ما زال السيد وزير الشباب والرياضة الولائي متردداً في اتخاذ قرار التمديد لمجلس الهلال المعين بعد النجاحات والانجازات الكبيرة التي حققها وأخرجت النادي من ظلمات الهزائم والمشاكل والصراعات الى نور الانتصارات والوحدة والاستقرار.. ولا اعتقد ان هناك أي مبرر قانوني يمنع السيد الوزير من اتخاذ قرار التمديد من أجل المصلحة العليا للهلال لأن هناك الكثير من سوابق التمديد لمجلس الفريق المدهش عبدالرحمن سرالختم في الهلال ومجلس جمال الوالي في المريخ بالتجديد للمجلس بكامل هيئته أو بإنهاء فترته وتكوين مجلس جديد بدعمه ببعض الكوادر النشطة والفعالة بعد إبعاد العناصر التي لم تؤد دورها ومهامها بالمستوى المطلوب.. لقد تم اختيار هذا المجلس المعين برئاسة الحاج عطا المنان في أعقاب حل المجلس السابق الذي وصلت الخلافات في عهده لمرحلة الاعتصامات والمظاهرات وتقديم شكاوى تطالب بذهاب المجلس الذي أصبح استمراره في ظل هذه الأجواء المتفجرة ضرورة لتهدئة الأوضاع وعودة الاستقرار للنادي الذي يشجعه أكثر من 20 مليون سوداني يمثلون أغلبية الشعب ويجسدون داخله الوحدة الوطنية في أسمى معانيها بتواجد مختلف القبائل والأعراق والأحزاب والأديان والتيارات الفكرية والثقافية، وهو بذلك يعتبر أكبر حزب في البلاد ولذلك لابد أن يكون معيار التمديد للمجلس هو المحافظة على استقرار أكبر وأعرق الأندية وأكثرها شعبية والذي يعتبر استقراره ووحدته من استقرار الوطن وسلامه الاجتماعي، كما لابد ان يكون معيار التمديد هو كفاءة المجلس وعمله وانجازاته في مختلف المجالات والتي حقق فيها نجاحاً كبيراً كملف إعادة تسجيل نجوم الهلال الخمسة, وملف الديون المتراكمة التي تجاوزت المليون دولار وكان من الممكن ان يوقف الفيفا بسببها نشاط الهلال لولا جدية المجلس في تسديد الديون, وملف إعادة تأهيل الملعب ومقصورة الاستاد وأبوابه وصالاته وحماماته ومواقف سياراته حتى يكون مطابقاً لمواصفات الفيفا وجاهزاً لاستقبال المباريات الافريقية والدولية، وملف استحقاقات الهلال الإفريقية في دور الثمانية والذي ستكون أولى مبارياته أمام مازيمبي يوم الجمعة القادم والتي تتطلع الجماهير لتحقيق الفوز فيها كخطوة على طريق الوصول لدور الأربعة للمنافسة على الصعود لمنصة التتويج الافريقية والتي تحتاج للاستقرار ووقفة الجميع خلف الفريق ومؤازرته بقوة في كل المباريات، كذلك ملف لم شمل الأهلة وتجميعهم تحت راية النادي بعد ان تفرقوا شيعاً وأحزاباً ودخلوا في مواجهات ومعارك انعكست على أوضاع الفريق الذي خسر كل البطولات المحلية والخارجية وخرج من مولد الموسم الماضي بلا حمص إضافة لكل هذه الملفات فإن وجود رجل في قامة ومكانة وشخصية الحاج عطا المنان ينبغي ان يكون اكبر دافع للوزير للتمديد لأنه رجل مقبول من كل الاهلة بمختلف اتجاهاتهم لكفاءته وجديته وسماحته وبعده عن الانتماء للمجموعات المتصارعة فضلاً عن اختلافه في كل شيء عن صلاح إدريس والبرير في طريقة ادارة النادي وأسلوب التعامل مع المختلفين معه واحترام الرأي الآخر وعدم الدخول في معارك صحفية مع منتقديه أو الذين تجاوزوا الحدود بالاساءة اليه والتشكيك في حبه للهلال الذي يجري مجرى الدم في عروقه وشغلته عنه ظروف السياسة والعمل التنفيذي كوالٍ أو وزير او رئيس لمجلس ادارة شركة شريان الشمال التي حققت الكثير من الإنجازات في مجال الصحة والتعليم والمياه ويكفي انها انجزت شارع شريان الشمال الذي لولاه لما تم تنفيذ سد مروي ولما استطاع اهل هذا الاقليم ان يختصروا مشوار السفر من عدة أيام لعدة ساعات ولما استطاع انتاجهم الزراعي ان يغمر اسواق العاصمة القومية ويسهم بشكل كبير في تغيير أوضاعهم الاقتصادية كما يكفي شريان الشمال بقيادة الحاج فخراً انها قد حفرت مئات الآبار لتوفير المياه لمواطني دارفور، وشيدت الكثير من المدارس والمراكز الصحية في قرى وبوادي كردفان ودارفور ولذلك فان الهلال يحتاج بشدة في هذه المرحلة لرجل بهذه المواصفات حتى يعبر ألغام الصراعات الى ساحات الترابط والتعاضد من اجل غد اكثر اشراقاً وازدهاراً.. والمؤكد أنه اذا لم يتم التمديد للمجلس في هذا المنعطف الخطير فان الوالي والوزير يتحملان كامل المسؤولية في نسف استقرار الهلال والعودة لمربع الخلافات والصراعات التي قادت النادي للهزائم وفقدان البطولات فإجراء الانتخابات في هذه الظروف سيشعل نيران الصراعات بين صلاح إدريس والبرير الذي اكد لبعض المقربين منه انه اذا فاز صلاح بالرئاسة فانه سيعلنها ضده حرباً بلا هوادة رداً على إساءاته له ولأسرته وسعيه المتواصل لإسقاط مجلسه بإثارة مؤيديه للفتن والمشاكل وبالهجوم الاعلامي والشكاوي والطعن في شرعيته ولذلك فان الحل لتفادي كل هذه المشاكل هو التمديد للمجلس للمحافظة على الوحدة والاستقرار ومواصلة تنفيذ المشروعات وقياة الفريق في أجواء معافاة لمعركة دور الثمانية الحاسمة والتي يتطلع الأهلة لاجتيازها والوصول للمنافسة على البطولة في دور الأربعة..