كلما ازدادت الضغوط الاقتصادية على المجتمع في شتى نواحي الحياة.. تظهر على السطح ظواهر سالبة تؤثر في الحياة عامة بما فيها البيئة.. فالظواهر السالبة بدأت تأخذ شكلها المتسارع منذ نهايات القرن العشرين وبدايات القرن الواحد والعشرين.. وهي تتطلب منا الوقوف عندها وإسقاط السوالب والإبقاء على الموجب منها.. ومن ثم يكون الهدف التالي بث ثقافة التوعية والقضايا المحيطة بها لخطورتها على المجتمع والبيئة معاً فهما إذا انتشرت من خلالهما الظواهر السالبة فأنها تفسد للإنسان حياته في حال يكون غير مدرك وواعي بكيفية المحافظة.. وتحمل المسؤولية الإصحاحية للبيئة.. خاصة أن الجزء الأكبر في هذا الإطار يقع عاتق الإعلام المعني بنشر الثقافة البيئية التي يفترض أن تبصر العامة بالإدراك والوعي بها. وهنالك جهات خلاف الإعلام يجب أن تلعب دور ريادي في نشر الثقافة البيئية أبرزها المؤسسة التعليمية بكل مراحلها الدراسية حتى تجد طريقها للمجتمع الذي ينتظر أجيالاً تعي بأهمية الحفاظ على البيئة المنتشرة فيها الظواهر السالبة بشكل مقلق جداً. فالثقافة البيئية تحتاج منا جميعاً التضافر من أجل بيئة صحية خالية من الأمراض.. وبالتالي على الجهات الرسمية والشعبية توحيد الجهود لطباعة كتيبات وبوسترات وملصقات يتم وضعها في الطرقات العامة وبث برامج وسهرات تصب في هذا الملف الساخن وتكون تلك البرامج والسهرات في قوالب خفيفة وتوفير المعلومات للاستفادة منها في نشر الثقافة البيئية.. واقترح أن تشكل لجنة من المتخصصين والمهتمين بالشأن البيئي حتى نستطيع الخروج بها إلى بر الأمان بسلام.. ولكنها بدون الإعلام ستكون البيئة ذات أجنحة مقصوصة.. فالإعلام له القدرة على أن تحلق البيئة في سماء خالية من الظواهر السالبة.. والإعلام هو الضلع الأساسي في أن تصبح البيئة أكثر إصحاحاً.. وعليه دعونا نبحث عن فهم يقودنا جميعاً إلى صورة إيجابية تساهم في الارتقاء بالإدراك والوعي البيئي. ولكن تبقى الظاهرة بكل سلبيتها متفشية في بعض دول العالم.. وترزح منها تحت وطأت الظواهر السالبة دون البحث عن الحلول الناجزة التي تبعد المجتمعات عن منحنيات ومتعرجات الحياة اليومية بما فيها الظروف الاقتصادية القاهرة التي كان لها القدح المعلى فيما تشهد البيئة من سوء. وبما أن البيئة متداخلة في كل مظاهر الحياة اجتماعياً، اقتصادياً، صحياً وإلى أخره.. لذلك يجب أن تعمم الثقافة البيئية وأن توضع لها الميزانيات نسبة إلى أن البيئة الملوثة تكثر فيها الأمراض على اختلاف تنوعاتها صدرية أو قلبية وغيرها. فالبيئة السالبة في عصرنا هذا تبدو ظاهرة للعيان من خلال المعمار والصرف الصحي ومجاري تصريف المياه خاصة في فصل الخريف فالسيول تفضح تصريحات المسؤولين في هذا الملف الذي يكبد الدول الكثير من الخسائر المالية التي قد تشل الميزانية. وهذا لا يعفي الإنسان من أنه شريك أساسي في التدهور المريع الذي نلحظه في البيئة إذ أنه العامل الرئيس في الظواهر السالبة، فالكثير من المناطق تفتقر لأبسط مقومات الحياة البيئية بغرقها في البرك الآسنة المنتجة بفعل الأمطار والسيول والفيضانات كالتي اجتاحت السودان مؤخراً. ومن الظواهر السالبة امتلأ البيئة بالكثير من المستنقعات التي تحمل بين طياتها التلوث وعليه تنتشر بعض الأمراض.. لذلك ومن أوجب الواجبات أن نعمل على تدارك الظواهر السالبة. أصدقاء السياحة السودانية - المهندس صلاح حسن موسى غريبة