غيّب الموت يوم الأحد الماضي بالرياض بالمملكة العربية السعودية أحد أفذاذ كرة القدم السودانية خلال حقبة الستينيات إذ حمل الناعي خبر وفاة الكابتن عبد الماجد عثمان عمر أحمد الخليفة الشهير بماجد أبو جنزير بعد رحلة مع المرض وقد ووري الثرى بالرياض محل اقامته خلال تلك السنوات الطويلة . * ماجد ما بين المريخ والهلال ماجد عثمان ابن الرباطاب كان كثير التجوال بين مدن السودان مع والده الذي كان يعمل في السكة حديد كسلا وبورتسودان واخيراً عطبرة والتي لعب فيها لنادي النيل العريق ، ومعه بدأ يلمع نجمه كمهاجم هداف خطير حتى لقب « بابوجنزير» وهو اسم لشخص كان يقتل ضحاياه بعطبرة بواسطة جنزير دون ان يترك اي اثر وخلق حالة من الرعب في المدينة ولما كان ماجد قد خلق حالة من الرعب لدفاعات الفرق اطلق عليه لقب ابو جنزير .. انتقلت سمعته للعاصمة وسعى بعض مشجعي الهلال لتسجيله في كشوفات الهلال وبالفعل وصل الخرطوم وتمرن مع الهلال ولم يقنع أحداً وعاد لعطبرة ثم كان الدور على المريخ عندما طلب منه العودة للعاصمة وتم الحاقه بوظيفة بواسطة نائب رئيس نادي المريخ حينها السيد يوسف علي جمعة وكذلك السيد مهدي الفكي والذي حكى لنا تلك التفاصيل وفي نهاية عام 1961 م وقع ماجد في كشوفات المريخ كأي لاعب لم يلفت اليه الانتباه . وقالت جريدة الصحافة الصادرة في يوم 20 ديسمبر 1961م ما يلي : « ماجد لاعب النيل عطبرة سيتم تحويل اوراقه خلال اليومين القادمين للمريخ وانتقل ماجد للعاصمة ليعمل باحد بنوكها ، هذا وكانت هناك محاولات قد جرت بين الهلال والمريخ لجذبه للعاصمة حتى اقنعه المريخ » * البداية ما بين الفشل والنجاح نعم وقع ماجد للمريخ ولكن بدايته لم تكن جيدة ولم يتأقلم بسرعة وفي إحدى المباريات وبينما سكرتير المريخ حسن ابوالعائلة في مقصورة استاد الخرطوم لم يعجبه اداء ماجد فتحرك ليقنع المدرب اسماعيل برجل بتغييره ولكن قبل ان يصل للمدرب احرز ماجد هدفاً فعاد ادراجه للمقصورة وقبل ان يجلس احرز الهدف الثاني ومنها كانت انطلاقة ماجد مع احراز الاهداف القوية .. * ماجد ومتوالية المريخ على الهلال ثمان مرات من حسن حظ كابتن ماجد انه وجد في خط وسط المريخ نجماً بارعاً في تهيئة الكرات للمهاجمين ليحرزوا منها الاهداف وكان ذلك هو اللاعب ابراهيم محمد علي الشهير « بابراهومة » وكان سبباً مباشراً في احراز ماجد للكثير من الاهداف .. نعم حقق المريخ الفوز على الهلال ثمانٍ مرات على التوالي ولم يحدث ذلك في تاريخ الفريقين الا في الخمسينيات عندما حقق ايضاً المريخ الفوز على الهلال ثمان مرات على التوالي وكان بطلها اللاعب طلب مدني . اما متوالية الستينيات فكانت كما يلي : المباراة الأولى في كأس السودان وانتهت لصالح المريخ بهدف احرزه ابراهيم جلك . المباراة الثانية فكانت بمناسبة افتتاح اضاءة استاد الخرطوم وانتهت لصالح المريخ 3/1 أحرز ماجد هدفين وهدف لبرعي . المباراة الثالثة وكانت بمناسبة افتتاح استاد الموردة وانتهت لصالح المريخ بهدف احرزه خوجلي مصطفى . المباراة الرابعة على كأس دوق هرر وانتهت لصالح المريخ 2/صفر احرزهما ماجد . المباراة الخامسة في الدوري المحلي وانتهت لصالح المريخ بهدف احرزه ماجد . المباراة السادسة على كأس