الأنباء التي تناقلتها أمس الجمعة بعض الوكالات بشأن لاجئين سودانيين فى مخيم السلوم الحدودى بين مصر وليبيا ودخول مجموعة منهم فى إضراب عن الطعام بسبب فقدان الامن وخوفًا على حياتهم يتطلب من الحكومة التعامل بجدية مع تلك المعلومات التى تناقلتها الوكالات خاصة وان خطرًا يخيم على أوضاعهم من جهة مصر وليبيا، فبشان الأولى تقول المعلومات التى ينبغى للخارجية فى الخرطوم الاستيثاق منها بواسطة سفارتنا بالقاهرة والداخلية بواسطة النقاط الحدودية ان عمليات قتل تعرض لها بعض اللاجئين ومنهم سودانيون بجانب انتزاع اعضاء منهم بواسطة عصابات متخصصة تعمل فى تجارة الاعضاء البشرية بينما اكتوى أولئك السودانيون بنيران الثورة الليبية عقب اتهام بعض السودانيين بمعاونة النظام الليبي البائد، وكما قال مدير جهاز الامن الاسبق العميد عبد الرحمن فرح ل«الإنتباهة» فى وقت سابق عقب سقوط القذافي: «إن شرور القذافي ستلاحقنا» ويبدو أن حدس فرح قد صدق، فما معسكر السلوم الا نتاج لتدهور الاوضاع فى ليبيا إذ يضم المخيم نحو «1700» لاجئ فروا من داخل ليبيا عقب اندلاع الثورة الليبية في فبراير الماضي. وبحسب وكالات فإن اللاجئين بالمعسكر يعانون أوضاعًا مأساوية جراء إهمالهم بواسطة المفوضية السامية لشؤون اللاجئين فى ظل انعدام الامن وتعرض المخيم لاطلاق نار عشوائي بجانب انتشار حالات مرضية بسبب سوء التغذية وانعدام الإشراف الطبي. إن الحكومة مطالبة بابتعاث وفد على وجه السرعة لزيارة المعسكر وكسبًا للزمن ليته يتكون من سفارتي السودان بالقاهرة وطرابلس وفحص هويات السودانيين بالمعسكر وحصرهم خاصة وأن المعسكر يضم جنسيات أخرى بعضها من غرب إفريقيا .. فالأنباء التى وردت من المعسكر تؤكد أن الاوضاع لا تمت للإنسانية بصلة ولها ظلال أخرى تتعلق باعتداءات وحشية وقتل وسرقة أعضاء وهذا من شأنه أن يغرى جهات مثل إسرائيل بالتدخل واحتواء اللاجئين ومن ثم استقطابهم وتجنيدهم للعمل ضد الحكومة. وحتى إذا تجاوزنا ذلك الامر فمن واقع المسؤولية الاخلاقية ومعادلة حاكم ورعية فالحكومة مطالبة بالوقوف ميدانيًا على أحوال أولئك اللاجئين والتعرف عليهم وسبق للحكومة أن قامت بواجبها على أكمل وجه إبان اندلاع الثورة الليبية عندما قامت بترحيل كل من رغب فى العودة من السودانيين المقيمين بالجماهيرية، وعليها الآن أن تكمل دورها بتفقد معسكر السلوم ووضع حد للجرائم التى تمارس على السودانيين المقيمين به.. على كلٍّ نفترض أن بالمعسكر سودانيًا واحدًا فقط وبالتالي هذا لا يمنع الحكومة أن تقوم بواجبها، كما أن هذه سانحة طيبة لمكتب المؤتمر الوطني بالقاهرة «المجمد» الذي يديره وليد سيد كي يتفقد المعسكر حتى يجمل صورة حزبه في مصر سيما وانه لا يزال يذكر شباب الثورة هناك بنظام مبارك من خلال علاقته ببعض رموزه مثل أمين عام العضوية ماجد الشربيني حبيس سجن طرة.