تعددت الأدوار الإنسانية لدولة تركيا تجاه أهل دارفور منذ الأزمة التى ضربت الاقليم فى عام 2003م التى شكلت فيها تركيا حكومةً وشعباً حضوراً دائماً فى مواساة أهل دارفور فى تلك المحنة بتقديم العون لهم فى شتى المجالات رداً للجميل لمواقف دارفور مع تركيا إبان المحنة التى مرت بها فى السابق، ففى جنوب دارفور لا تجد منشأة قائمة حديثاً او خدمة مقدمة للضعفاء والايتام والمساكين الا وكانت وراءها منظمات أو مؤسسات تركية، وقد جسدت المنظمات التركية معاني الانسانية عندما قدمت منظمة التضامن للاغاثة والتنمية السودانية تهانئ فرحة العيد للأيتام بمدينة نيالا متمثلة فى كسوة العيد لعدد «400» يتيم بتمويل المنظمة العالمية للإغاثة وحقوق الانسان التركية «IHH» فى احتفالية مشهودة بقاعة شموس للمؤتمرات بنيالا، تنزلت فيها دموع الكثير من الحاضرين بمن فيهم بعض الإخوة الاتراك لحظة توزيع الهدايا على الأيتام والمسح على رؤوسهم تحقيقاً لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم «أنا وكافل اليتيم كهاتين فى الجنة» واشار الى أصبعيه. وهنا قال مسؤول منظمة التضامن للإغاثة والتنمية بالولاية محمود سليمان إن المنظمة تحت كفالتها الآن عدد «400» يتيم بدعم من المنظمة العالمية التركية يبلغ «540» الف جنيه شهرياً، بجانب الدعومات الاخرى التى تقدمها للفقراء والايتام فى المناسبات المختلفة. واضاف قائلاً إن مثل هذا العدد المكفول يوجد بولايتى شمال وغرب دارفور، وفى اطار خطة هذا العام سيصل العدد الى «3» آلاف يتيم مكفول بالولايات الثلاث، بينما اكتفى مدير المنظمة العالمية للاغاثة وحقوق الانسان التركية بالتحية لاسر الايتام لعدم وجود مترجمه، الأمر الذى حال بينه وبين توصيل رسالته للمواطنين، الا ان الرجل كأنما يقول إن تركيا ستظل موجودة بين اهل دارفور من خلال مواقفها الكبيرة والمعروفة تجاه العالم الاسلامى. وحكومة الولاية من جهتها ظلت تكرر تقديرها للاشقاء الاتراك الذين أصبحت اياديهم ممدودة لمواساة اهل دارفور فى المحنة التى المت بهم من خلال قيام العديد من الصروح الخدمية التى قامت على الارض بدارفور، واشاد مفوض العون الانسانى بالولاية جمال يوسف بدور تركيا تجاه الفقراء والايتام والنازحين ودعم مناطق العودة الطوعية، وقال إن منظمة التضامن للإغاثة والتنمية ولدت قوية لتنفيذ المشروعات التى تدعمها المنظمات التركية، وأصبحت محل تقدير كل الجهات المستهدفة ، ولم تخف على الجميع من اهل دارفور جهود الحكومة التركية تجاه شعب دارفور وفى جنوب دارفور. وبجانب المؤسسات الصحية القائمة يجرى بمدينة نيالا الآن العمل لإنشاء أكبر مستشفى على مستوى ولايات غرب السودان ودول الجوار الافريقى بدعم من الحكومة التركية بلغ «60» مليون دولار، وينتظر أن يفتتحه رئيس الجمهورية المشير عمر البشير ورئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوقان مطلع فبراير القادم في عام 2012م. والي الولاية د. عبد الحميد كاشا أشاد بالدعم السخي من الشعب التركى لاهل دارفور، وقال ان زيارته الاخيرة لتركيا التي جاءت بدعوة من مؤسسة التعاون التركية «تيكا» الممولة للمستشفى التركى الذى تبلغ تكلفته «60» مليون دولار، وجد من خلالها العديد من الدعومات لولايته، من بينها موافقة الهلال الاحمر التركى على دفع «32» الف دولار شهرياً لدعم عملية الصحة بنيالا، بجانب انشاء اكبر مصنع لتبريد اللحوم على مستوى افريقيا بنيالا، علاوة على التزام مؤسسة التنمية بانشاء طريق وكوبرى يربط المستشفى التركي بالمدينة بتكلفة حوالى «15» مليون دولار، والحصول على «10» فرص سنويا للعلاج المجاني بدولة تركيا، مع التزام وزارة الصحة التركية بتدريب اكبر عدد من اطباء وكوادر الولاية بتركيا، كما أن وزير الداخلية التركي تعهد بمد الولاية بعدد من المعينات الخاصة بأجهزة الاتصال لمكافحة الجريمة بالولاية، وانه سيبعث بخبير للوقوف ميدانياً على المسافات والمواقع الجغرافية، وعلى طبيعة ونوعية الاجهزة المطلوبة لمكافحة الجريمة. وقال كاشا إنه قدم الدعوة لرجال المال والاعمال الاتراك لزيارة الولاية والوقوف على مقومات الاستثمار المتاحة بالولاية، لافتاً الى قبولها الدعوة، والدخول فى مجالات الاستثمار بجنوب دارفور. ووصف كاشا عمل الاتراك بالحضور الإنسانى الدائم في شتى المجالات بولايته.