أبدى عدد من المراقبين في ولاية النيل الأبيض تخوفهم للفساد الكبير الذي يدور في بعض مرافق الولاية وقالوا إن هذا ليس بالجديد على الولاية، وأوضحوا أن الإحصائيات الأخيرة التي تؤكد أن الولاية هي الثانية في المد الجزري للفساد بل إذا حدث تدقيق سوف تكون الأولى بين قريناتها لكثرة التجاوزات فيها، وأشار المراقبون إلى الانهيار الكبير الذي يحدث في كثير من الجوانب الخدمية إن كان في الصحة أو البيئة العامة، فيما يؤكد المراقبون أن التعليم على شفا حفرة من نار الضياع، وقالوا إن الكثير من المدارس انهارت بالريف وتلاميذه أوسعهم تشردًا لأن بين كل «50» مدرسة نجد «60%» منها يفتقر للبيئة المدرسية الجيدة ابتداءً من الإجلاس والفصول والكتاب المدرسي، فيما أكد أحد المهتمين بالتعليم الخاص مرتضى إسحق بأن المدارس الحكومية تفتقر لأهم أساسيات التعليم وهو الإجلاس على سبيل المثال لا للحصر بأن مدرسة عثمان بن عفان بمربع «11» ربك من الصف الأول إلى الخامس لا يوجد فيها إجلاس ومن سادس إلى ثامن جالسين «80%» فقط والبقية لا لايوجد لديهم ما يجلسون عليه، وتعاني مدرسة الكوثر بنات من نفس المشكلة، وفي مدارس أخرى ليس بها تسوير كما أضاف إسحق أن المدارس الخاصة أيضاً بيئتها غير جيدة ولكن المحمدة الوحيدة هي اكتمال الاصطاف وأغلبية المدارس فصولها مظلات (زنكي)، أما أستاذ نور الدين علي فقد أكد أن مشكلات التعليم بالولاية تتمثل في تدريب وسط المعلمين و بالتحديد في شريحة المعلمات لأن الحكومة لا توفر شيئاً غير الراتب، وما يتم داخل المدرسة فهو بجهد المجلس التربوي (مجلس الآباء) وهذا يؤدي إلى اكتظاظ الفصول بسبب طلب الآباء، طالما هو الذي يقدم الدعم فلا بد من الرضوخ لأمره بقبول ابنه حتى لو كان الفصل مكتملاً، وأردف علي قائلاً إن الاكتظاظ والإجلاس مشكلة حقيقية وسط مجتمع لا يهتم بالتعليم وهو فقير، أما الكتاب المدرسي فالحق يقال إن العام السابق توفر فيه الكتاب المدرسي بشكل جيد ولو التفتنا لبقية نواقص البيئة المدرسية، نجد أكثر من «50%» من المدارس في المدن تفتقر للمياه والكهرباء وكذلك دورات المياه، هذا على صعيد المدارس الحكومية، أما الخاصة ففيها الخبرة أكثر من الحكومية، كذلك المدارس الخاصة تفتقر للبيئة تماماً فقط ما يجذب هو الكادر المؤهل. عكس ما نجده في المدارس الحكومية التي يتوفر بها العنصر النسائي لذلك كثير ما يحدث خلل حتى في طابور الصباح، لأن النساء كثيرات الأعذار. وقد تنفس بغضب نور الدين قبل أن يكمل قائلاً إن الرقابة والضمير في المدارس الحكومية مفقود، فيما اختلفت وتيرة محمد بسام في الحديث عن التعليم بالولاية بالرغم من أنه خارج سرب المعلمين إلا أنه أكد أن التعليم بمرحلة الأساس يمر بحالة اهتزاز لأن كل يوم تفتح مدرسة خاصة وتغلق حكومية، وأصبح المعلمون هم السلعة بدليل الإعلانات عن المعلمين وليس البيئة، وأوضح أن المدرسة الخاصة نفسها عبارة عن منزل وحتى طابور الصباح يتم في قارعة الطريق ونحن نعرف المدرسة عبارة عن فصول وميادين وليس مجرد غرف وعريشة من الزنك داعياً إلى ضرورة قيام مؤتمر بولاية النيل الأبيض لمعالجة قضايا التعليم، فيما أكد مدير عام وزارة التربية والتعليم بالولاية طه المدني بأن الولاية صرفت الكثير على التعليم منها إجلاس بقيمة «6» مليارات جنيه مشيرًا إلى توقيع عقد مع جياد بتمويل من بنك الإدخار مقدم منه مليار و«600» مليون وتسلم قبل العام الجديد وقال طه ل (الإنتباهة) إن الولاية اشترت كتاب مدرسي ب «3» مليارات جنيه، وأضاف أن ما يؤكد تعافي التعليم بالولاية هو ارتفاع عدد المدارس بالمرحلة الثانوية إلى «220» مدرسة والأساس إلى «1150» مدرسة، وأوضح المدني أن قياس التعليم بمعدل النتيجة نافياً أن تكون الدولة قد رفعت يدها من التعليم لأن «70%» من الموارد تتجه نحو التعليم والرواتب بالولاية «10» مليارات شهرياً مشيرًا إلى أن التعليم بالولاية بخير بدليل أن الولاية الوحيدة التي بها جامعتان والمدارس الخاصة في زيادة مستمرة لأنها استثمار بشري وهذا يحدث في مناطق الوعي وليس على حساب المدارس الحكومية وذلك نتيجة للهجرات المتكررة للمدن وكلما يحدث تحسين في المستوى المعيشي يتجه المواطن للمدارس الخاصة أن الإنفاق الحكومي على حسب الإمكانات يتصدر هذ الإنفاق الأمن والدفاع والتعليم في المرتبة الثانية.