كانت إقالة رئيس أركان الجيش بدولة جنوب السودان الجنرال جيمس هوث ماي، دلالة بان الرئيس سلفاكير ميارديت يحاول جمع قبيلته والاحتماء بها، لمواجهة المعارضة المسلحة، في حين أن قوات المعارض رياك مشار تتكون من قبائل عديدة من ضمنها الدينكا أيضاً ، لكن التعديلات الاخيرة التي أجراها الرئيس سلفاكير، تدلل بأنه سعى لجعل الدينكا أصحاب الكلمة الأخيرة في الصراع ، رغم أن وزير الإعلام بجنوب السودان مايكل ماكوي قال، إن إقالة رئيس الاركان جيمس هوث ماي كانت أمراً عادياً، وتقاعد يحدث في الجيش وأن المسألة ليست مرتبطة بالسياسة ، إلا أن محللاً من دولة جنوب السودان يدعى وارنيال بوك بولونغ، أوضح بان هذه التعديلات تؤكد أن دولة جنوب السودان متجهة لجعل الحكومة والدائرة حول الرئيس سلفاكير، حكراً على قبيلة دينكا بحر الغزال ، ودلل الكاتب في مقال بحسب تصنيفه بأن الرئيس سلفاكير ميارديت ينتمي ل«دينكا بحر الغزال» وكذلك رئيس هيئة الأركان الجديد بول ملونق أوان ل(«دينكا بحر الغزال» هذا بالاضافة الى نواب رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الاربعة هم من «دينكا بحر الغزال» باستثناء ايوم من دينكا أعالي النيل و المتحدث باسم رئيس الجمهورية السفير انتوني ويك انتوني «دينكا بحر الغزال»، و يضيف المحلل الجنوبي بان وزير الخارجية برنابا ماريال بنيامين أيضاً «دينكا بحر الغزال» وكذلك وزير الدفاع كوال ميانق «دينكا بحر الغزال» وزير العدل نسيجوي دنغ «دينكا بحر الغزال»، الذي اصر سلفاكير على تعيينه عقب عزل مشار العام الماضي، رغم رفض البرلمان القومي ، ويضاف الى القائمة أيضاً الوزير أوان رياك، مبعوث رئيس جنوب السودان لأمريكا الخاص وهو أيضاً من «دينكا بحر الغزال» و وزير الداخلية إليو أيانق إليو «دينكا بحر الغزال» بمن فيهم المتحدث باسم حكومة جنوب السودان و وزير الاعلام مايكل ماكوي من «دينكا أعالي النيل» و وزيرة الدولة بالمالية والتجارة والتخطيط الاقتصادي مريم ياك «دينكا بحر الغزال» و وزيرة الدولة بالبترول والتعدين والبيئة اليزابيث جيمس بول «دينكا بحر الغزال»، و وزير الصحة رياك قاي كوك «دينكا أعالي النيل» ، مشار دينق وزير الزراعة والسياحة والثروة الحيوانية «دينكا بحر الغزال» ، وبخلاف الوزراء ذكر الكاتب أيضاً عدداً من رؤساء اللجان بالبرلمان القومي ومفاصل دولة جنوب السودان مرتكزة على«دينكا بحر الغزال ودينكا أعالي النيل» ، مبيناً بأن إقالة هوث، جاءت بطلب من الرئيس اليوغندي يوري موسفيني الذي سعى لوضع خارطة سياسية جديدة في جنوب السودان، تقف وراءها قبيلة الدينكا. محلل جنوبي آخر ذكر بأن خطوة سلفاكير، بعزل جيمس هوث يريد بها تحميله مسؤولية الاحداث التي جرت في جوبا من مذابح ضد قبيلة النوير، بجانب الانتهاكات التي وقعت بدولة جنوب السودان ، ويضيف المحلل بأن قرار إقالة جيمس هوث ليس لأن الجيش فقد العاصمة بانتيو، لأن تلك المسؤولية يتحملها أيضاً معه وزير الدفاع كوال ميانق ، لذا يشير المحلل بأن ميانق من قبيلة الدينكا بحر الغزال بالتالي فإن سلفاكير لا يريد التخلي عنه، وتحميل جيمس هوث مسؤولية الانتهاكات التي وقعت ضد النوير لأنه أصلاً من قبيلة النوير، وهم بالتالي لن يطالبوا بمحاكمته لأنه ابن قبيلتهم ، أما إقالة رئيس الاستخبارات العسكرية اللواء ماك بول وهو من قبيلة الدينكا ،لكن المحلل يقول إن إقالة بول كانت بسبب إفشاله لمحاكمة المتهمين الأربعة بالمحاولة لانقلابية، عندما ذكر في المحكمة بأنه ليست لديهم أية نية للانقلاب، وهذا التصريح جعل سلفاكير وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة، يبدو كأنه خدع قواته والشعب معاً. أما حول تدخل الرئيس اليوغندي يوري موسفيني في شأن جنوب السودان، يأتي بسبب خبرته من قبل في دعم قبيلة التوتسي في رواندا ضد قبيلة الهوتو، الامر الذي اودى بمذابح عرقية لا تزال جروحها في القارة ، بالتالي فان المذابح التي جرت ضد النوير في الجنوب لم تأت من فراغ، لكن لان الاذرع اليوغندية متورطة أصلاً في القضية ، كما أنه لا نستبعد أن موضوع الانقلاب كان كله عبارة عن خدعة بين الرئيسين سلفاكير وموسفيني، للتخلص من النوير ، وربما أن القوات اليوغندية هي من قامت بمذابح النوير في 15 ديسمبر من العام الماضي، وبجانب تورطها في رمي المدنيين النوير بالقنابل العنقودية المحرمة دولياً. هذا بخلاف وجود أصابع لها في المذبحة الأخيرة التي وقعت في معسكر الأممالمتحدة في مدينة «بور» مع العلم أن الجيش اليوغندي هو من يتولى زمام الحكم في مدينة «بور».