبير لمحصول (البلح) بعد الانهيار المفاجئ في أسعاره والتي هبطت من (250 جنيها للجوال إلى 150جنيها), كما تعتبر محصولات الموسم الشتوي رافدا مهما لخزينة الولاية لما تدر عليها من أموال جراء تحصيل رسوم من المشروعات الزراعية بالاضافة إلى أن تحريك عجلة الإنتاج في هذا الموسم يأتي في إطار إنزال سياسات المركز على ارض الواقع من حيث تهيئة البيئة الزراعية وزيادة الإنتاجية من اجل استقطاب اكبر قدر من المستثمرين في المجال الزراعي. وخلال الأسبوع المنصرم شهدت محلية مروي الاحتفال بأعياد الحصاد بالشمالية تزامن ذلك مع نجاح منقطع النظير لمحصول البطاطس الذي أثبتت التجارب انه محصول اقتصادي مهم للمزارع, كما ساهم هذا المحصول في تغيير التركيبة المحصولية لمزارع الشمالية, الذي كان يعتمد والى وقت قريب على محصولين فقط خلال الموسم الشتوي هما محصولا (القمح والفول المصري), وبلغ متوسط إنتاج الفدان لمحصول البطاطس مابين (8 12) طنا للفدان... وأوضح والي الشمالية الدكتور إبراهيم الخضر الذي خاطب الاحتفال أن الولاية الشمالية تتمتع بأراضي زارعية واسعة وخصبة يجعلها قبلة للمستثمرين ,مضيفا أن حكومته ستولي المشروعات الكبيرة بالولاية اهتماما خاصا معلنا التزامه بالمتابعة الشخصية مع إدارة السدود لتسريع الخطى لكهربة مشروع أمري الزراعي بمروي, كما وجهه بتخصيص مساحات مقدرة بالمشروع لإنتاج التقاوي المُحًسنة تفاديا لاستجلاب التقاوي من الخارج ,من جانبه أوضح معتمد مروي عبد الكريم عبدالرحمن,أن إنتاجية الموسم الشتوي لهذا العام تعتبر مبشرة, كاشفا عن المساحات التي تمت زراعتها في العروة الشتوية والتي بلغت (51) الف فدان منها تسعة آلاف تمت زراعتها بمحصول القمح, مشيرا إلى أن متوسط الإنتاج لمحصول القمح تراوح مابين (15 20) جوالاً للفدان,مرجعا أسباب استقرار الموسم الشتوي إلي كهربة عدد مقدر من المشروعات الزراعية الكبيرة والتي ساهمت في زيادة المساحات الزراعية ومكنت من دخول مشروع تنقاسي الكبرى بمساحة تزيد عن الأربعة آلاف فدان ,وكذلك مشروع امتداد القرير بحوالي (ثلاثة آلاف فدان),وأوضح معتمد مروي أن المحلية تقوم بالتنسيق مع إدارة البنك الزراعي من اجل إكمال كهربة بقيه المشروعات الصغيرة حيث تم إكمال كهربة (54%) منها,واستدرك معتمد مروي بما واجهه الموسم الشتوي من مشكلات وأضاف (أن اكبر مشكلة واجهت المحلية في الموسم الشتوي تمثلت في تأخر وصول تقاوي القمح الأمر الذي أنقص بعض المساحات الزراعية غير أن المحلية عالجت الأمر بالتنسيق مع وزارة الزراعة الولائية التي استجلبت التقاوي من نهر النيل,وأشار عبد الكريم أن الاحتفال بأعياد الحصاد بمحليته مثل دافعا قويا للمزارعين لزيادة المساحات الزراعية في الأعوام القادمة بالاضافة إلى أن الاحتفال شهد الإعلان عن كهربة مشروع أمري الزراعي الذي كان حلما يراود المزارعين ,كما تم في الاحتفال التصديق بإنشاء فرع للبنك الزراعي بوحدة أمري الإدارية بالاضافة إلى معالجة مشكلة التقاوي التي تم تخصيص مساحة خمسة آلاف فدان بمشروع أمري الزراعي للاكتفاء الذاتي من التقاوي بالمحلية والولاية. وفي الاستطلاع الذي أجرته (الإنتباهة) وسط شرائح المزارعين بالولاية طالب معظمهم بإسراع الخطي لكهربة مشروعاتهم الزراعية مشرين إلى أن ارتفاع تكاليف الإنتاج تحتم على الدولة تخفيف هذه التكاليف عبر كهربة المشروعات الزراعية وأشاروا إلى سعر التركيز الذي أعلنه البنك الزراعي لمحصول القمح والذي بلغ فيه سعر الشراء(350)جنيها للجوال معتبرين ذلك محفزا للزراعة، وطالبوا بعدم التراجع عن هذا القرار كما حدث في أعوام سابقة.