أم سلمة العشا: ربما المكالمة الهاتفية التي أجراها مسؤول بارز بالحزب الحاكم، مع رئيس حزب الأمة الإصلاح والتجديد مبارك الفاضل، والتي استغرقت قرابة الساعة ونصف الساعة في أديس أبابا - بحسب مصدر تحدث ل«الإنتباهة»-، هي بمثابة عربون ضمان لعودته لحضن الوطن. بعد أن مكث مدة طويلة بعيداً عن الوطن، قوبلت عودة الرجل بالتهليل والتكبير من جميع الحاضرين، أطلق عندها بسمات وضحكات لم تفارقه، وكان يجوب المكان ليصافح كل الموجودين فرداً فرداً. كان في استقباله رئيس حركة الإصلاح الآن د.غازي صلاح الدين العتباني، ورموز من قيادات حزب الأمة القومي، على رأسهم القيادي عبد الرسول النور وآخرون، فسَّر البعض عودة الرجل إلى البلاد في ظل هذه الظروف، لمنافسة الصادق المهدي على زعامة الحزب، خاصة وأن الحزب أصابته حمى الانشقاقات الأخيرة، والإطاحة بالأمين العام إبراهيم الأمين، فيما يرى آخرون أنه عاد نتيجة للدعوة العامة التي أطلقها رئيس الجمهورية بشأن الحوار، وهذا ما أكده بأنه سيعمل من أجل إيجاد مخرج للأزمة الطاحنة التي تواجه البلاد. مبارك الفاضل من خلال البسمات والضحكات التي ظل يطلقها الرجل، وتجاذبه لأطراف الحديث عن قرب مع رئيس حركة الإصلاح الآن د. غازي صلاح الدين، بدا أن الرجل نيته نحو الحوار الشامل لإنقاذ البلاد مما تعانيه، حيث قال مبارك إن عودته ستسهم في الحركة السياسية ودفع الأمور في اتجاه إيجابي ووقف الحرب، بجانب الانتقال إلى مربع جديد ،يرسي فيه دعائم الديمقراطية، في الأثناء اعتبر مبارك، فصل قيادات مؤثرة داخل حزب الأمة جزءاً من الأزمة، التي يعيشها الحزب حالياً، واصفاً إياها بأنها تمثل عمق الأزمة. وكشف مبارك عقب عودته من المطار أمس، عن لقاءات سيجريها مع عدد من الجهات للم الشمل ومجابهة التحديات التي تواجه الوطن، مبيناً أن أولويته في هذه المرحلة تناول القضايا الرئيسة التي تواجه الوطن وحزب الأمة القومي، وأكد مبارك أن القوى السياسية موقفها واحد من الحوار، مشيراً إلى أن الخلاف حول الآليات والإجراءات المطلوبة لتهيئة المناخ. ودعا الحكومة إلى وقف الحرب، باعتبارها المرحلة الأولى للحوار، وتعهّد ببذل قصارى جهده لحل كافة الانقسامات التي شهدها حزب الأمة في الفترة الماضية، وكشف عن توقف أعماله التجارية في دولة الجنوب بسبب الحروب، آملاً أن يتوصل الجنوب إلى سلام. واعتبر مبارك أن عودته وضع طبيعي، مبيناً أن الظروف التي تمر بها البلاد أملت أن تكون الآن، وتعهّد بالمساهمة مع الزملاء لإيجاد مخرج للأزمة الراهنة. وأكد أن ياسر عرمان بقطاع الشمال، طرح ضمانات للآلية الأفريقية والاتحاد الأفريقي بغية الالتقاء مع كافة القوى السياسية للتوصل للوسائل السلمية بشأن الأزمة. غازي صلاح الدين شكل الرجل بزيه الأبيض الأنيق حضوراً لافتاً، حيث جلس بجانب مبارك وتبادلا الابتسامات العريضة، ما أوحى للجميع بأن الرجل يتفق معه على خط الحوار الذي انتهجه الجميع من أجل الوطن، حيث قال في حديث مقتضب، إن عودة مبارك الفاضل ننتظر أن تدفع في اتجاه الحوار الداخلي، وهي تصب في زيادة أطراف التشاور خاصة وأن البلاد تمر بالأزمات. عبد الرسول النور من الوجوه التي حضرت للقاء مبارك الفاضل، القيادي عبد الرسول النور الذي رحب بالعودة، معتبراً أنها إضافة حقيقية للمساعي التي تدفع في اتجاه حل المشاكل في حزب الأمة، الذي شهد انقساماً بسبب الأحداث الأخيرة. بجانب أن عودته تعد إضافة حقيقية لأجواء الحوار، الذي يدار من أجل الوصول إلى وحدة الصف الداخلي وإيقاف الحرب والمشاركة في حل المشكلات. وبالرغم من الحماس الذي تحدث به مبارك الفاضل، عن إسهامه في حل المشكلات داخل حزب الأمة، بسبب الصراعات التي أطاحت بالأمين العام، إلا أن الرجل في وقت سابق، أعلن الإمام الصادق المهدي فصله من الحزب. والسؤال الذي يطرح نفسه هل سيعمل مبارك الفاضل من أجل لم الشمل داخل الحزب؟ ويواجه التحديات التي ستعترض طريقه من قبل رئاسة الحزب؟أم سيواصل في تأسيس حزبه المنشق عن الحزب العريق؟.