الطبيب يجلس على كرسيه بعيادته ... ينده : اللي بعدو . تدخل الأم وهي تحمل طفلها وتجلس على الكرسي , ثم تبدأ في الثرثرة : ولدي يا دكتر ... ولدي عند إسهال ... ولدي عندو حمّى شديدة .. ولدي عندو .. الطبيب مقاطعاً : كدي أصبري .. وأحكي لي الحاصل واحدة واحدة ... أولاً : ولدك دا عمرو كم سنة ؟ الوالدة : ستّة سنوات . الدكتور : ومالو حجمو صغير زكِدا ؟ طيب .. مولود سنة كم ؟ الأم : مولود سنة 2006م . الدكتور : إنتي متأكدة من الكلام دا ؟ الأم : أيوه !. الدكتور يقوم ببعض التضريبات ... دي سنة 2014م , وهو مولود سنة 2006م, يعني عمرو 8 سنوات الدكتور : مولود سنة 2006م ؟ يعني عمرو 8 سنة . يلتفت الى الأم قائلاً : إنتي بتقصدي عمرو 8 سنة , مُش كدا ؟ الأم : لا , 6 سنة بس الدكتور : أيوااا فهمت , دا بعد خصم الضريبة , مش كدا ؟ أها , الولد دا طعّمتيهو ؟ الأم : لا يا دكتور . الدكتور : وليه ما طعّمتيهو ؟ الأم : كدي انّلقى طريقة نطعّم الشاي لي أبوهو أول . أنا الكبيرة دي ما إطّعمت , خليهو الولد . الدكتور : ظاهر عليك . الأم : ظاهر علي كيفن يعني .. شايف علي شنو ؟ صحّتي زي البُمب والحمد لله . الدكتور : لا , ظاهر عليك من مساختك دي . الأم : والله يا دكتور نحنا كان دايرين نطعّم كباية شاي ساكت بنشيل هم , سيبك من الأولاد !. الدكتور : عندك أولاد غيرو ؟ الأم : عشرة . الدكتور : ما شاء الله , أها كلّهم ما طعّمتيهم ؟ الأم : طعّمهم أبوهم مرة واحدة الدكتور مقاطعاً : إش معنى طعّم ديل , ودا لا ؟ وللاّ آآآآآ , طعّمتيهم عشان تشاركي بيهم في كاس الأمم الأفريقية , خلّينا في المهم ... قلتي لي ولدك عندو إسهال , مش كدا ؟ الأم : أيوه يا دكتور , الولد بقى زي الماسورة المحلوجة , بتعرف الماسورة المحلوجة ؟ الدكتور : زمان ولّا هسّع ؟ الأم : زمان كيف يعني ؟ أنا بقول ليك الكلام دا بين أُمبارح والليلة , تقول لي زمان ولاّ هسّع ؟ الدكتور يكتب روشتّة ويناولها للأم قائلاً :طيّب هاك أمشي أشتري الدوا دا وأدّيهو ليهو ... إن شاء الله في نفس اليوم الإمساك يفِكّو ويبقى كويّس , بس ما تنسي ... يشرب موية كتير , وبرضو لبن ... وياكل خضروات كتير , خاصة الجرجير وما شابه ذلك ,عشان دا بيساعد في علاج الإمساك . الأم مقاطعة : يا دكتور كلامك دا كلّو ما منطقي , أولاً الروشتّة دي دايرة المبلغ الفلاني , ونحنا ما عندنا مقدرة ليها , ثانياً : اللبن دا من ما فطمناهو ما ضاقو , إلاّ في شاي الصباح , ثالثاً : قلت يشرب موية كتيرة , أها الموية دي يجيبوها من وين ؟ إنت ما عارف الموية دي بنساهر ليها الليالي ؟ بعدين سمعتك قلت الحاجات دي بتفك الإمساك , منو القال ليك ولدي عندو إمساك ؟ أنا قلت ليك عندو إسهال , إسهال , مُش إمساك . الدكتور : يا أُخت , يا سِت , يا سيدة , إنتي مُش قلتي ولدك بقى زي الماسورة المحلوجة ؟ طيب , شُفتي ليك ماسورة محلوجة ولاّ ما محلوجة اليومين ديل بتكُب موية ؟... المواسير اليومين ديل عندها حبس بول , أقصد حبس موية عديييل كِدا . الأم : والله تصديقاً لي كلامك يا دكتور , الموية في العاصمة فعلاً صعبة ... واللهِ أهلنا هناك من شِدّة الموية ما كتيرة شفّعنا بيشربوا منّها ويستحمّوا فيها ويغسّلو الهدوم , واللهِ في واحدين لامِن ربّوا كروش عديل من الموية دي . الدكتور مقاطعاً : يا سِت كروش شنو ؟ إنتي عارفة إنّو موية الحفير دي ما صالحة للشرب ؟ إنتي عارفة إنّو الشراب من الموية دي ولشُفّع يعوموا فيها زي الضفدع ويغسّلوا فيها بسبّب شنو ؟ أها , قُمت لي فلسفتك تاني ؟ ورّيني بتسبّب شنو ؟ يا أخت , التصرّف دا بسبّب البلهارسيا , وكترة البلهارسيا بتسبّب تضخم الطوحال , عشان كِدا بتشوفي الواحد ضعيف و كرشو كبيرة أتّقول بالعلو زير . الأم مقاطعة: يعني من نضافة مدينتكم ؟واللهِ مواسيركم دي كان ما ضيقة ساكت كن الواحد يفتح الماسورة يجي طالع ليهو تمساح. الدكتور : بعدين أولادك ديل إهتمّي بيهم شويّة . هسّي إنتي بتاكلي شنو ولاّ بتشربي شنو منفخة كدا زي كبش الضحية المملوح ؟ الأم : واللهِ إلاّ كان حبّة نشا وموص وحاجات زي دي . الدكتور :طيب , دي بتطعّميها ؟ الأم : طبعاً بطعّما !. الدكتور : النشا بتطعّميها , والولد ما تطعّميهو ؟ ليك حق تكوني منفخة زي كلب الجزارة .