عاشت مؤلفة الكتاب حياة ماجنة بالطول والعرض تخرج دون سؤال وتدخل وقتما تشاء ولها خط خاص تتحدث فيه مع صدام لأوقات متأخرة من الليل بعيداً عن عيون والديها وبعد أن كثُر الهمس في النادي والمدرسة من كثرة الغياب عرف والديها فعجلوا بسفرها للبنان لإكمال دراستها هناك حيث مكثت عدة أعوام وجاءت لتتزوج من مسيحي ذو أصول يونانية مثلها، الكتاب يغفل عمداً تلك الفترة التي أمضتها بلبنان كيف أمضتها ولماذا لم يرد ذكر صدام فيها ولماذا لم يلاحقها إلى لبنان ليحضرها رغماً عن والديها لما له من سطوة وسلطة وعيون في كل مكان فقد ذكرت أن صدام قال لها في إحدى المرات سأراك أينما ذهبت وسأكون معك ولن تغيبي عن ناظري فلماذا غاب صدام عمداً في هذا الجزء، الحكاية تجري بسرعة لتصل إلى إنجابها بنتين ورغم أنها لم تكن تحب زوجها وأنها أرغمت على الزواج منه إلا إنها تقول انها احبته بعد ذلك لكنها لم تنسى صدام ولياليها معه وكأنها تريد اقحام صدام عنوة في كل ورقة من ورقات هذه الحكاية الساذجة، تقول باري إن صدام لم ينسَ انها تزوجت ولذا حضر لها مفاجأة لم تخطر لها على بال بدأها بإفلاس زوجها ومصادرة ممتلكاته واجباره على الهجرة الى لبنان تاركاً العراق وراءه، ولم يسمح لباري بأن تلحق بزوجها بل ذهب لأكثر من ذلك حينما دبر طلاقاً بين الزوجين رغماً عنهما وجاءت ورقة الطلاق عبر السفارة في الوقت الذي استلم فيه الزوج طلب الزوجة بضرورة الانفصال وعدم الرغبة في العيش معه، مباشرة ودون أية قيود باشرت حياتها المفتوحة مع صدام وهذه المرة بعد أن أكملت دراستها وأضحت امرأة مسؤولة عن نفسها بعيداً عن رقابة والديها في بيت مستقل تفعل ما تريد دون رقيب أو حسيب، عهدت بابنتيها للخادمة والمربية لا تعرف عنهن شيئاً لأنها تدور في فلك صدام الذي عهد إليها بوظيفة مرموقة في اتحاد نساء العراق سيما وهي تجيد خمس من اللغات ولا أدري والحال هكذا كيف تجد الوقت لدراسة وإجادة هذه اللغات الخمس، من بعد ذلك تدرجت في الوظائف القيادية إلى ان دخلت اللجنة الأولمبية وأصبحت تحت إدارة عُدي بن صدام المهووس بالقتل واغتصاب الصغيرات حسبما تروي في كتابها، هناك معلومات منقوصة أخفتها الكاتبة عنوة لأنه لايمكن ان تقول بأنها تكره صدام الذي خرب بيتها وطرد زوجها وفي ذات الوقت تقر بأنها عادت لتعيش حياتها المفتوحة مع صدام بلا قيود، تسترسل باري في وصف علاقتها الحميمة مع صدام بأنه من خوفه عليها عين لها حراس يراقبونها من بعيد وسيارات فارهة تقودها إلى أي مكان ترغب فيه ومنازل فخمة تقضي فيها لياليها الماجنة وملابس خاصة تم اختيارها بعناية من أحدث بيوتات الموضة العالمية هذا فضلاً عن العطور والمجوهرات غالية الثمن، ربما يتبادر للذهن سؤال كيف لرئيس بلد تطوقها الحروب ويعاني أهلها ما يعانون ورئيس غير مرغوب فيه من أمريكا ويحاول بشتى الطرق أن ينقذ بلاده مما أصابها جراء هذه الصدامات كيف له الوقت ليقضيه مع امرأة خارج إطار الشرع والدين رغم أنه زوج لامرأتين ولديه منهما عدد من الأبناء والبنات ألستم معي بأن وراء هذا الكتاب مخابرات ما أو أيادي أمريكية ويهودية أو حتى شيعية لعبت دوراً في اغتيال شخصية صدام بكل عنفوانها وقوتها كيف لرجل يتلو القرآن داخل زنزانته ويبدأ خطاباته بآيات القرآن أن يكون رجلاً منحرفاً تدير رأسه امرأة إلا إذا كان شخصاً مريضاً تحركه ميوله وأهواءه ورغم عدم اتفاقي مع كثير من أفكار صدام إلا أنني اعتز به كقائد عربي شجاع وأول من قال لأمريكا لا فهل يكون للرجل شخصيتين؟..