لماذا على ان اقول له شكراً على ما فعله؟ او ان اثنى او اقدر ما يفعله من جهد انه واجب عليه !!! يا قارورة افهمى وتعلمى انتى تنتقصى من حقه انك تسلبيه تقديره لذاته واعتزازه بها، هو يرى انه يبذل جهداً اذا لم يقدر فسيكون السبب واحد من اثنين : اما ان جهده غير كافٍ ولا يلاحظ، وبالتالى هو شخص غير كفء وغير منجز وهو ما يفسره الرجال على انه عدم تقدير وعدم احترام لجهوده ، واما انه لا يعجبك ولا يرضيك وبالتالى لم تعيريه ادنى اهتمام ولم تلاحظيه وهنا يفسره بأنه نوع من الاهمال. التقدير والشكر والاعتراف بجميل الآخر فن لا نجيده لكنه ليس معدوماً، فإننا نمارسه ولكن بشكل بعيد عن بيوتنا وعلاقاتنا الزوجية، ميل الزوجة للشكر والتقدير مرتبط بأنفعالاتها ورضائها ولانها كائن انفعالى بطبعه فهى لا تدرى انها يمكنها ان تطور هذه الطبيعة وتنميها لتستفيد منها، ولا تدرى ان زوجها وقوده المدح والشكر «الحقيقة ليس زوجها فقط بل كل الناس تعشق المدح والثناء» لأنه يشجعه ويحفزه ويزيد من ثقته بنفسه ويشعره بالمحبة والمودة والقبول والرضاء والاعجاب، وان ما يفعله منظور ومقيم، فيزيد فى عطائه، يا قارورة عندما يقول لك انك جافة وقاسية يعنى انه يقدم الكثير لينال رضاءك واعجابك، وانتى لا تشكرى ولا تمدحى، ولهذا نفسر ترديد الزوج دائما «قدر ما اعمل ليها ما بتقدر ولا عاجباش، صحيح ان ما يفعله واجب عليه انما يريد تشجيعك ومشاركتك له فرحة انجازه وان تشبعى فيه احساسه بالقدرة والكفاءة، ان الله غنى عن الناس ورغم ذلك يحب الشاكرين، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله، وزوجك احق الناس بحسن صحابتك فكوني قارورة كما وصفك النبي صلى الله عليه وسلم. لماذا اسأله او اطلب منه شيئاً المفروض ان يفهم ما اريد؟ يا قارورة هو ليس كاهناً ولا عرافاً حتى يعلم خبايا الانفس، هو مخلوق يختلف عنك تركيباً وتشريحاً وتفكيراً وانفعالاً واسلوباً، عندما تحبي انت فإنك تهتمين وترعين وتبادرين للمساعده،اما اذا احبك هو فلا تتوقعي منه ان يفعل ما تفعلين هو يعبر بالانجاز والسعي ويحقق لك ما تريدين هكذا يعبر، وهكذا تنشأ وتتماسك العلاقة الزوجية فهو يعلم ان من يريد شيئاً يسعى له ويطلبه كما يفعل هو، عندما تصمتين ظناً منك او توقعاً منك انه يفهم من نفسه سيطول انتظارك، انت لم تطلبي اذا لا تحتاجي وانت تتوقعي ان يفهم من نفسه وتعتبرين ذلك نوع من التجاهل والاهمال بل وتتفاجئين بأنه تبدو عليه علامات الدهشة!! تدرين لماذا لا تطلبي بوضوح لأنك خائفة من رفض طلبك ما يعني رفضك انت، انت خائفة من ان يستخف بك او يتجاهلك ما يعني عدم اهتمامه بك، اذن هو يفهم لكنك تخافين الاهمال وعدم الاهتمام وحتى تحفظي ماء وجهك تفضلين ان تتحايلي على ان تكوني واضحة وترددي «مفروض ان يفهم اذا كان يحبني» وهكذا تتحول القضية من مشكلة خوف عندك الى هجوم ضمني عليه وتضطرينه للدفاع عن نفسه وهو حقيقة لا يعرف ماذا تريدين؟ كوني شجاعة وواثقة ولا تخلقي المشكلات وانت لا تدرين.