خرجت جماهير مدينة الجنينة أمسية الخميس في مسيرة تلقائية، احتفالاً بوصول طريق الإنقاذ الغربي قطاع زالنجيالجنينة داخل المدينة بعد طول انتظار وترقب في مشهد يؤكد عظمة وأهمية هذا الطريق بالنسبة لمواطني المنطقة. وقد شارك في هذه الاحتفالية العفوية عدد من القيادات الرسمية والشعبية ومواطنو الأحياء الشرقية لمدينة الجنينة، مستبشرين بغدٍ أجمل بعد أن صار الحلم حقيقةً في مدينة تعيش في أقصى أصقاع الوطن الغربية، وظلت تعاني من جحيم الأسعار حيث استغل بعض ضعاف النفوس والذين سيطر الجشع على قلوبهم بعدها عن المركز وصعوبة الترحيل إليها بعد تدهور الأحوال الأمنية، وأكد المواطنون الذين استطلعتهم الصحيفة أن هذا الطريق سيحل الكثير من المشكلات التي يعاني منها الإقليم، مؤكدين أن أهمية الطريق تتعدى السودان إلى دول الجوار، وسيساعد على ايقاف نزيف الحرب والمساهمة في الإعمار والتنمية، وطالبوا بالإسراع في تكملة باقي القطاعات في دارفور. ويعتبر هذا الطريق أحد أهم المشروعات التي تنفذ في دارفور في الفترة الأخيرة، وقد اعترت هذا الطريق الكثير من المشكلات التي أعاقت تنفيذه. وما يهمنا هنا المعيقات الأمنية خاصةً بعد نشوب حركات التمرد التي عملت في بداية تمردها على ايقاف مشروعات التنمية، وعانت الشركات العاملة في قطاع زالنجيوالجنينة من استهداف المتمردين والمتفلتين، ودونكم حادث اختطاف أحد المهندسين الصينيين في اكتوبر الماضي بالقرب من مدينة الجنينة، وأطلق سراحه بعد ثلاثة أسابيع من اختطافه، وقد وضعت وقتها حكومة الولاية خطة أمنية لحماية العاملين بالطريق عموماً، ويبلغ طول الطريق في هذا القطاع «150» كلم بها «20» كوبري و «200» عبارة. حكومة الولاية شكلت حضوراً في الاحتفالية التلقائية وشاركت المواطنين الفرحة، حيث خاطب نائب الوالي أبو القاسم بركة مواطني المدينة وقدم اعتذاراً رسمياً من حكومة الولاية لكل الذين تضررو من تشييد هذا الطريق، وقد وجدت هذه الخطوة قبولاً من مواطني المدينة، خاصة أولئك الذين تضررت منازلهم من زحف الآليات الثقيلة التي كانت تعمل في رصف الطريق، مؤكداً أن هذا الطريق سيأتي بمنافع كثيرة للمنطقة، خاصةً في ما يتعلق بالتنمية والخدمات والأمن، مشيراً إلى أن مسيرة التنمية في الولاية لا تتوقف، وعدد جملة من المشروعات المهمة التي سيتم افتتاحها هذا العام، كاشفاً في الوقت ذاته عن بدء العمل في سفلتة أكثر من «15» كلم من الطرق الداخلية لمدينة الجنينة في بحر هذا الأسبوع، بالإضافة إلى تشييد «3» كباري. ممثل الشركة الصينية المنفذة للطريق الذي تفاعل كثيراً مع الألعاب والرقصات الشعبية، عبر عن شكره وامتنانه لحكومة السودان وجماهير وحكومة غرب دارفور على تعاونهم مع أفراد الشركة والعاملين بها، وأشار إلى أن الشركة قامت بجهد كبير من أجل تنفيذ هذا الطريق رغم الصعاب، وطالب الجميع بحمايته والمحافظة عليه واستخدامه بالطرق المثلى. عموماً إن انتهاء العمل في قطاع زالنجيالجنينة وحده يمكن أن يساعد على تخفيف الكثير من المشكلات، لكن تظل فرحة الجماهير ناقصة إلا باكتمال العمل في جميع القطاعات، ووقتها سيكون فعلياً أن الحلم أصبح حقيقةً.