ندرك أن الغاية الأساسية من تقسيم المناقل القديمة هي محاصرة التخلف وتوفير المزيد من الخدمات التي تعذر توفيرها لسبب اتساع رقعة المحلية، فإن قيام محلية القرشي يتصل بلا شك بأسباب تنمية المنطقة ويضعها في دورة النهضة وليس ذلك فحسب، بل يأتي بمثابة المفتاح لإنعاش المنطقة بعد هذا الالتفات الكبير الذي بوأها الأسبقية في اهتمامات الولاية، فهذا بلا جدال غاية ما يصبو إليه مواطنو المنطقة جوار القرشي لأنها قبلتهم قديماً ومنتهى أمانيهم ألا يعيروها إلى المناقل فمن الطبيعي جداً أن تحتشد هذه المنطقة مؤيدة لهذا التقسيم الذي جسد رغبتهم وتطلعاتهم، فالأمر الذي ينبغي ألا يغيب عن بصر وبصيرة حكومة الولاية ومجلسها التشريعي ضرورة المنفعة الموازية للمواطن لأن الحكومة بموجب هذا القرار باتت قريبة جداً من بعض المواطنين وتحقق لها تقصير الظل الإداري الذي في المقابل تجاوز منفعة ورغبة بعض المواطنين لذلك جاء قرار التقسيم صادماً ومربكاً لمنطقة الماطوري تحديداً كما أسلفنا فإن منطقة معتوق وما حولها مثلاً وثيقة الارتباط بمدينة القرشي، غير ان الأهل في الماطوري يرون في فصلهم عن المناقل وإلحاقهم بالمحلية الوليدة التي لا تربطهم بها طرق سالكة ولا مصالح من سوق وخلافه علاوة على تجربتهم في محنة الفيضانات في 1978وفوق ذلك كله قراهم متناثرة على الطرق المؤدية للمناقل يرون فيه مزيداً من الطمس والتهميش وتقليصاً لدورهم في التفاعل الوطني بالنظر لصعوبة الانتقال وكلفته وما يجب الاقرار به أن القرار الذي اقترب كل القرب من مصالح المواطنين هناك ولامس أشواقهم بالقدر نفسه ابتعد كل البعد عن مصالح مواطني الماطوري وقض مضاجعهم لأن من بينهم من ولادته وحتى مماته لم ير القرشي ولم تسوقه إليها حاجة، فهؤلاء يرون ضرورة بقائهم ضمن مكونات محلية المناقل مطلباً رئيساً طالما أن انضمامهم للقرشي محفوفاً بصعوبات لا يمكن تجاوزها أدناها الطريق وخطوط المواصلات. وانطلاقاً من هذه المخاوف فإن الوفود التي تأتي إلى رئاسة الولاية فهي بالطبع ليست مناهضة لقيام محلية القرشي بل تحمل مخاوف كبيرة للمواطنين من مشاق أكيدة ستواجههم حال ذهابهم للمحلية الجديدة، بل هي عائق قد يحرمهم من المشاركة العامة تسليماً بظروفهم الشخصية لأن الأمر سيحتاج لعربة خاصة في ظل انعدام المواصلات كلياً.. إجمالاً يرى الكثيرون أن هناك عجلة صاحبت قراراً كهذا لكننا نرى أنها عجلة بناءة أسفرت عن نتائج ومحصلة ليست هينة حيث وضعت منطقة بها العديد من القرى في المكان المناسب وهيأت لها فرصاً للتنمية وتعزيز القدرات، والاخ الوالي قد تستقبل إن لم تكن قد استقبلت سلفاً، وفداً من الماطوري نفسها مؤيداً الانضمام للمحلية الجديدة. فالبيان الصادر من الولاية أكد رغبة المواطن التي نأمل ألا تكون محل مزايدة وتنافس بين القيادات، بحيث تتم تهيئة المواطن للعب دور الضحية بامتياز غير أن الراسخ لدينا أنه لا تفوت على فطنتكم ولا حكمتكم مثل هذه الأمور. فمصلحة المواطن تطوير خدمته وتحسين معيشته هموم راكزة لديكم، وحولها تدور اجتهاداتكم التي تسعى بكفاءة لصياغة مصير الولاية وإنسانها عبر برامج تنمية بارعة بالاستفادة من التمويل الأصغر الذي أحدث تحولاً هائلاً في الإنتاج بمشروع الجزيرة وانعكس على مداخيل المزارعين فنحن نتطلع لنحظى باهتمام خاص ومباشر من الوالي شخصياً حيث نحتاج في الماطوري لجهد جبار لا تتوافر لنا أسبابه من أجل إصلاح الخدمات حيث يجلس التلاميذ على الأرض تحت مباني متهالكة كما أن الفقر يتنامى بصورة مرعبة. فإذا كان طلب التنمية يستدعي أن نضع خلف كل موسر فقيراً أو الحكمة تقتضي ذلك فنرى أن المكان الطبيعي والمهم جداً للماطوري أن تكون ضمن المحلية القديمة ليتسنى لكم إسعافها.