الابيضاب: محمد أحمد الكباشي سنة الزواج الجماعي التي انتظمت العديد من المناطق بولايات السودان لم تكن الأشهر والأكثر تنظيمًا كتلك التي درجت على تنظيمها قرية الإبيضاب بولاية نهر النيل بمحلية المتمة خلال عطلة عيد الأضحى من كل عام حتى وصل عدد الزيجات إلى ثمانين زيجة حاملاً الرقم 13 تم الاحتفال بها أمسية الثلاثاء الماضي ثالث أيام عيد الأضحى المبارك وسط حضور جماهيري كثيف تداعت له من كل القرى والأرياف المجاورة وضاقت به جنبات ساحة الاحتفال وتقدمتهم عدد من القيادات الرسمية والشعبية بولاية نهر النيل فيما أفلحت اللجنة المنظمة للاحتفال في الخروج بهذه المناسبة بصورة توازي حجمه وليس أدل على ذلك من المؤتمر الصحفي الذي عقدته جمعية الإصلاح لأبناء الابيضاب وسبق قيام الاحتفال كبرنامج مصاحب وتبارى فيه عددٌ من أعضاء الجمعية وقيادات المحلية متحدثين عن مزايا الزواج الجماعي بالمنطقة وكيف أنه أسهم في ربط الأسر مع بعضها البعض فضلاً عن تخفيف أعباء الزواج وتعقيداته التي جعلت الكثير من الشباب ينزوون عنه فيما ثمّن المهندس أحمد العطية رئيس جمعية الإصلاح بالابيضاب دور حكومة ولاية نهر النيل ممثلاً في وزارة الشؤون الاجتماعية وصندوق الزواج الجماعي، وأشار إلى الهيئات ومجلس الشورى والشباب والاتحادات الطلابية والمرأة واللجنة الشعبية بالابيضاب ورابطة أبناء الابيضاب بالخرطوم وتفاعلها مع مشروع الزواج الجماعي وأشاد العطية بدعم الخيرين من أبناء المنطقة مستعرضًا مسيرة المشروع والذي قال إنه بدأ بأربع زيجات إلى أن وصل إلى ثمانين حينما كان يجابه بتعقيدات وعقبات في بداياته أجملها في عدم تجاوب الأمهات مع الفكرة بل ورفضها والتحريض ضدها، وأبان العطية أن هذه المرحلة تم تجاوزها إلى أن وصل مرحلة الاقتناع بالفكرة والمبادرة بالتسجيل للزواج الجماعي حتى لا يكاد هناك من يتزوج خارج هذه المنظومة، وكشف أن الفرصة آخذة في التمدد بإتاحة الفرصة للقرى المجاورة.. من ناحيته أكد أمين عام لجنة الابيضاب بشير أحمد محمد عمر أن الزواج الجماعي شمل كلاً من الكمير شمالاً وحتى طيبة جنوبًا مشيرًا إلى أهمية الزواج الجماعي في ظل الثقافات الغربية الوافدة على المجتمع السوداني واعتباره واحدًا من أسلحة الحفاظ على الهُوية السودانية وضد وسائل العولمة الداخلة للمنازل والأندية بدون استئذان واعتبر مشروع الزواج الجماعي مشروعًا إستراتيجيًا يتم وضع ميزانية مخصصة له ويبدأ الإعداد له مع نهاية كل موسم.
ولم يكن معتمد محلية المتمة اللواء حسن عمر أحمد البشير بمنأى عن الحدث وهو يضع محليته في مقدمة مناطق السودان احتفالاً بالزواج الجماعي خاصة في مناطق الجوير، الصفر، الابيضاب، كلي، والفراحسين التي قال إنها أصبحت تتنافس فيما بينها في هذا المشروع مثمنًا جهود الخيرين من أبناء هذه المناطق مع جهد مقدر من حكومة الولاية، وأشار أن تعداد المحلية أصبح في تزايد كبير بفضل مشروع الزواج الجماعي، وقال إن قلة عدد سكان محلية المتمة حرمها كثيرًا من الخدمات والمشاركات السياسية خاصة في التمثيل في دوائر المجلس الوطني مقارنة بالضفة الشرقية مبينًا أن محلية المتمة تزخر بالعديد من الموارد الزراعية والصناعية وتحتاج إلى مضاعفة الجهود لتسخيرها وأن التنمية تبدأ بتنمية المجتمع وإنسان المتمة أحوج ما يكون لهذه التنمية مبشرًا باكتمال رصف الطريق إلى شمال المحلية قبل نهاية العام واعدًا بتقديم مزيد من الخدمات خلال الفترة المقبلة، وفي السياق عبّر الأستاذ عبد المنعم عبد الرءوف محمد أحمد الهدي رجل الأعمال وابن المنطقة عن امتنانه لجهد حكومة الولاية في إنجاح مشروعات الزواج الجماعي بالابيضاب متعهدًا بدفع مزيد من الدعم لتعميم المشروع على كافة مناطق المحلية والمنطقة على وجه الخصوص. يُذكر أن مشروعات الزواج بولاية نهر النيل والتي عادة ما تنشط خلال هذه الأيام تجد دعمًا مقدرًا من حكومة الولاية عبر صندوق تم إنشاؤه لذات الغرض وفق ما ذكره الشيخ المسلمي محمد محمد علي أمين الصندوق والذي أعلن عن استعداد الصندوق لدعم أي عدد من الزيجات تتم عبر المحلية المعنية مبينًا أن المشروع يعتبر إستراتيجيًا بالنسبة للولاية حيث إنه يجد كل الاهتمام والدعم المقدر وكان الأستاذ مدثر عبد الغني وزير المالية بولاية نهر النيل قد شرف الاحتفال الذي تخللته عدد من الفقرات الغنائية والتراث الذي تزخر به المنطقة.