الدوري وانتهت لصالح المريخ 1/2 احرزهما ماجد وبرعي . المباراة السابعة على كأس البلدية وانتهت لصالح المريخ 3/صفر احرز ماجد هدفين وهدف لعبد الرحمن زيدان . المباراة الثامنة على كأس رمضان وانتهت لصالح المريخ 2/صفر احرزهما ماجد . وبذلك يكون قد احرز عشرة اهداف في شباك الهلال ولم يكمل عامه الاول مع المريخ .. * 14هدفاً في شباك الهلال بعدما اكمل ماجد الاهداف العشرة في شباك الهلال حدثت بعض المشاكل في نادي المريخ وتوقف ماجد قليلاً قبل ان يعود في مايو 1965م ويشارك ضد الهلال ويحرز ثلاثة اهداف بمفرده وكانت المباراة قد انتهت لصالح المريخ 2/3 وفاز بكأس الاتحاد . وعاد في شهر اكتوبر ولعب ضد الهلال على كأس اكتوبر وفاز به المريخ بعد الفوز على الهلال بهدف ماجد لتصل جملة اهدافه في شباك الهلال الى 14هدفاً .. * أشعار وأهازيج تتغنى باسم ماجد تبارى الشعراء والمطربون في التغني باسم النجم البارز ماجد فكتب السر قدور « المريخابي العجوز » بمناسبة افتتاح استاد الخرطوم قصيدة طويلة منها : « برهوم فات جدع الباصات بين النجمات .. وعبد الماجد بي قوتو شات والكورة ترقص في الشبكات .. يا حسرة عليك يا ابو الاسبات راقد محتار حاضن ضلو .. وبشوف في ناس برسلو شوتات قاصدة اللمبات وبرضو يجلو .. وكتب الدكتور شرف الدين الطيب حكيمباشي مستشفى سنار المدينة ما يلي : « جئتم لنا متفائلين وقد حلمتم بالظفر فأصر ماجد ان يسجل الهدفين في لمح البصر فتهدم الحلم اللذيذ وقد تمخض عن صفر » وقال السر قدور : كم وكم سألوا الدوري مين بطلو الهلال مات ماجد الكتلو الى قوله : برعي بالحافية ،ماجد بالعافية ضمنو الدوري والكوارتي ما نفع شكلو سبت بيخشاهو شوف ماجد الجاهو ، لو تشوف رحمي جاري بي وراهو بس تقول نشلو .. وقال محمد جيب الله كدكي : ماجد انتفض قاد الهجوم بي همة برهن للجميع بي فنو وصل القمة لاعب مافي شك بالطيبة روحو ملمة كم دردق سبت بي كورة منو مسمة . * ماجد زحف جلجل حديدو طرح الدفاع سافلو وصعيدو فرتق قديمو على جديدو هلك النفوس والناس تريدو جندل سبت وملخلو ايدو * ماجد مع منتخب السودان شارك ماجد مع الفريق الاهلي السوداني لأول مرة عام 1963م في تصفيات البطولة الافريقية الرابعة بغانا ولعب مباراة السودان وكينيا بنيروبي والتي انتهت بفوز السودان بهدف احرزه وزة وجاءت مباراة الخرطوم وفاز السودان 5/صفر احرزهم عمر التوم وماجد ثلاثة اهداف . وبعدها شارك في دورة كأس الصداقة الثاني بالخرطوم والتي شاركت فيها اثيوبيا وتنزانيا بجانب السودان واحرز ماجد ثلاثة اهداف وفاز بكاس هداف البطولة . اما آخر مشاركة له فكانت في تصفيات امم افريقيا السادسة 1968م باديس ابابا ولعب في التصفيات وقاد السودان للفوز على الكنغو بهدف احرزه وكان ذلك آخر هدف له وآخر مشاركة مع الفريق الاهلي السوداني وبعدها اي في نفس ذلك العام حدثت الازمة الادارية الكبرى في نادي المريخ عام 1968م وطالت العقوبات ماجد مع لاعبين آخرين ولذلك اصبحت مشاركاته متقطعة مع ناديه وابتعد عن المنتخب حتى ترجل وكان قادراً على العطاء واخلى المريخ خانته رسمياً في مطلع عام 1971م . ألا رحم الله الكابتن ماجد وأسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقاً ...