نحت الخلافات في حزب الأمة القومي منحى جديداً، وباتت الأوضاع في اتجاهها للانفجار بتوجيه الأمين العام لحزب الأمة القومي د. إبراهيم الأمين اتهامات صريحة للقيادات العليا بحزب الأمة متحاشياً أي اتهام لرئيس الحزب ومبيناً أنه محل تقديره بالهرولة نحو الحوار مع الحزب الحاكم سعياً وراء المصالح، نافياً أي اتجاه له للانشقاق أو لتكوين حزب جديد، وقال: «ولدونا حزب أمة وحنموت فيه»، بينما أعلن صراحةً سعي حزبه لتوحيد صف المعارضة، واتهم جهات بالحزب بتعويق عمل الأمانة العامة والسعي لخرق دستور الحزب بسعيها لإطاحته. وفي ذات الأثناء شن إبراهيم هجوماً عنيفاً على الوطني واتهمه بالجنوح نحو الحوار لكسب الوقت وإطالة أمده، وأكد أن حزبه يسعى لزوال النظام القائم إما عبر الحوار بكامل شروط المعارضة أو باللجوء لخيار الشارع. وفي غضون ذلك أقرَّ بوجود تيارين بالحزب ومدرستين، الأولى تدعي النضال ولا تساوم في قضايا البلاد يمثلها هو على حد قوله، والثانية ترى أن مصلحة الحزب في التحالف مع الحزب الحاكم، وأعلن أنهم يقاومون المدرسة الثانية بشراسة، وقال: «يجب وقف أي مشروع يدعو لانكسار الحزب للمصالح»، وأضاف قائلاً: «مستعدين نموت واقفين على حيلنا»، بينما أكد إبراهيم اكتشافهم لجنة سرية بالحزب للحوار مع الوطني مكونة من «4» أفراد قطعت أشواطاً كبيرة في التقارب مع الوطني، ووصف اللجنة أنها القشة التي قصمت ظهر البعير بالحزب، وأكد أنهم سيقاومون أي تقارب مع الوطني يقود لضياع الحزب، وقال: «بنقيف ليهم في حلقهم». وقال د. إبراهيم في مؤتمر صحفي عقده بفندق القرين هوليداي فيلا بالخرطوم خارج دار الحزب بحضور سياسيين ودبلوماسيين بينهم دبوماسي رفيع بالسفارة المصرية بالخرطوم أمس إنه ليس ضد الحوار، وأعلن أن قناعته أن الحوار مع الوطني لن يعود بنتائج مقبولة للشعب وسيفقد الحزب مكانته، وأشار إلى أن أي حوار تم مع الوطني كانت نتائجه وبالاً على حزبه، ووصف الأوضاع بالبلاد بالسيئة وتسير نحو الهاوية. وفي ذات الاتجاه هاجم الأمين تحالف قوى الإجماع، موضحاً أن هناك أخطاءً به، وشدد على ضرورة مراجعة العمل المعارض، وأشار إلى أن خلافهم مع المعارضة إجرائي، بينما يتفقون في هدف تغيير النظام.