برغم مشغولياته وازدحام جدول أعماله، اقتطع سفير السودان بكوريا الجنوبية الأستاذ تاج الدين الهادي الطاهر جزءاً من وقته لحوار قصير وخاطف مع «الإنتباهة» إبان زيارتنا لسيول ضمن وفد الشباب السوداني.. فإلى إفاداته: حاوره في سيول: كمال عوض: اولاً نتعرف على بداية العلاقات الدبلوماسية بين السودان وكوريا؟ في أبريل من عام 1977م وقعت اتفاقية لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين جمهورية السودان وجمهورية كوريا، وقام الكوريون بموجب هذه الاتفاقية بافتتاح قنصلية عامة في السودان بينما انتظرنا نحن حتى عام 1990م لتفعيل وتنفيذ هذه الاتفاقية عبر وجود سفارة مقيمة في سيول تم افتتاحها في عام 1990م. وبين هذه التواريخ استمرت العلاقة على المستوى الصناعي وعلى المسرح الدولي وعبر العديد من الوفود في حالة اطراد واستمرار. واشهر زيارة من الجانب الكوري كانت لوزير الخارجية آنذاك بان كي مون «الأمين العام الحالي للأمم المتحدة»، وكانت زيارة مهمة جداً، حيث ساهم السودان بعدها بصورة كبيرة في دعم ترشيح كي مون أميناً عاماً للأمم المتحدة، وقدمت له الدعوة لحضور القمة العربية الإفريقية التي أقيمت في الخرطوم تمهيداً لدعمه وترشيحه. ثم جاءت زيارة وزير الدولة بالخارجية الكورية في عام 2011م، ثم زيارة مدير عام إدارة إفريقيا والشرق الأوسط في الخارجية الكورية، ثم رئيس شركة دايو على المستوى الاقتصادي. ومن جانبنا كانت الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس الأسبق جعفر نميري في عام 1983م، ثم الزيارة الأشهر للرئيس عمر البشير في مايو من عام 2008م. وهنالك العديد من الزيارات المتبادلة على مستوى الوزراء والمسؤولين ورجال الأعمال، وأشهرها زيارة وزير المالية السابق علي محمود في عام 2012م، ووالي الخرطوم ود. عيسى بشري وزير العلوم والتقانة السابق. إضاءات حول سفارة السودان في سيول؟ في الوقت الحالي لدينا سفير ونائب سفير ومستشاران وملحق إداري وملحق مالي ومندوب لشركة جياد، بالإضافة إلى «8» أشخاص عمالة محلية «سكرتيرات، وسائقون وعمال».. ويشرف السفير على عمل السفارة ككل، ولكن هناك تقسيمات داخلية يفوض فيها السفير صلاحياته، ويوزع المهام داخلياً في شكل إدارات، ونحن نسميها ملفات كالملف السياسي، والثقافي والملف الإعلامي والاقتصادي. ما هي طبيعة عمل السفارة السودانية بمختلف الإدارات في كوريا؟ كما هو معلوم أن وزارة الخارجية تعنى بتنفيذ السياسة الخارجية للسودان وهي بالطبع تمر عبر سفاراتها وبعثاتها في الخارج. فنحن بوصفنا جهة معنية بتنفيذ هذه السياسة في إطار علاقتنا الثنائية مع كوريا والتنسيق معها على مستوى المسرح الدولي، نشرف على العمل السياسي معها في مختلف مستوياته، ونعمل على تطوير العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات. كيف نستفيد اقتصادياً من هذه الدولة التي حققت قفزات هائلة في هذا المجال؟ نحن نعمل بشدة على تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين عبر تبادل الوفود الاقتصادية والتجارية، وكما تعلمون فإن السودان يستورد حالياً العديد من المنتجات الكورية كالسيارات والأدوات الكهربائية، وبالمقابل يستورد الكوريون من السودان الصمغ العربي والسمسم، وكانوا إلى وقت قريب يستوردون البترول من السودان. حدثنا عن الجالية السودانية في كوريا، ودوركم في تسهيل تعاملاتهم مع عملائهم من الكوريين؟ نوعية وتفرد هذه الجالية يأتي من كونها جالية مؤهلة أكاديمياً، فمنهم من يحمل درجة الماجستير ومنهم من يحمل درجة الدكتوراة، ومعظمهم يعملون موظفين في قطاعات عامة وسفارات عربية، إضافة إلى رجال الأعمال والتجار الذين تنساب أعمالهم بين السودان وكوريا.. وللسفارة دور أساس في دعم وجودهم ومساعدتهم، وأذكر أنه عندما صدر قرار وقف استيراد السيارات المستعملة في عام 2010م، كان لهذه الجالية العديد من المصالح التجارية في ذلك الوقت، وكانت تحتاج إلى تدخل السفارة السودانية، وأجرينا اتصالاتنا اللازمة مع المسؤولين وحتى على مستوى رئاسة الجمهورية في السودان، الأمر الذي مكن هذه المصالح التجارية لإخواننا في الجالية أن تصل إلى بر الأمان بناءً على اتصالات السفارة واجتهاداتها، وحلت المشكلة في ذلك الوقت. أما الجالية السودانية في كوريا فلم يزد عددها في أفضل الأحوال عن مئة شخص، والآن يتراوح عددهم بين «50 60» شخصاً، ولا توجد من الأسر المقيمة إلا بين «10 20» أسرة، والعديد من الأسر تأتي في العطلات. وهذه الجالية ذات سمعة طيبة واجتماعية جداً، وتمارس أنشطتها الرياضية والثقافية والاجتماعية بشكل جماعي. وسفير السودان هو الرئيس الفخري للجالية، وأنشط معهم في كل مناشطهم، وأشير إلى أن هذه الجالية لديها فريق كرة طائرة يمارس نشاطه أسبوعياً. سعادة السفير.. نشكرك على حسن الاستضافة ونعتذر مجدداً عن تأخير جدول أعمالك؟ أشكر صحيفة «الإنتباهة» صحيفة السودان الأولى، وأتمنى أن يسع المجال في وقت لاحق لحوار أكبر وأشمل .. شكراً لكم.