قررت الهيئة العامة للاتصالات إمهال أصحاب الشرائح غير المسجلة زمناً إضافياً لتسجيل شرائحهم وتنتهي المدة بنهاية الشهر الجاري وبحسب لغة الأرقام فالشرائح غير المسجلة حوالى 400 ألف شريحة وهو رقم كبير بلا شك وهددت الهيئة بان الاغلاق سيكون نهائياً باعتبار ان الشرائح تمثل مهدداً للأمن القومي ومن المعلوم ان التكنولوجيا والطفرة الكبيرة التي حدثت في عالم الاتصالات فتحت فرصاً أوسع لتلقي المعلومات وتبادل الخبرات والاستفادة من التكنولوجيا في النواحي الاكاديمية والعلمية وغيرها لكافة شرائح المجتمع وسهلت على كثيرين منا إنجاز أعمالهم كل من خلال وظيفته ولكن مع أن الاتصالات توسعت وتباينت الشبكات وتعددت خدماتها من اتصال صوتي وتوفير خدمة النت حيث أصبح العالم قرية واحدة في كافة بلدان العالم ولكن مع ذلك خلفت وراءها كثيراً من المشكلات ونشير الى ان الشرائح غير المسجلة لا تمثل تهديدًا للامن القومي فقط وإنما تهديد للنسيج الاجتماعي للمجتمع السوداني تحديدا ومن ثم تأتي التهديدات الامنية والاقتصادية والسياسية وهنالك كثير من الظواهر السالبة التي تفشت في أواصر المجتمع السوداني نسبة لان الاتصالات أصبحت متاحة وبشبكات منوعة وبدلاً من توظيفها فيما يفيد وينفع الناس يتم استغلالها من قبل بعض ضعاف النفوس في توجيه اكبر قدر من الأذى والحاق الضرر واقلاق راحة الناس والشواهد كثيرة خاصة من اناس لا حياء او دين او قيم وأخلاق تردعهم وبلغ بهم الاستهتار بالمجتمع حدا بعيدا حيث يجنحون لارتكاب أفعالهم تلك غير واضعين في حساباتهم مآلاتها. هنالك بعض الناس يتصلون بك في أوقات حرجة وربما ليلاً ويقلقون مضجعك دون سبب أو عذر واضح بحجة الرقم غلط او يريد من يؤنسه دون سابق معرفة بينكما وهذا نموذج. وهنالك من يصر على الاتصال بك لمرات عدة دون أسباب واضحة أو يرسل لك الرسائل سواء سلبية أو إيجابية في حالة أنه يحمل لك بعضا من الكراهية او يريرد بك شرا وانت في علم الغيب. وكثير من المشكلات التي حدثت في الأسر السودانية كان الموبايل او الهاتف الثابت السبب الاول فيها والناظر الى صفحات الجرائم بالصحف والبلاغات بالمحاكم يجد أكبر دليل على صحة هذا الحديث فكم من أسر تفككت وضاعت وتشرد الأبناء وترملت النساء من وراء شخص عابث ومتلاعب يقوم بالاتصال بالزوج أو الزوجة ليزرع الشكوك في أحدهما تجاه الآخر وتكون النتيجة الطبيعية ضياع أسرة بكاملها بسبب شخص لم يقدر الامر حق تقديره او يراعي القيم والمبادئ وكم من أشخاص تم اغتيالهم وسلب أموالهم من خلال استدراجهم بأرقام غير مسجلة ومحاضر الشرطة تشهد على ذلك. وارتفعت معدلات السلب والنهب والاحتيال للأموال وجرائم الشرف والأخلاق من خلال تبادل الارقام والاتصالات وارسال المقاطع والفيديوهات غير الأخلاقية من أرقام مجهولة لتزداد الظواهر السالبة بصورة كبيرة واذا عددنا مساوئها فلن نجملها في مساحتنا هذه وهيئة الاتصالات حال قامت بقطع الخدمة عن المشتركين غير المسجلين فهي غير ملامة خاصة بعد تحذيرات سابقة وتشجيع من قبل شركات الاتصالات للمواطنين بغرض التسجيل وعلى الهيئة الا تنتظر ولو ثانية لتقطع الخدمة عن مشتركيها غير المسجلين منعاً لأضرار كثيرة وجرائم فظيعة كما أسلفت يتم ارتكابها بتلك الشرائح وطالما كان الشخص منا في حاجة حقيقية للاحتفاظ برقم هاتفه فالطبيعي ان يسرع لتسجيله ومن بعد ذلك فللهيئة كامل الحق في حجب الخدمة عن مشتركيها ممتنعي التسجيل للأسباب الواهية ولم تقصر حين منحت المشتركين في مناطق الذهب والمناطق الخلوية مهلة للتسجيل حتى نهاية الشهر حتى لا يشملهم قرار القطع دون علم.