ظل طريق الإنقاذ الغربي طوال السنين الماضية حلماً يراود مواطني دارفور ويحدوهم الأمل في رؤيته مكتملاً ومع قدوم كل وزير معني بالطرق تتجدد الآمال وتزداد الأمنيات بأن يصبح الحلم حقيقة في عهده، وهكذا هي اليوم مع مقدم وزير النقل والطرق والجسور د. أحمد بابكر نهار الذي يزور ولايات دارفور هذه الأيام للوقوف على سير العمل والمشكلات التي يواجهها الطريق يرافقه وفد كبير من وزارته ولجنة النقل والطرق بالبرلمان. بدأت الزيارة بولاية غرب دارفور حيث وقف الوفد على سير العمل في طريق الجنينة أدري وبعض المنشآت الأخرى بمدينة الجنينة، وتلمّس الوزير بعض المشكلات التي تواجه سير العمل حيث قال والي غرب دارفور حيدر قالو كوما إن من أكبر المشكلات التي تواجه ولايته حالياً هي الردميات التي لم تسفلت حتى الآن الأمر الذي يثير الأتربة خاصة وأنها ظلت لفترات طويلة، وأشار إلى أن العمل لا يسير بالصورة المطلوبة واشتكى الوالي وأعضاء حكومته من أداء الشركات الوطنية الذي وصفوا أداءها بالضعيف، وطالب الوالي بتسريع الخطى في إكماله لأن الناس قد ملّت حسب قوله وطالب بأن تغيّر أو يتم البحث عن سبل معالجات أخرى، وتمنى سماع التزام باكتمال الطريق قريباً. ومن جانبه أكد الوزير د. أحمد نهار أنه آن الأوان لطي ملف طريق الإنقاذ وأشار إلى أهمية الطرق وكل وسائل النقل في تقدُّم السودان وتطوره لمساهمتها في الكثير من النواحي الأمنية والاقتصادية خاصة وأن التنمية الشاملة تقوم عليها، وقال نهار إن الزيارة كانت بهدف الوقوف على عمل الشركات في الطريق والمواصفات المطلوبة، وأقر بقصور من جانب الحكومة في الالتزام بالسداد في بعض القطاعات، وأشار إلى تأكيد النائب الأول للرئيس علي عثمان بإعطاء الأولوية لطريق الإنقاذ الغربي على كل الطرق في السودان، وتعهد بأن يذهب العمل في الطريق إلى الأمام رغم الصعوبات المالية التي تواجهها الدولة بسبب خروج البترول من الميزانية العامة، وأبدى نهار موافقته بأن تكمل إحدى الشركات التي تعمل مع بعثة اليونميد الطريق الرابط بين مطار الشهيد صبيرة ومدينة الجنينة والبالغ طوله «1800» متر لأهميته باعتباره واجهة المدينة بشرط أن تلتزم الشركة بالمواصفات المطلوبة كما أكد وكيل وزارة النقل المهندس أحمد إبراهيم أحمد ضعف الشركات المقاولة من الباطن، وقال إن المسؤولية في ذلك تقع على الشركات الرئيسة التي تم التوقيع معها، وجدد التزام الوزارة بالإيفاء بمتأخرات الدفعيات التي عجزت الحكومة عن الإيفاء بها بسبب ما حدث في الميزانية العامة. وبعدها وقف الوفد على سير العمل في بقية القطاعات «الجنينة مورني» «مورني زالنجي» «زالنجي نيرتتي» «نيرتتي كاس- نيالا» و«نيالا عد الفرسان رهيد البردي» حيث وجدت الزيارة ترحيباً حارًا من واليي وسط وجنوب دارفور اللذين رحبا بالزيارة وطالبا بإكمال العمل في الطريق بأسرع ما يمكن لأهميته في ربط المدن الغربية بعضها ببعض وبقية أجزاء السودان وإسهام الطريق في توفير الأمن والاستقرار لكل ولايات دارفور. ومن خلال الزيارة كان واضحاً عدم إيفاء كثير من الشركات بالتزاماتها خاصة الشركات الوطنية التي تعمل في الطريق من الباطن بجانب وجود بعض المشكلات التي تتمثل في ضعف السداد من قبل الحكومة ووجود بعض المشكلات الأمنية في السابق بسبب الأوضاع الأمنية ولكن الزيارة أكدت أن الأوضاع الأمنية الآن سارت نحو الأفضل بجانب ضعف الرقابة على أداء الشركات. وأكد نهار حرص وزارته على إكمال العمل في الطريق الذي سيرتبط ببعض الطرق القارية كالطريق القاري الذي يربط بين السودان وإفريقيا الوسطى وطريق أدري مع الحدود التشادية بجانب ربط ولايات دارفور بالسكة الحديد التي أكد على أهميتها. ومن جانبهم وقف أعضاء البرلمان في لجنة النقل والطرق على الأوضاع في دارفور وعلى سير العمل في الطريق، وقال نائب رئيس اللجنة الناظر عبدالله أحمد بدين: «نحن شهود على ما جرى ويجري في الطريق» وأردف: «شاهدنا طريق الإنقاذ الغربي ورأينا التعثر فيه»، وأكد دعمهم كنواب للشعب للوزارة حتى يكتمل الطريق.