عودة (البلدوزر) إلى المشهد السياسي تقرير: محمد البشاري قبيل مغيب شمس يوم أمس كانت الطائرة التي تقل بداخلها أحد أبرز قيادات حزب الأمة مبارك الفاضل تحط رحالها بمطار الخرطوم إيذانًا بعودة رجل معارض من الوزن الثقيل للبلاد، غير أن الكل بمنزله في انتظار حضور الرجل بعد غيبة طويلة وإن كانت الهمسات من المقربين له داخل منزله تشير إلى أن الرجل وصل لأرض مطار الخرطوم، في ظل تلك الهمسات انطلقت فجأة زغاريد النساء داخل منزل القيادي بحزب الأمة مبارك الفاضل وبدون سابق إنذار لحظة دخول الرجل لعتبة باب منزله بمنطقة العمارات بالخرطوم والذي غاب عنه الرجل نحو عامين قضاها خارج البلاد، العشرات من أنصار مبارك الفاضل أو كما يسمى (بالبلدوزر) كانوا في انتظار مقدمه بمنزله بعد سنوات من الغياب. فرح وبكاء المشهد داخل منزل مبارك الفاضل اختلط فيه الأمر بين الفرح والبكاء حينما دخل الرجل لداخل منزله وانخرط في مصافحة الكل رجالاً ونساءً شيباً وشباباً بابتسامة وفرح لم تفارق شفتي البلدوزر، النساء تساقطت دموع الفرح منهن لحظة مصافحة الفاضل لهن، مبارك سريعاً دخل إلى صالة داخل منزله كان في انتظاره بداخلها زعيم حركة الإصلاح الآن د. غازي صلاح الدين العتباني الذي صافح الرجل وجلسا بجوار بعضهما وانخرطا فى حديث هامس ومقتضب قبل أن تمتلئ تلك الصالة بالزائرين والمرحبين بمقدم (البلدوزر) خاصة كوادر حزب الأمة القومي وإن كان من أبرز الحاضرين من الحزب القيادي عبدالرسول النور. وسائل الإعلام ظلت تلاحق الفاضل بعدسات التصوير قبل أن يخضع الرجل لرغبات الإعلاميين بالإدلاء بأحاديث عن عودته ابتدرها بقوله إنه يتمني أن تسهم عودته للبلاد في دفع عملية السلام بالبلاد ودفع عملية التحول الديمقراطي ورأب الصدع داخل حزب الأمة القومي وجمع الشمل فيه. ومضى ليقول إن البلاد تمر بظروف دقيقة وأن هنالك أملاً في أن يتجاوز الناس هذه الظروف إلى رحاب السلام وإلى تحول ديمقراطي حقيقي فى البلاد وحقن الدماء، واتجه ليؤكد أن حزب الأمة أيضاً يمر بظروف دقيقة ويأمل في أن يتجاوز هذه الظروف. أولويات المرحلة وحدد الرجل قضاياه وأولوياته خلال هذه المرحلة بقوله نتمنى أن يساهم وجودنا مع زملائنا في الحركة السياسية في دفع الأمور في اتجاه إيجابي أهمها وقف الحرب وحقن الدماء ومن ثم الانتقال إلى مربع جديد يستطيعوا من خلاله إرساء دعائم نظام ديمقراطي مستقل بالبلاد بجانب أنه سيسعى من خلال لقائه بإخوانه في حزب الأمة أن تثمر في تلافي ما حدث ومحاولة جمع الشمل وتوحيد الحزب لكي يواجه التحديات التي يواجهها الوطن، ورد الفاضل بشأن إي محاولات سيقوم بها لإقناع القوى السياسية الرافضة للحوار بالالتحاق به بالقول إن موقفهم من الحوار واحد وهو أن هنالك اتفاقاً على مبدأ الحوار لكن هنالك خلافاً حول الأليات والإجراءات المطلوبة لتهيئة المناخ لكنه عاد وأكد بأن وقف الحرب يعد أهم من تلك الإجراءات، وتابع "إذا لم يكن هنالك وقف للحرب لن تكون هناك أي حلول، وأنا أولوياتي مختلفة عن كثير من الإخوة وبعتقد إنو المدخل للحل يبدأ بوقف الحرب ومن ثم الاتفاق على الآليات والإجراءات التى تهيئ المناخ للحوار"، وشدد الرجل على أنه بالصورة الموجودة الآن تعتبر المسائل مقلوبة، وأَضاف "إذا ما وقفنا الحرب وحقنا الدماء واغثنا الناس ما بيكون في مجال لانو الناس يجلسوا وآخرين بموتوا عشان يتفقوا على ماذا". خلافات وانقسامات واتجه الفاضل للإقرار بوجود خلافات ومشكلات وانقسامات وتيارات داخل حزب الأمة وأنه سيبذل قصارى جهده لجمع شمل الحزب وتوحيده حتى يستطيعوا القيام بأعبائهم ومسؤولياتهم، ونفى البلدوزر بصورة قاطعة أن تكون عودته للبلاد قد تمت بدعوة من النائب الأول لرئيس الجمهورية، وقال لم أحضر بدعوة من أحد وأنا على استعداد أن أقابل أي شخصية أو أي جهة سياسية لديها دور لنبحث قضايا الوطن، مؤكدًا أن الوضع الطبيعي هو عودته لكنه شدد على أن الظروف أملت عليه أن تتم العودة في الوقت الراهن حتى يساهم مع الآخرين في إيجاد مخارج للبلاد وحزبه وجمع الشمل الوطني والحزبي، وأبدى الرجل آمله في أن يلتقي بزعيم حزب الأمة القومي الصادق المهدي في إطار جمع شمل الحزب، واعتبر البلدوزر مسألة فصله من حزب الأمة بأنها جزء من الأزمة الموجودة داخل الحزب، وزاد "لما ناس يفصلوا بعضهم البعض، قيادات مؤسسة وعندها دور وتصدر مثل هذه التصرفات، دا بيدل على عمق الأزمة الموجودة في الحزب"، ومضى للتأكيد بأنهم يريدون تجاوز تلك الأزمة بجمع الشمل وحل الإشكاليات حتى يتوحد الحزب مرة أخرى وأن لا يكون الخلاف في الرأي هو أساس للإقصاء والإقصاء المضاد، وأشار الفاضل إلى أن الحوار والحل السلمي أمر متفق عليه لكن كيف يبدأ الحوار وكيف ينتهي، هذه القضايا محل نقاش الآن، ونحى الرجل منحى آخر بشأن طلب القيادي بالحركة الشعبية قطاع الشمال ياسر عرمان زيارة الخرطوم حينما قال بأنه حسب علمه أن وفد قطاع الشمال طرح فكرة حضورهم للخرطوم في وفد تحت ضمانة الآلية الإفريقية والأمم المتحدة للإلتقاء بكافة القوى السياسية للتشاور حول أنجع الوسائل للتقدم نحو حلول سلمية، وكشف الفاضل عن لقاء جمعه برئيس وفد الحكومة للتفاوض بروفيسور/ إبراهيم غندور بأديس أبابا وتناولا فيه أطراف الحديث حول القضايا المطروحة.