يقال إن النبي «ص» كان يخدم أهله في داره وكان يساعد في إعداد الطعام وحلب معزته ورقع ردائه ويضع العقال على ناقته ويعلفها بل وكان يقوم بطحن القمح مع خادمه ويصنع منه عجينًا.. واليوم مع دخول المرأة مجال العمل صارت الشؤون المنزلية وأعباء العمل تشكل عبئًا حقيقيًا مما يتطلب ضرورة مساندة الزوج.. فكيف ينظر الأزواج لذلك الأمر؟ وهل تلعب العادات والتربية دورًا في هذه المفاهيم؟ العديد من التساؤلات حاول «البيت الكبير» الإجابة عنها.. لقبول بالواقع ياسر دهب/ موظف لم يمانع من مشاركة زوجته لتحقيق التوازن المطلوب بين البيت والعمل ويبرر ذلك بالقول تنازلت كزوج برضا وقناعة وسمحت لها بالعمل لتسهم معي في تربية الأبناء وتوفير حياة كريمة لهم في ظل الضغوط الاقتصادية التي نعيشها فلا مانع من تقديم كل العون لها ناهيك عن أهمية العمل كقيمة، فالزوجة في معظم الأحيان لا تعمل لمجرد العمل ولكن لمساندة زوجها وتلبية احتياجات الأسرة.. ويفرق ياسر بين الأزواج قائلا: هناك زوج يرفض عمل زوجته لأنه يملك الإمكانات لتوفير حياة كريمة للأسرة وهناك زوج يطالبها بالعمل وبالتالي فإن نوع الدعم هنا يختلف من زوج إلى آخر. وحدة الهدف وينضم عادل عبد الرحمن إلى رأي ياسر مؤكدًا أن وحدة الهدف بين الزوجين هي الأساس في رسم العلاقة بينهما والأهم الإشباع العاطفي بينهما فهو الذي يجعل الزوجة تقوم بدورها وأن يكون الحوار هو أساس العلاقة.. ولا يجد عادل الحرج في إعلان مشاركته لزوجته في شؤون المنزل ويقول في هذا السياق أقوم بشراء كل ما أحتاج من متطلبات المنزل وأرعى شؤون أطفالي، ويضيف: كما نتعاون في مساعدتهم على القيام بواجباتهم المدرسية وإكسابهم مهارات جديدة تساعدهم على الحياة لنخرج بهم من النمطية. مرفوض لم يحظَ الحديث السابق بالقبول عند حافظ محمد/ فني الإلكترونيات الذي يرفض مبدأ المشاركة ويقول: لا أقبل القيام بهذا الدور لأن إمكاناتي المادية تساعدني على الحياة بشكل كريم.. ويضيف: في حال إصرارها على الاستمرار في عملها فلا مانع لديّ بشرط عدم التقصير في أمور المنزل وتربية الأولاد وفي حال حدوث أقل تقصير فعليها الاختيار بين البيت أو العمل. صاحبة فضل ويعترض د. مرتضى خالد بقوة على كل زوج يرفض مشاركة زوجته في شؤون المنزل ويقدم نفسه كنموذج داعم لزوجته قائلاً: أعتقد أنه طالما الرجل قبل أن تكون له شريكة في الحياة واختارها دون غيرها من النساء فلا بد أن يكون مخلصًا لهذا الاختيار ويفخر به من خلال التطور المستمر لزوجته كداعم لها ويرد لها الفضل الذي قدمته له. ويؤكد خالد من المهم أن يحرص على ديمومة تثقيف زوجته ليصبح لها دورها الاجتماعي في بناء الدولة من خلال عملها ويصف خالد بعض الأزواج بالأنانية لافتًا إلى أن كثيرًا من الرجال يريدون أن تكون زوجاتهم للبيت فقط ، ولا يفكرون في أهمية العمل وهذا جزء من الأنانية. والغريب أن بعض الرجال لا يفكرون إلا في تطوير وتنمية انفسهم ولا يهتمون بما تحققه زوجاتهم من تقدم في مجال العمل. زوجي دعمني وانطلاقًا من تجربتها تقول د. سعاد زوجي متفهم جدًا للدور الذي يجب أن يقوم به في دعمي.. وقد ساندني ودعمني كثيرًا وكان له الفضل في التقدم الذي أحرزته في عملي وبيتي وتعزو الدكتورة سعاد ذلك إلى التفهم الموجود بين الزوجين والبيئة التي تربى فيها الزوج وتقول: يمكن أن يكون الزوج على قناعة بمساعدة زوجته في المنزل ولكنه يستحي من فعل ذلك أمام الآخرين لأنه تربى على ذلك من العيب ويخشى أن يقال عنه إنه ضعيف الشخصية في حين إن الواقع يعكس أن الزوجة في حال وجدت الدعم من زوجها في شؤون المنزل ستضاعف من أدائها وينعكس ذلك إيجابًا على الأسرة والمجتمع. أخذ وعطاء وبدورها تفسر أستاذة علم الاجتماع جميلة الجميعابي إسهام الزوج مع زوجته في تحقيق التوازن قائلة إن المشاركة أمر ضروري ويمنح الطرفين التوازن النفسي والارتياح.. وما يدور داخل الأسرة أمر في غاية الخصوصية فهو يعني المشاركة والتفاعل وهو أخذ وعطاء وتجاوب به تتحقق الأهداف في الحياة الزوجية.. وتضيف: عاداتنا جعلت المرأة هي المسؤولة عن كافة الشؤون المنزلية وذات بالقول: إن التطور العلمي في مجالات الإنتاج والعصر المبكر في التعليم جعل للمرأة مكانة سامقة وسط المجتمع، وقالت: أداء المرأة لدورها على المستوى العربي لا يعني أنها تخلت عن دورها في المنزل بل إنها خجت من الأسرة الصغيرة إلى المجتمع الكبير، أما مشاركة الزوج لزوجته في الشؤون المنزلية فيجب أن تكون بتغيير دور الرجل التقليدي مؤكدة أن الاستقرار النفسي في الأسرة لا يتأتى إلا من خلال المشاركة ولو بالقليل لأنها تعطي المرأة طاقة معنوية وجسمانية لتحقق تربية متوازية بشكل إيجابي.