لم تكن زيارة «البني عامر» للمهندس/ عبد الواحد يوسف إبراهيم وزير الداخلية والتي تمت في مكتبه نهار الأربعاء الموافق لليوم الثالث والعشرين من أبريل الجاري زيارة عادية كتلك التي تقوم بها القبائل أو منظمات المجتمع المدني للسيد الوزير من أجل تهنئته بالمنصب وتقديم الأمنيات له بالتوفيق والسداد، صحيح أن الزيارة لم تخلو من العبارات التي تشير إلى تهنئة الوزير بمنصبه مع الأمنيات الصادقة له بالتوفيق ولكنها أي الزيارة كانت للتدليل على أن مجتمعات الشرق بصفة عامة وقبائل «البني عامر» بصفة خاصة يدركون أهمية الدور الذي ينبغي أن تلعبه الإدارة الأهلية في إطار المجتمع المبادر على الدولة في تأمين مكتسبات الأمة والنهوض بدور فاعل في القضاء على المشكلات التي استفحلت نتيجة لغياب التنسيق بين الأجهزة الرسمية والشعبية وبخاصة في مجتمعات الشرق حيث تتنامى ظاهرة «الإتجار بالبشر» وقد أضحت الآن جريمة دولية تسعى جميع دول العالم في التعاون للقضاء عليها ومكافحتها بكل الوسائل والإمكانات لذلك حملت زيارة وفد قبائل «البني عامر» للمهندس/ عبد الواحد يوسف إبراهيم وزير الداخلية الكثير من الإشارات والرسائل الإيجابية لعل أبرزها ما جاء في كلمة رئيس الوفد السيد/ إبراهيم محمد علي «جيواي» وكيل ناظر البني عامر بولاية الخرطوم والذي قال للسيد/ الوزير إن وفد قبائل «البني عامر» قد جاء مهنئاً لكم المنصب لأنكم استحقيتم ثقة السيد/ رئيس الجمهورية عبر منجزاتكم كمعتمد وكأمين للأمانة السياسية بولاية جنوب دارفور ونعلم أن وجودكم في هذا المنصب هو امتداد لمجاهداتكم الوطنية وليس له صلة بأي موازنات سياسية وقد جئنا لنقول لكم أنتم خير خلف لخير سلف ويقصد بتلك الإشارة المهندس/ إبراهيم محمود حامد الوزير السابق لوزارة الداخلية، وقال وكيل ناظر البني عامر إنهم وفي إطار المهام التي تقوم بها الإدارة الأهلية يفخرون بمنجزاتهم التي أنجزوها سواء أكان ذلك في ردع المعتدين كما حدث في الغزو الذي تعرضت له مدينة أم درمان أو مساهمتهم في تثبيت الأمن بقطاع الولايات الشرقية عبر لواء الناظر «دقلل». ثم تحدث السيّد/ يوسف محمد محمود القيادي بجبهة الشرق عضو سابق بالمجلس الوطني وقال إن أبناء الشرق يعانون من ظاهرة «الإتجار بالبشر» والتي أضحت الآن جريمة دولية وقال إن هذه الجريمة قد أساءت لسمعة مجتمعات الشرق والتي يعرف الجميع أنها بريئة من التكسب في هذه الجريمة التي لا يقبل بها دين أو عرف ونادى في كلمته بضرورة أن تتبنى وزارة الداخلية مشروع لتوعية جميع المواطنين بمخاطر هذه الجريمة لحين صدور قانون لمكافحة الإتجار بالبشر وقال يوسف للسيد الوزير نحن معكم بأموالنا وبرجالنا من أجل ردع المشتغلين بهذه الجريمة حتى تسود الطمأنينة مجتمعات شرقنا الحبيب. ثم تحدث أحمد موسى وهو نجل القيادي الإسلامي الراحل موسى حسن ضرار وقال إن للبني عامر مساهمات كبيرة في العمل المدني والطوعي والإسلامي الدعوي ونتيجة لهذه المساهمات تلقوا إشادة خاصة من الأجهزة الأمنية وها هم الآن يعلنون جاهزيتهم عبر الإدارة الأهلية ليكونوا سنداً لوزارة الداخلية في كل مشروعاتها الرامية لتعزيز وتمتين الجبهة الداخلية وتوفير الأمن والاستقرار وتأمين سلامة العباد والبلاد بما يمكن مجتمعات الشرق من الأخذ بأسباب الحياة بعزة وكرامة. وفي ختام الزيارة تحدّث وزير الداخلية لوفد «البني عامر» معرباً عن تقديره للزيارة ولمجاهداتهم في إطار تمتين الجبهة الداخلية وقال لهم سوف نأخذ بآرائكم ومقترحاتكم للقضاء على «الإتجار بالبشر» لحين إجازة المجلس الوطني لمشروع قانون مكافحة الإتجار بالبشر لحسم هذه الجريمة بعقوبات رادعة لمرتكبيها. وفي نهاية الزيارة قام السيد/ إبراهيم محمد علي «جيواي» وكيل ناظر «البني عامر» رئيس الوفد بتقديم بعض الهدايا التي ترمز لتراث شرق السودان مع مذكرة للسيد الوزير لتكريمه وتكريم بعض قيادات أبناء الشرق بالخرطوم وهو التكريم الذي ينتظر أن يتم في التاسع من شهر مايو القادم إن شاء اللَّه.