ظاهرة السالف واحدة من المخاطر الاجرامية المرتبطة بالسرقة والابتزاز، تمارسها مجموعات، وهي في الغالب الاعم مجموعات رعوية وطرفية، ولعل ذلك لارتباطها وظهورها بالبهائم والدواب، الا ان تطوراً جديداً طغى على هذه الظاهرة لتشمل حتى الانسان نفسه وممتلكاته من سيارات وغيرها. ٭ السالف تحت نظر الشرطة عملت الجهات المختصة للحد من هذه الظاهرة بعد كشف تقارير أمنية تفيد بتفاقم الجريمة التي اشتهرت في عدد من ولايات السودان كولاية الجزيرة والقضارف التي تصدرت الولايات، فقد شهدت القضارف وقائع عديدة لهذا النوع من الجريمة، وذلك عندما تتم عملية سرقة لمواشٍ، فيتجه صاحبها لسارقيها مباشرة خارج علم السلطات وبواسطة «وسيط» يفاوض في دفع مبلغ مالي هو «السالف» لتعود مسروقاته. لذلك وضعت السلطات فرقاً من المباحث لتكثيف الرقابة على المناطق المستهدفة، وما لا يغيب علينا ظهور هذه الجريمة في المناطق الطرفية من ولاية الخرطوم، ونجد ان المواطنين بمنطقة امبدة تعرضوا لكثير من هذه الحوادث وزادت في الآونة الأخيرة. ٭ قلق شرطي: سبق أن عبر وزير الداخلية عبد الواحد يوسف عن قلق الوزارة لتطور جريمة السالف، وقال إنها أصبحت تمارس بطريقة عنيفة، كاشفاً عن مصفوفة تم الاتفاق عليها بين الأجهزة الأمنية والعدلية والولايات والمختصين لمحاربة جرائم السالف. وأكد القيادي البرلماني محمد محمود خلال مداولات بشأن بيان وزير الداخلية بالبرلمان ارتفاع معدلات جريمة السالف، وعبر عن خشيته من أن تُفتح دارفور أخرى بالقضارف بسبب السالف. ومن جهته قال البرلماني محمد علي إن سرقة البهائم أصبحت جهاراً نهاراً. ٭ نماذج جريمة: تمكنت شرطة محلية البطانة بولاية القضارف من توقيف «6» مسلحين من أخطر معتادي جرائم نهب الماشية بالولاية بعد عملية تبادل إطلاق النار بين المسلحين وصاحب المواشي المنهوبة بقرية السمنية في منطقة عديد المعاشرة بمحلية البطانة أثناء محاولة المسلحين نهب «120» رأساً تخص أحد المواطنين، وأفاد شاهد عيان بالمنطقة إن مجهولين دخلوا أحد المشروعات الزراعية بالمنطقة وحاولوا نهب عدد من الماشية. والقي القبض على «6» منهم وبحوزتهم الأسلحة وتم اقتيادهم للجهات المختصة، وأضاف أن الجناة جاءوا على متن عربة بوكس وحاولوا نهب كمية من الماشية، وتم تبادل إطلاق النار بين الجناة وصاحب الماشية مما أدى للقبض على الجناة. وأنموذج آخر حيث استمعت محكمة جنايات امبدة الى اقوال المتحري حول تفاصيل قضية سرقة مواشٍ بامبدة، وافاد المتحري أمام المحكمة بأن الشاكي حضر الى قسم امبدة وسط وأبلغ عن سرقة 13 رأساً من الماعز من داخل «زريبته» تقدر قيمتها ب «300» الف جنيه، وبموجب تلك الافادات تم استخراج نشرة من النيابة والقبض على المتهمين وضبطت بحوزتهم واحدة من الماعز المسروقة، كما اصدرت محكمة جنايات دار السلام حكماً بالسجن عاماً و«35» جلدة لثلاثة من المتهمين قاموا بسرقة مواشٍ من وكالة لتاجر بسوق قندهار، وتؤكد احداث القضية ان خمسة متهمين حضروا الى وكالة الشاكي وكانوا يقودون ركشة، فدخل اثنان منهما في الوكالة في الثامنة صباحاً وسرقا خروفين وحملوهما الى داخل الركشة، واثناء ذلك شاهدهما جار الشاكي، فهرب المتهمان. وبالمتابعة اللصيقة من رجال الشرطة تم القبض على ثلاثة متهمين وبحوزتهم الماشية، وأحيل البلاغ الى المحكمة التي استمعت الى اقوال الشاكى والشهود، وانكر المتهمون التهمة المنسوبة اليهم، وبعد اكتمال كل الافادات والادلة فصلت المحكمة في القضية، وتقدم احد المواطنين من منطقة شرق النيل بشكوى عن فقدان عربته «بوكس دبل كاب»، وخرج فريق من المباحث للقبض على المتهم، وبعد مرور ايام تمكنوا من ضبط العربة وفق المواصفات التي ادلى بها الشاكي بمنطقة عد بابكر. ٭ تحوطات أمنية: قال مصدر شرطي رفيع ل «الإنتباهة» إن ظاهرة نهب المواشي باتت تؤرق الأهالي، مبيناً أن هناك خطة يجري الاستعداد لها لمحاربة هذه الظاهرة، واشار إلى أن معظم هذه الجرائم يكون مرتكبوها من خارج المنطقة، واضاف المصدر ان مواطني القضارف يتعرضون لحالات نهب مسلحة تنتهي بقتل جماعات كبيرة منهم وسرقة الآلاف من الماشية والعربات خاصة «دبل كاب» التي تنقل على متنها الماشية، مشيراً الى وجود اعداد كبيرة من المجموعات المتفلتة في حدود المنطقة، الأمر الذي جعل الجهات المختصة تكثف المراقبة ووضع تحوطات أمنية لسلامة أرواح المواطنين وحماية ممتلكاتهم.